
فبراير 5, 2018 |حكمت عبيد
لم تختلف توصيات مؤتمر الطاقات الإغترابية لقارة أفريقيا 2018 المنعقد في العاصمة العاجية أبيدجان، عن سابقاتها من التوصيات التي تضمنتها توصيات المؤتمرات التي سبقت في الأعوام السابقة أو في القارات الأخرى.
شعارات وأفكار عامة ومكررة ومستعادة، لم ترق الى مستوى البرنامج الفعلي والعملي، والأسباب تكمن في طبيعة النشاط الإقتصادي اللبناني الإغترابي القائم على المبادرات الفردية بصورة أساسية إسوة بما هو قائم في لبنان.
لم يقدم المؤتمر نموذجا ناجحا من خلاصة المؤتمرات السابقة، بل إستنسخ شعارات مل منها الإغتراب الذي عانى ويعاني من قضايا بارزة لم يتطرأ لها المؤتمر، كالمعاناة التي يتعرض لها المغتربين تحت عنوان مكافحة الإرهاب وتهريب الأموال وتبييضها.
ولم يتعرض المؤتمر إلى نوع الحوافز التي يقدمها لبنان الى المستثمرين اللبنانين وغير اللبنانين، أكانت مصرفية أم عقارية، أم ضريبية. بدا المؤتمر كأنه مؤتمرا إعلاميا، عقد لخدمة أحد المصارب اللبنانية الشريكة التي تبحث عن زيادة إستثماراتها وإستقطاب زبائن جديدة ومراكمة المزيد من الأرباح، كما بدا من توصيات الحلقة الولىمن التوصيات الصادرة عن المؤتمر.
لا شك أن المؤتمر وغيره من أشكال التواصل مع المغتربين، يشكل حاجة وضرورة للمغتربين، لكن إختيار المواضيع والتأكد من إمكان تحققها والوصول الى النتائج المتوخاة، أمر ضروري، كي لا ينعكس المؤتمر مزيدا من الإحباط واليأس لدى المغتربين، كما هو حاصل في الداخل اللبناني.
التوصيات
توصيات عدة، نتجت عن أربع ندوات تناولت الشؤون الإقتصادية وفرص التعاون الإستثمارية المتاحة في جميع أنحاء القارة الأفريقية، كما تناولت موضوع الحفاظ على الهوية اللبنانية من خلال قانون استعادة الجنسية والحفاظ على اللغة العربية عبر المدارس اللبنانية في الخارج ونشر الثقافة والفن والذوق اللبناني.
صدر عن الندوة الأولى التي حملت عنوان: “غرب أفريقيا – فرص الإستثمار والمبادرات المصرفية” التوصيات الآتية:
– العمل على زيادة التعاون بين رجال الأعمال اللبنانيين الموجودين في غرب أفريقيا من خلال تأسيس شراكات بينهم، تهدف الى الفوز بمشاريع إستثمارية ضخمة عبر مناقصات تطرحها الدول الأفريقية.
– دخول المصارف التجارية اللبنانية سوق منطقة غرب افريقيا وتقديم الخدمات للبنانيين والأفارقة على حد سواء.
– العمل على تقديم الحوافز للبنانيين في افريقيا للقيام بمشاريع إستثمارية ضخمة في لبنان تتعدى التحويلات المصرفية والمشاريع الشخصية.
أما الندوة الثانية التي حملت عنوان: ” شمال أفريقيا … رسملة العلاقات الثقافية والأخوية في سبيل تحسين العلاقات الإقتصادية” ….. فصدر عنها التوصيات التالية:
– إقتراح تشكيل لجنة وزارية – دبلوماسية، يشارك فيها رجال الأعمال لتفعيل الإتفاقيات التجارية الموقعة بين لبنان ودول شمال أفريقيا.
– إنشاء شراكات إنتاجية بين الشركات اللبنانية في الإنتشار والشركات اللبنانية في لبنان وهو ما يعرف بالـ OUTSOURCING
– تشجيع رجال الأعمال اللبنانيين للاعتماد على مفهوم ذكاء الأعمال.
– تشجيع إنشاء جمعيات الأعمال وغرف التجارة والصناعة بين لبنان والدول الأفريقية.
الندوة الثالثة التي عقدت تحت عنوان: “وسط، شرق وجنوب أفريقيا.. بناء الجسور” خرجت بالتوصيات الآتية:
– إقامة إجتماعات عمل b2b MEETINGS خلال مؤتمرات الطاقة الإغترابية تسمح بإلتقاء رجال الأعمال اللبنانيين المستثمرين في أفريقيا، وتشبيك قدراتهم وفتح آفاق جديدة للاستثمار.
– إطلاق منتدى أعمال لبناني – أفريقي يسمح بتعزيز القدرات وربطها ويضع إستراتيجية تدعم الإستثمارات اللبنانية في أفريقيا وتساعد على مواجهة منافسة الإستثمارات الأجنبية.
– تشكيل لجنة متخصصة بتسويق المنتجات اللبنانية في أفريقيا مكونة من وزارات الخارجية، الإقتصاد، الزراعة، والصناعة.
أما خاتمة الندوات التي حملت عنوان: “اللبنانية… أسلوب حياة” فصدر عنها ست توصيات:
– تعزيز دور الدولة اللبنانية في دعم المستثمرين اللبنانيين في الخارج ومساندتهم.
– العمل على إقامة معارض لبنانية في الخارج بدعم من الدولة اللبنانية للترويج للصناعة والفن اللبنانيين.
– حث اللبنانيين وبالأخص الموجودين في أفريقيا على التقدم لإستعادة الجنسية اللبنانية.
– دعم عمل الإرساليات اللبنانية لمساندة المجتمع المحلي في بلدان وجودهم، وذلك لإعطاء صورة عن الوجه الآخر للبناني، غير تلك التي يتميز بها كصناعي أو مستثمر أو رجل الأعمال.
– تشجيع الجامعات اللبنانية على فتح فروع لها في افريقيا.
– طلب تسيير رحلات لخطوط طيران الشرق الأوسط الى الدول الأفريقية التي لا يوجد للشركة رحلات إليها.
– درس امكانية اعادة فتح خطوط طيران لوصل لبنان بامريكا اللاتينية.
خوري
والقى وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري كلمة الحفل الختامي، داعيا اللبنانيين الى “الاستثمار في وحدتهم، لان الوطن يقوم بسواعد كل ابنائه المقيمين والمغتربين”.
وتطرق الى الخطة الاقتصادية للنهوض الاقتصادي الشامل في لبنان وقيمتها 15 مليار دولار، والتس ستفتح الابواب لاستثمارات ستشكل وثبة نوعية مترافقة مع الثروات والامكانيات.
كما اثنى على نجاح المؤتمر، الذي صمد رغم كل التحديات بهمة المشاركين وعزمهم وايمانهم بان هذا المشروع هو مشعل النجاحات المتنقل في كل زوايا العالم.
قم بكتابة اول تعليق