
سعودية تقرر نقل المواجهة مع ايران مجددا الى ساحة لبنان
تنسيق اميركي عبر ساترفيلد وسعودي عبر علولا لتطويق لبنان وطنيا
كتب شارل أيوب شارل أيوب
28 شباط 2018
يبدو ان معاون وزير الخارجية الاميركي السفير ساترفيلد جاء الى لبنان تحت عنوان حل الحائط الاسمنتي والمياه الاقليمية، لكن واقع الحال جاء لمحاولة تحضير قوى 14 اذار لنيل الاكثرية في المجلس النيابي. وهذا ما خاض في غماره وبحثه مع كافة القيادات السياسية التي كانت في 14 اذار او اصبحت خارجها.
اما بالنسبة الى الموفد علولا الذي جاء الى لبنان، فجاء في شكل واضح، وهو اعادة الرئيس سعد الحريري زعيما الى اكبر كتلة سنيّة وعدم السماح لحزب الله في أخذ مقاعد سنية في لبنان، ومحاولة حصاره، خاصة وان السعودية اخذت قرارا واضحا وهو نقل الصراع السعودي – الايراني الى الساحة اللبنانية، وبالتالي اعادة اعطاء الرئيس سعد الحريري مشاريع له في السعودية مقابل وقوف الرئيس الحريري ضد حزب الله.
وهذا العمل هو لجذب الرئيس سعد الحريري نهائيا وسوف يتم تكلم السعودية مع قوى سنيّة اخرى كي تكون قريبة او متحالفة او ليس ضد تيار المستقبل، لكن اهم شيء ان لا تكون هذه القوى السنيّة في لبنان قريبة من حزب الله كما تريد السعودية وترفض اي تقارب مع حزب الله.
علولا ذهب مطمئنا من لبنان على اساس احصاء انتخابي قام به مع الاحزاب السياسية اللبنانية والترشيحات النيابية وبالتالي فان علولا الموفد السعودي عاد مرتاحا مع الرئيس الحريري، حيث يمكن الاعلان ان ساعة الصفر لبدء العملية الانتخابية ودخول السعودية بقوة على الساحة اللبنانية لخوض معركة ضد ايران ونقل الصراع السعودي – الايراني الى بيروت والى كامل لبنان قد دقّت ساعة الخطر فيه، وان السعودية انطلقت بالحملة السياسية الانتخابية المالية للسيطرة على المجلس النيابي، وتأليف الحكومة من بعدها تحت شروط يضعها الرئيس سعد الحريري، وقد يؤدي هذا الامر الى خروج وزراء حزب الله من الحكومة، لكن الامر صعب وقد يخلق مشكلة.
اما الاهم فهو ان علولا موفد السعودية سيعود بعد اسبوعين الى بيروت، وسيستمر في الذهاب الى السعودية والعودة الى لبنان حتى اجراء الانتخابات ليتأكد انه سيحصل على 72 صوتا نيابيا يؤلفون قوة 14 اذار المتحالفة مع السعودية، ويعملون على تشكيل الحكومة بعد الانتخابات وفق الاكثرية الجديدة وبالتالي اضعاف نفوذ ايران وحزب الله في لبنان.
المخابرات الايرانية لا تتدخل في الانتخابات اللبنانية، المخابرات الاميركية عبر السفير ساترفيلد تدخلت في الانتخابات النيابية وما زالت، المخابرات السورية لا تتدخل في الانتخابات اللبنانية، والمصرية والاردنية والفرنسية والبريطانية وكامل اوروبا، باستثناء واشنطن والمخابرات السعودية. فلا نفهم بأي حق تتدخل السعودية في الشأن اللبناني الداخلي، ونحن دولة ديموقراطية منذ عام 1918، اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى حيث تم تأسيس المجلس التأسيسي الدستوري في لبنان، حيث تم اطلاق المجلس التأسيسي في لبنان والذي عمل لمدة سنة ثم جرت الانتخابات النيابية سنة 1920.
اما السعودية فهو بلد لا يُجرى فيه انتخابات، ولا يعترفون في رأي آخر، بل هنالك شاب اسمه محمد بن سلمان عمره 32 سنة كل يوم يأخذ قرارا، يوما يقود حرب فاشلة في اليمن، يوما يعتقل 37 امير و350 رجل اعمال، ويقوم في حجز اموالهم، ويوما يقرر محاصرة قطر، ويوما يقرر دفع 100 مليار دولار لارسال 200 الف تكفيري لاسقاط النظام في سوريا وفشل، ويوما يقوم بتزويد عشائر العرب في العراق بالاموال للانتفاضة على حكومة حيدر العبادي والعراق ويفشل، ومن اهم انجازاته شراء يخت بـ 550 مليون دولار وقصر لويس الخامس عشر بـ 300 مليون يورو، ويوما شراء لوحة فنية بـ 450 مليون دولار، ثم انه يتسلى بتشكيلات ضباطه الكبار وهو وزير الدفاع وهو اخذ قرار الحرب على اليمن، واليوم جاء يلقي اللوم على القادة العسكريين ويقيلهم من مراكزهم ليعيّن بديلا عنهم ويعتبرهم مسؤولون عن الفشل السعودي في اليمن. ثم يقوم بمغامرة في لبنان لاسقاط الحكومة وايقاع فراغ حكومي كي يعيش لبنان من دون استقرار ومن دون حكومة، ومع ذلك فشل.
حار ودار محمد بن سلمان وعاد الى نقل الصراع الايراني – السعودي ونحن لا نريد لا ان تدخل المخابرات الايرانية ولا المخابرات السعودية الى لبنان ونطلب ان لا يأتي علولا هذا، وان لا يأتي اي موفد من ايران حتى انتهاء الانتخابات واجرائها وصدور النتائج. كما لا نريد هذا الخبيث الديبلوماسي الاميركي الاسرائيلي ديفيد ساترفيلد، الذي يطبخ السم وبدلا من ان يأكله يطعمه الى اللبنانيين، ويقول انه جاء للوساطة مع اسرائيل وهو جاء لتركيب اللوائح الانتخابية في لبنان.
قم بكتابة اول تعليق