
الصحة العالمية_ جورج الشمالي
التهاب الكبد مرض تسبّبه عدوى فيروسية في غالب الأحيان. وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبّب ذلك الالتهاب ويُشار إليها بالأنماط A و B و C و D و E. وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً نظراً لعبء المراضة والوفاة الذي تسبّبه وقدرتها على إحداث فاشيات وأوبئة. ومن الملاحظ، بوجه خاص، أنّ النمطين B و C يؤديان إلى إصابة مئات الملايين من الناس بمرض مزمن ويشكّلان، مجتمعين، أشيع أسباب تشمّع الكبد وسرطان الكبد.
ويحدث التهابا الكبد A و E، في غالب الأحيان، نتيجة تناول أغذية أو مياه ملوّثة. أمّا التهابات الكبد B و C و D فتحدث، عادة، نتيجة اتصال مع سوائل الجسم الملوّثة عن طريق الحقن. ومن الطرق الشائعة لانتقال تلك الفيروسات تلقي دم ملوّث أو منتجات دموية ملوّثة، والإجراءات الطبية الجائرة التي تستخدم معدات ملوّثة، وفيما يخص التهاب الكبد B انتقال العدوى من الأم إلى طفلها أثناء الولادة، ومن أحد أفراد الأسرة إلى الطفل، وكذلك عن طريق الاتصال الجنسي.
وقد تحدث عدوى حادة مصحوبة بأعراض محدودة أو بدون أيّة أعراض على الإطلاق، أو قد تنطوي على أعراض مثل اليرقان (اصفرار البشرة والعينين) والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيّؤ والآلام البطنية.
هناك العشرات من الفيروسات القاتلة للإنسان : الايدز ، الإيبولا ، الروتا، الملاريا ، داء الكلب وغيرها .. لكن هناك فايروس هو الأشد خطورة حسب الدراسات ويقتل عدة ملايين سنوياً .. فما هو هذا الفيروس ؟
نشرت مجلة “لانسيت”، أن القاتل الأساسي للإنسان ليس فيروس الإيدز أو فيروس داء الكلب أو الملاريا، القاتل الرئيسي هو فيروس التهاب الكبد C، ويقتل سنويا أكثر من 1.3 مليون شخص.
وعلق تشارلز غور، رئيس التحالف العالمي لمكافحة التهاب الكبد، هذه الحقائق تغضبنا، لكننا لم نتفاجأ أن فيروس التهاب الكبد مميت أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل. وترتبط الخطورة العالية للفيروس بعدم إلقاء النظر إلى أهمية مكافحة التهاب الكبد، ولم يكن من الوظائف الأساسية لسياسة الدول الرائدة في العالم وأيضا لا توجد نظم عالمية لتمويل مثل هذه المشاريع.
وتنشر منظمة الصحة العالمية وغيرها من الخدمات الصحية التابعة للأمم المتحدة كل عام تقارير في مجلة “لانسيت” حول ما هي الأمراض والمشاكل الصحية التي تشكل خطرا على البشرية حاليا وكم سنوات الحياة التي تهدرها. وتعد التقارير بمثابة نوع من التوجيه لهيئات الأمم المتحدة السياسية والخدمات الصحية في مختلف البلدان.
وركز الخبراء هذا العام ليس على الأمراض الناجمة عن مشاكل في عمل الجسم البشري أو ظروف معيشية سيئة، ولكن على مختلف العدوى الفيروسية والبكتيرية والطفيلية. وقاموا بجمع بيانات لأرشيفات طبية من 147 بلدا ليبنوا صورة عن تطورها على مدى السنوات الأربعين الماضية.
وتبلغ حصة الإصابات في المتوسط نحو 19.4 في المائة من الوفيات على مر السنين، ويزداد عددها الإجمالي تدريجيا. وربط العلماء ذلك بتدهور المعايير الصحية والزيادة الحادة في عدد السكان في البلدان النامية.
واتضح في التقرير أن المركز الأول يأخذه فيروس التهاب الكبد الذي قتل في السنوات الأخيرة ما يقرب من 1.34 مليون شخص. وسبب وفاتهم ليس فقط المرض نفسه، ولكن أيضا تشمع الكبد المصاحب وسرطان الكبد، فضلا عن مضاعفات أخرى. أما المركز الثاني هو مرض السل ووصل ضحاياه إلى 1.2 مليون حالة وفاة، والمركز الثالث — فيروس نقص المناعة البشرية، الذي أسفر عن مقتل حوالي مليون شخص، والمركز الرابع — الملاريا (719 ألف ضحية).
ويكمن سبب خطورة فيروس التهاب الكبد في أن عدد الوفيات الناجمة عنه لم تنخفض في السنوات الأخيرة، كما حدث مع فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والسل والملاريا، ولكن ارتفع بنسبة 22٪.
قم بكتابة اول تعليق