التطور الماركسي ونظام العولمة

ان كل من يقرأ تاريخ الاقتصاد لا بد له الا ان يقرأ نظرية ماركس في فلسفة الصراع الطبقي  وتوحيد الدول المنتجة والقضاء على الطبقة الوسطى نهائيا
تنبؤ ماركس حول الصراع الطبقي في ثورة اممية فشل بعد حوالي ثلاثة ارباع القرن ليس لأن إدارة العمل كانت إرتهانات خارج الاتحاد السوفياتي وحسب بل لعدم إدارة الاقتصاد في رفاهية العمال  وبيوقراطية تجدرت في الحزب الشيوعي الروسي ولا تريد ان تفسح مجالا لأعضاء جدد متعلمين كي يعطوا أفكار وآراء جديدة تماشي روح العصر الذي نعيش كما قال فريدريك جورج هيغل، ولكن هل مع ذهاب الاتحاد السوفياتي ماتت نظريات ماركس؟…

الحقيقة الحتمية هي التي تقرر من سيربح في النهاية الطبقات العاملة ام الرأسمالية التي غيرت أنظمتها الى نظام العولمة والوقوف بوجه الطبقات الكادحة خرج حدود الدول المنتجة أي الأميركي له اسهم ضخمة في شركات عالمية وكل دولة تحذي حذوها في التفاف في الصناعة وتوزيعها في مساءل الربح والتي لا تعترف بالخسارة باعتبار كل قسم يغطي القسم الأضعف، و لايغب عن بال احد ابدا البنية التحتية والبنية الفوقية اللتان ركز عليهم ماركس انهما لم تعشا مع الطبقة العاملة او أي دولة قائمة اليوم، ولكن باختلاف المفاهيم والإقتصاد وبيئة كل دولة على حدى

فمع ىروز البطالة سيعود الصراع الطبقي الى الظهور وستزداد الصراعات في نظام العولمة الذي لا حدود لربح الضخم وستزداد مطالبة الدول التي أعطت شعبها نوعا من الرفاهية واصبح لا يبالي في توفير المعيشة بل بشراء الكماليات وعند تقصير هذه الدول حتما ستقع الطامة  الكبرى مما تضطر الى القوة طورا والمهادنة اطوارا ولكن ليس لحل يرضي الجميع فستبرز التنظيمات العمالية مقابل القوى المسلحة الحديدية وهذا الشيء الحتمي بدأ يظهر للوجود ولكن بوجه خجول اليوم وربما سيزداد عنفا في المستقبل وهذا سيمتد الى دوائر الدول المعنية التي ستعود الى فلسفة ماركس في التعامل بين العامل وصاحب العمل

الأحزاب الأوروبية
اليسار العالمي
التنظيمات الدينية
بروز العنصرية والقومية
فشل  كوبا بتطبيق الاشتراكية
البعد في تطبيق النظام الشيوعي
التجربة الصينية
التجربة الأسترالية ورفاهية الطبقة العاملة
كل هذه التعليقات ستأتي لا حقا في سلسلة مقالات علمية

مع العلم ان  الشيوعية العلمية كانت عنصراً رئيسياً في أبحاث كارل ماركس و فريدريك أنجلز حيث يعتقد ماركس ان التطور الجدلي للرأسمالية ، سيقضي عليها مولداً الكوسموبوليتية (الاقومية) ، و يأتي ذلك من فهم وحدة صراع التناقضات التنافسية ، بين ارباب العمل التي ستنتهي بافلاس شركات على حساب شركات ، او اندماج شركات ليتولد شركات عابرة للقارات احتكارية تبدأ بالقضاء على الطبقة الوسطى ، و بالتالي يبدأ التحول الكمي إلى كيفي بثورات شعبية ، لتخلق مجتمع الشيوعية العلمية  (( هذا ليس الثورية بل العلمية)) نتيجة للتطور الطبيعي للعلاقات الاقتصادية ، و قد صدق ماركس في توقعه فقال في البيان الشيوعي قد تنجح ثورات لكنها لن تبقي حتى تكون ثورة اممية. ومن الجدير ذكره ان الثورة الروسية ثورة أكتوبر قد سقطت بعد خمسة و سبعين عاما اما الكوسموبوليتية التي قال عنها ماركس بدأت بالظهور الفعلي بعد عام 1990 حيث بدأت الشركات العملاقة بالاندماج ، لتفقد صبغتها الوطنية و القومية و على سبيل الذكر اندماج شركة اوبل مع شركة جنرال موتورز ، و قد شهد القرن الواحد و العشرين بناء احتكارات اقتصادية عملاقة و عابرة للقارات ، لا تحمل صبغة قومية بينما يعتقد منظري العولمة ان العولمة هي نها ية التاريخ ، و هذا ما جاء في كتاب فوكوياما، العولمة نهاية التاريخ
وكتاب فوكوياما ليس بنظرنا ليس نهاية التاريخ بل إعادة تموضعه .في إدارات الحكم والإقتصاد العالمي لأن العولمة المتثلة بالدول المنتجة ستأكل بعضها مثل الأسماك
انه من المهم تقييم مسألة التغيير الإجتماعي والتطور التاريخي ، وما هي العوامل التي تؤدي إلى التطور التاريخي والتغيير الاجتماعي التي تلازمه دائما؟ إن \” كارل ماركس \” يضع تاريخ البشرية التاريخية والإجتماعية في المقام الأول على عاتق القوى الإقتصادية و لقد أشار \” ماركس \” خلال فترتين من الفترات التاريخية إلى ذلك ، وهو أن التنمية والتغيير الإجتماعي قد وقعت في تاريخ البشرية الحديث.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن