
أف ب
تظاهر آلاف الإسرائيليين، الجمعة 16 فبراير/شباط 2018، في مدينة تل أبيب، مطالبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالرحيل، بعد أن أوصت الشرطة بتوجيه اتهامات له بالفساد.
واحتشد المتظاهرون، في يوم مشمس، بساحة المسرح الوطني، حاملين لافتات كُتب عليها بالعبرية “باي باي بي بي”، وهو الاسم المختصر له، وأخرى بالإنكليزية: “رئيس وزراء الجريمة”.
وقالت أفرات شيشتر، (50 عاماً)، التي حملت لافتةً كُتب عليها: “ماذا تبقى لأطفالنا”، وأخرى كُتب عليها: “شاركت في العديد من المظاهرات ضد الفساد للسبب نفسه الذي كتبته على اللافتة”.
وأضافت شيشتر: “إننا نناضل من أجل مستقبل هذا البلد ومن أجل أطفالنا”، مشيرةً إلى أن “ما حدث في السنوات الأخيرة يدمر مستقبلنا، والجميع هنا يريدون أن يرحل نتنياهو”.
وقال إيشاي هداس، أحد المتظاهرين: “إن بإمكانهم تقديم لائحة اتهام ضده غداً أو اليوم، ونحن لن نقف متفرجين؛ لأن قرارهم قد يستغرق أشهراً”.
وأضاف أن “النائب العام حصل على وقائع، وهي وقائع خطيرة”.
وتابع: “نريده أن يستقيل أو أن يتر
ك عمله؛ حتى يُنظر في التوصية بتقديم لائحة اتهام بحقه”.
وأعلنت الشرطة الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2018، أنها أوصت بتوجيه تهم الفساد والاحتيال واستغلال الثقة إلى نتنياهو.
يتولى نتنياهو، الذي لا ينافسه أي خصم واضح على الساحة السياسية حالياً، السلطة منذ أكثر من 11 عاماً، وقد يتجاوز ديفيد بن غوريون، مؤسِّس دولة إسرائيل، في مدة بقائه بالحكم، إذا استمرت الولاية التشريعية الحالية حتى نهايتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
ودفعت توصيات الشرطة، الثلاثاء، البعض الى المقارنة مع سلف نتنياهو ومنافسه القديم رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، الذي تولى منصبه منذ عام 2006 حتى عام 2009، وأُطلق سراحه في يوليو/تموز 2017، بعد أن قضى عاماً و4 أشهر في السجن بتهم فساد
تسجيل مسرب فضح ابنه في نادي تعرٍّ خلال تفاخره بالنفوذ وزوجته زوَّرت فواتير مصروفها الباذخ.. عاصفة اتهامات تضرب عائلة نتنياهو
الوكالة الفرنسية للإنباء
أعادت الاتهامات التي أوصت الشرطة الإسرائيلية بتوجيهها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تسليط الأضواء على تصرفات عائلته التي تناولتها وسائل الإعلام بإسهاب.
ويواجه نتنياهو اتهامات بقضايا فساد تشمل تلقي هدايا فاخرة، إلا أن الاتهامات الجديدة هي الأكثر جدية ضد نتنياهو خلال حكمه المديد، وتأتي بعد سلسلة من القصص التي استحوذت على اهتمام الإعلام والجمهور، من بينها: عض كلب العائلة عضواً في الكنيست، وادعاءات عن تزوير زوجته سارة فواتير تتعلق بمصاريف المنزل، وتسجيل صوت ابنه في حالة سكر وهو يتفاخر بخدمات والده لرجل أعمال بعد خروجه من نادٍ للتعري”.
لكن نتنياهو الذي يكرر تأكيد براءته، يقول إن التركيز على عائلته جائر، وإن هدفه هو النيل منه ومن مصداقيته.
وتقول تمار هرمان، خبيرة الرأي العام في معهد الديمقراطية الإسرائيلي، إن أنصار نتنياهو قد يوافقون على هذا القول، لكن بالنسبة للآخرين: “يشبه الأمر أن يكون لديك جار لديه مشكلات عائلية كثيرة، يجعلك تقول: لا سمح الله! الشر بره وبعيد”.
وقالت الشرطة في توصيتها لتوجيه الاتهام إلى نتنياهو، إن “أفراداً من عائلته” حصلوا على سيغار وشمبانيا ومجوهرات بقيمة مليون شيكل (229 ألف يورو) من منتج هوليوود آمون ميلتشان، والملياردير الأسترالي جيمس باكر.
“مجوهرات ثمينة”
ويقال إن نتنياهو ساعد ميلتشان في المقابل في تعزيز مصالحه التجارية في إسرائيل.
وفي حين توصي الشرطة باتهام نتنياهو بتلقي رشا والاحتيال وخيانة الأمانة، فإنها لا تذكر بالاسم زوجته سارة وابنه يائير اللذين يعيشان في مقر الإقامة الرسمي شديد الحراسة في وسط القدس.
ولكن عشرات التقارير التي نشرت منذ استج
واب الشرطة رئيس الوزراء، في يناير/كانون الثاني 2017، تفيد بأن سارة نتنياهو كانت على علم ببعض الهدايا، وأنها طلبت الحصول على بعضها.
وأشارت صحيفة “هآرتس” إلى “قطعة مجوهرات طلبتها سارة نتنياهو هدية لعيد ميلادها”، من ميلتشان، وقالت إن باكر أهدى يائير تذاكر سفر وإقامة فندقية.
ويائير ابن نتنياهو من زوجته الثانية، وله كذلك ابنة هي نوا من زوجته الأولى ميريام، وابن آخر هو أفنير من سارة.
وفي قضية منفصلة، قد يوجه الاتهام إلى سارة نتنياهو بإساءة استخدام المال العام، وهو ما تنفيه.
وكُشف عن هذه الشبهات السنة الماضية، وتفيد بأنها ادعت مع مساعد لها بأنها اضطرت لطلب طعام من الخارج من المال العام، بقيمة 359 ألف شيكل، لعدم وجود طباخ في المقر، وفق وزارة العدل.
نفي للاتهامات
كما اتهم موظف سابق سارة نتنياهو بأنها كانت تأخذ من المال المسترد لقاء الزجاجات الفارغة المُعادة إلى المتاجر بين 2009 و2013، في حين كان ينبغي إعادتها إلى الخزينة.
وفي 2013، أعاد نتنياهو إلى الخزينة ألف دولار، لكن الموظف قال إن المبلغ أكبر بست مرات.
وفي فبراير/شباط 2016، حكمت محكمة بدفع
170 ألف شيكل تعويضات لمديرة المنزل التي اتهمت الزوجين بالإساءة إليها.
ونفى الزوجان هذه الاتهامات في القضية التي تناولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.
وغالباً ما يتعرض يائير للانتقادات، لأنه لا يزال يعيش في مقر الإقامة الحكومي رغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي.
“صفقة بعشرين مليار دولار”
والصيف الماضي، نشر مركز “مولاد” البحثي تقريراً بعنوان “خمسة أمور لا تعرفها عن ولي العهد يائير نتنياهو” متحدثاً بالتفصيل عن أسلوب حياته، ولا سيما الكلفة العالية التي تقع على كاهل الخزينة لقاء تأمين حماية له على مدار الساعة مع سائق وسيارة.
والشهر الماضي نُشر على نطاق واسع تسجيل التقطه السائق بصوت يائير خارج نادٍ للتعري، وهو في حالة سكر، يستعرض ما فعله أبوه في صفقة الغاز الطبيعي، مُحدثاً صديقه ابن كوبي ميمون، مالك الأسهم في شركة لديها حصة في حقل غاز “تمار” البحري.
ويقول يائير في التسجيل “أبي رتَّب صفقة بعشرين مليار دولار لأبيك- يمكنك أن تعطيني 400 شيكل”. وتضمَّن التسجيل الحديث عن فتيات التعري، ما دفع “هآرتس” إلى إطلاق تسمية “ستريبغيت” على القضية.
وقال يائير لاحقاً، إنه كان يمزح، وإن التسجيل يعود إلى سنة 2015، وإنه كان تحت تأثير الكحول.
ولكنها لم تكن المرة الأولى التي فتحت عليه وسائل الإع
لام نيرانها. ففي سبتمبر/أيلول، أثار يائير ضجةً بنشره على فيسبوك تعليقاً، يؤكد أن عائلته ضحية مؤامرة مع صور معادية للسامية.
وقبلها تحدثت “جيروزاليم بوست” عن قضية أطلقت عليه اسم “مؤامرة فضلات الكلب” (دوغ بوب غيت)، تشتكي فيها جارة نتنياهو من يائير الذي لا يجمع فضلات كلبته كايا عندما ينزهها في الحي.
وكتبت على فيسبوك إنها عندما طلبت منه جمع الفضلات ردَّ عليها بحركة وقحة بأصبعه.
بعدها نشر يائير صورة تصور كومة من الفضلات وحركة الأصبع نفسها.
وتعرف الرأي العام على كايا في 2015 عندما عضت نائباً في ا
لكنيست وزوج وزيرة خلال حفل استقبال في منزل نتنياهو.
قم بكتابة اول تعليق