الحريري يتراجع عن استقالته.. وعون: موقف لبنان كان موقف مواجهة

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يعود عن استقالته ويتلو بياناً وزارياً يؤكد خلاله على اعتماد حكومته سياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة والشؤون الداخلية للدول العربية. والرئيس اللبناني ميشال عون يعرض في كلمة له بالتفصيل المواقف والاتصالات سواء على الصعيد الداخلي أم مع السلك الدبلوماسي لتأمين عودة الحريري.

شكر مجلس الوزراء الحريري على عودته عن الاستقالة

طوى لبنان صفحة استقالة رئيس حكومته سعد الحريري بعد شهر على إعلانه هذه الاستقالة الملتبسة من الرياض في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ورفض الرئيس اللبناني ميشال عون هذه الاستقالة مطالباً مع سائر القوى اللبنانية عودة الحريري من الرياض.

مجلس الوزراء اللبناني انعقد اليوم الثلاثاء برئاسة الرئيس العماد ميشال عون، وحضور الحريري في قصر بعبدا، يشير إلى انتهاء الأزمة الحكومية التي بدأت مع إعلان الحريري استقالته من العاصمة السعودية الرياض.

وبعد انتهاء الجلسة الحكومية تلا الرئيس الحريري بياناً أعلن خلاله التزام الحكومة اللبنانية بـ خطاب القسم الرئاسيالذي تلاه عون في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 في المجلس النيابي يوم انتخابه رئيساً للجمهورية.

رئيس الحكومة أكد أن لبنان سيعتمد سياسة خارجية مستقلّة، مشيراً إلى التزام الحكومة النأي بنفسها عن أية صراعات أو نزاعات بالإضافة إلى الشؤون الداخلية للدول العربية، مشيراً إلى أن “حزب الله مصنّف إرهابي في دول الخليج، ويجب علينا تجنيب دخول بلدنا في صراعات المنطقة ويجب أن نحافظ على استقرارنا”. وأكد أن هذا الأمر يهدد مصالح لبنان وخصوصاً مصالح اللبنانيين الذين يعملون في الخليج”.

وأشار الحريري إلى أن “رفض الانجرار خلف شعارات أريد من خلالها استدراج الفوضى إلى البلد”، معتبراً أن مصلحة لبنان تكمن في “حماية العلاقة التاريخية مع السعودية”.

وقال إن “التطورات بالمنطقة توحي بوجود موجة جديدة من الصراع.. ربما الصراع صار بنهاية الشوط، وعلى خط النهاية ولا بيجوز أن يسقط لبنان بهذه الموجة”.

ودعا رئيس الحكومة إلى “العمل لتجنيب البلاد صراعات المنطقة والمحافظة على الاستقرار”، لافتاً إلى “ضرورة عدم التدخل في شؤون دول شقيقة أو صديقة أو التهجم عليها في وسائل الإعلام”، قائلاً”علينا أن نضع مصالح لبنان واللبنانيين أولاً، وأن نعلن قرارنا بالنأي بالنفس قولاً وفعلاً”.

وأضاف “إذا كنا نرفض أن تتدخل أي دولة في شؤون لبنان فلا يجوز بالتالي لأي فريق لبناني أن يتدخل في شؤون الدول العربية وخصوصاً دول الخليج، إذ أن مصلحتنا تكمن في حماية علاقاتنا التاريخية مع كل الدول”، مشدداً “لن أقبل أن يضحي أحد باستقرار البلاد مهما كانت الظروف، وحماية لبنان تبقى فوق كل اعتبار”.

وختم رئيس الحكومة اللبنانية قائلاً إن “الإدارة الأميركية على مشارف إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وهذا التطور ستكون له انعكاسات وفي حال حصوله، سيكون للحكومة اللبنانية موقف واضح، في إطار الموقف العربي الجامع الذي يؤكد على حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة له”.


عون : الهم كان استيعاب الوضع في الداخل وتأمين عودة الحريري

وقبل الإعلان عن البيان الحكومي تحدث الرئيس عون في مستهلّ الجلسة عارضاً بالتفصيل المراحل التي قطعتها الأزمة بعد استقالة الحريري، وشرح بالتفصيل المواقف والاتصالات سواء على الصعيد الداخلي، أم مع السلك الدبلوماسي، مشيراً إلى أن الهم كان “استيعاب الوضع في الداخل وتأمين عودة الحريري.

ولفت عون إلى مروحة التشاور التي قام بها مع جميع الفرقاء وقادة دول العالم، وقال إن”موقفنا في الأزمة الأخيرة انطلق من عدم قبولنا بأن تمسّ أي سلطة في العالم كرامتنا لأننا نعتبر أن لا وطن صغيراً ولا وطن كبيراً، بل الكل يجب أن يكون متساوياً بالعزة والكرامة”. واكد عون أن “موقف لبنان كان موقف مواجهة لما حصل، وأن وحدة اللبنانيين تبقى الأساس لحماية الاستقرار بالبلاد”.
بدوره شكر الحريري الرئيس عون على إدارته الحكيمة للأزمة والجهود التي شاركت فيها مكونات الحكومة لحماية الاستقرار. وعرض لعودته إلى لبنان، ولقائه بالرئيس عون، وعرضه عليه الاستقالة، ومن بعدها تجاوبه مع التريث للافساح بالمجال أمام الجهود لحماية البلد.
وقال الحريري “نحن كحكومة مسؤولون عن حماية البلد من المخاطر التي تواجهه”، آملاً أن “تشكل الجلسة فرصة جديدة للتعاون وحماية لبنان لاسيما وأن المنطقة تغلي والأمر يحتاج منّا أن نتحمل المسؤولية لاسيما وأننا رفضنا جميعاً السير وراء شعارات تستهدف جر الفوضى إلى لبنان”.

وجاء في بيان مجلس الوزراء أنّ “المجلس قرر التزام الحكومة في كل مكوّناتها بسياسة النأي بالنفس عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب، وعن الشؤون الداخلية للدول العربية، حفاظاً على علاقات لبنان مع أشقائه العرب”.

وأشار البيان إلى أن”مجلس الوزراء أكد بإجماع المكونات السياسية التزام بالبيان الوزاري قولاً وفعلاً والالتزام بما جاء في خطاب القسم للرئيس عون”، مشيراً إلى أنّ “الحكومة جددت التمسّك باتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني”.

وعاد الحريري إلى بيروت بعد تدخلات دولية وعربية، وتريّث في تقديم استقالته، ومن ثم ربط عودته عنها بالتزام الحكومة اللبنانية بسياسة النأي بالنفس.

وكانت استقالة الحريري قد أثارت الكثير من الجدل السياسي في لبنان، خاصة أنها تمت بشكل مفاجئ من العاصمة السعودية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن