السعودية: العوامية ساحة حرب بعيدة عن الإعلام تخفي الكثير من الأسرار

 DW  السعودية: العوامية ساحة حرب بعيدة عن الإعلام تخفي الكثير من الأسرار
تشهد العوامية اشتباكات عنيفة بين الأمن السعودي وما يقول الإعلام الرسمي إنها مجموعات إرهابية تواجهها الدولة التي تستهدف تطوير المنطقة، فيما يقول سكان إن الحملة تستهدف الانتقام من مسقط رأس القيادي الشيعي البارز نمر النمر.
تشن القوات السعودية حملة أمنية مكثفة على بلدة العوامية ذات الأغلبية الشيعية بمحافظة القطيف شرقي المملكة. وتقول السلطات السعودية إن العوامية تشهد اضطرابات وهجمات مسلحة ينفذها مسلحون وخارجون على القانون منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي عام 2011 ، فيما قررت السلطات شن حملة مطلع مايو/ أيار الماضي تهدف إلى تحييد من قالت إنهم مسلحين يستخدمون الأحياء الضيقة كمنطلق لهجماتهم، والبدء في “تطوير” حي المسورة الذي يرجع تاريخ بنائه إلى نحو 400 عام.
وتيرة المعارك تصاعدت في الأيام الأخيرة ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين بينهم عدد من المدنيين، إذ ألقى كل طرف اللوم في سقوطهم على الآخر، فيما بدأت القوات السعودية عمليات إخلاء للسكان من المنطقة التي يقول معارضون إنها عمليات قسرية شملت إهانات وتعدٍ على ممتلكات وهدم لمنازل في المدينة التي تعتبر مسقط رأس رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية قبل عام ونصف بعد أن اتهمته بالتحريض على التظاهر.
ضحايا المعركة.. أرقام غير موثقة
المحكمة العليا بالسعودية تصادق على إعدام 14 “شيعياً مداناً بالإرهاب”
وسط تعتيم إعلامي على الخسائر في الأرواح والممتلكات التي تخلفها الحملة الأمنية الموسعة التي تشنها القوات الأمنية السعودية، خرجت صحيفة عكاظ معلنة أسماء من سقط من رجال أمن قوات الطوارئ الخاصة وهم: الجندي أول وليد غثيان ضاوي الشيباني، العريف عبد العزيز التركي، الرائد طارق العلاقي، وكيل رقيب عادل العتيبي، الجندي عبدالله تركي التركي، رجل الأمن حسن مرزوق القريشي والرقيب مهدي بن سعيد اليامي إضافة إلى رجل أمن حرس الحدود: الجندي أول محمد حسين هزازي.
لكن على الجانب الآخر لا توجد أرقام أو بيانات رسمية سعودية بشأن من سقطوا من أهل المدينة خلال العمليات سواء من المدنيين أو المسلحين، ولا يوجد في هذا السياق إلا بعض التغريدات لناشطين وعدد من أهالي العوامية دون إمكانية التأكد من مصدر مستقل بشأن الأعداد. لكن المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان تشير إلى مصادر لم تسمها تتحدث عن “وجود ما يقارب 79 جريح و اثنا عشر قتيلاً سقطوا برصاص عشوائي أطلقته قوات الأمن السعودية، والإطلاق المتواصل للقذائف حيث أطلقت القوات في الثالث من أغسطس آب ما يقارب العشرين قذيفة” وفق ما قالت المنظمة.
محاربة الإرهاب .. فماذا عن المدنيين؟
يتساءل علي الدبيسي رئيس المنظمة السعودية الأوروبية لحقوق الإنسان عن ماهية “الحاجة إلى إطلاق رصاص ثقيل على محل تجاري أو إحراقه فضلا عن التصويب على المدنيين بشكل معتمد وهستيري؟”. ويقول إن “الأحداث سببت أكبر موجة نزوح من المنطقة وهو سلاح السلطة الموجه للأهالي، رغم تحمل الأهالي الرصاص والهجمات لكن الأمر خرج عن نطاق التحمل مع التصعيد العسكري وتغير نوعية السلاح المستخدم وزيادة كمياته والاستهداف لكل ما يتحرك على الأرض كل ذلك أرعب الناس”.
ويضيف “أنه مع اشتداد القبضة الأمنية تنامت لدى مجموعات على الأرض فكرة مواجهة الدولة بالسلاح وتبريرهم لذلك أن الدولة قتلت وأعدمت وعذبت وبالتالي علينا الدفاع عن أنفسنا، وهذا الأمر له العديد من المعارضين ومن ضمنهم الشيخ نمر النمر نفسه الذي أعدمته السلطات السعودية”.
لكن على الجانب الآخر يقول العميد الركن حسن الشهري الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي إن المملكة العربية السعودية عانت من الإرهاب واستهدفت بشكل مركز بهذا الداء لتشويه صورة الإسلام وأن ما تقوم به المملكة يأتي ضمن دورها الريادي لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه فكرياً ومالياً وإعلامياً وعسكرياً لإعادة الحياة وبتر مخالب كل من يغذي الطائفية والإرهاب، ونحن مصممون على ذلك.”
العوامية ما بين التهجير والإخلاء والتطوير
ومع ازديادة حدة المواجهة في تلك المناطق، قال سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، في تصريحات صحفية، إن السلطات تلقت مطالبات من السكان بمساعدتهم في الخروج من منطقة الاشتباكات، مؤكداً أن عمليات الإخلاء مؤقتة لحين إزالة أوكار الإرهابيين والمتشددين الذين استغلوا المباني المهجورة ملجأ للأعمال الخارجة عن القانون وتجارة الأسلحة وترويج المخدرات.

وقال التلفزيون الرسمي السعودي إن السلطات دعت النازحين للتوجه إلى مقر المحافظة لطلب مساكن مؤقتة أو الحصول على تعويض عن منازلهم التي اضطروا لتركها، فيما ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتوفير مأوى للأسر النازحة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن