
تاريخ النشر:03.02.2018 | 09:39 GMT | أخبار العالم
MANDEL NGAN / AFP
رحبت الخارجية اليابانية بالعقيدة النووية الأمريكية الجديدة، التي أعلن عنها أمس الجمعة، في حين قابلها الناجون من الهجوم النووي على اليابان عام 1945، بمشاعر القلق والغضب.
وقال وزير الخارجية الياباني تارو كونو في بيان نشر اليوم السبت: “تعترف طوكيو بعزم الولايات المتحدة على ضمان فاعلية سياسة الردع وتمسكها بأن تشمل هذه السياسة حلفاءها، بما في ذلك اليابان، نظرا للتدهور السريع الذي تشهده الأوضاع الأمنية في العالم منذ صدور العقيدة النووية السابقة عام 2010“.
وأضاف البيان أن اليابان ستعمل على تعزيز سياسة الردع في إطار التحالف مع الولايات المتحدة عبر مشاورات مباشرة حول مسائل مختلفة، بما فيها تلك المتعلقة بالردع النووي“.
ووفقا للبيان، فإن اليابان ستواصل تعاونها الوثيق مع الولايات المتحدة في التقدم نحو نزع السلاح النووي بشكل ملموس، مع إظهار استجابة مناسبة للتهديدات الأمنية الملحة“.
من جانب آخر، عبر اتحاد منظمات ضحايا القصف النووي على هيروشيما وناغازاكي، عن قلقه واستيائه من الاستراتيجية النووية الأمريكية الجديدة.
وبحسب ناشطي الاتحاد، فإن سعي رئيس دولة كبرى إلى توسيع إنتاج السلاح النووي وتحديثه، يقضي على أي أمل في إزالة هذا السلاح من كوكب الأرض خلال حياة الناجين من القصف النووي.
ويشير الناشطون إلى أن توجه واشنطن إلى صنع قنابل نووية صغيرة يخفض الحاجز أمام استخدامها ويزيد من خطر اندلاع حرب نووية، سيكون من الصعب على اليابان المحتضنة للقواعد العسكرية الأمريكية، تفادي التورط فيها.
وركزت العقيدة الأمريكية النووية الجديدة على روسيا بشكل أساسي، باعتبارها تعمل على تحديث وتوسيع قدراتها النووية وغيرها من الأنظمة الاستراتيجية، ما يؤكد “عزمها على العودة إلى مجابهة القوى العظمى”، بحسب مسؤولين أمريكيين، غير أن جميع البلدان “المشتبه بها”، وهي الصين وإيران وكوريا الشمالية وردت أسماؤها أيضا في الوثيقة.
واعتبر السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف، أن العقيدة النووية الأمريكية الجديدة تثير تساؤلات، مؤكدا أن روسيا لن تقبل بمحاورتها من موقع القوة.
قال أنطونوف للصحفيين في واشنطن الجمعة إنه لا بد من الدراسة التفصيلية والدقيقة للعقيدة الأمريكية الجديدة، مضيفا أنه تمكن من التعرف على الجزء العلني من هذه الوثيقة فقط، بالإضافة إلى التعليقات والملاحظات الأولى، التي أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.
لكن، برأيي كشخص عمل لفترة طويلة في مجال نزع السلاح وعدم الانتشار النووي، فحتى هذه التصريحات الأولى مثيرة للقلق بالتأكيد، أو دعونا نقول دون تسرع، إنها مثيرة للتساؤلات.
وركزت العقيدة النووية الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة أمس الجمعة، على روسيا بشكل ملحوظ، وجاءت ردا على “تنمية قدرات روسيا وطبيعة استراتيجيتها وعودتها إلى منافسة القوى العظمى”، على حد تعبير ماتيس.
ورفض أنطونوف ما ورد في العقيدة الأمريكية من اتهامات لروسيا بخرق معاهدات خاصة بضبط الأسلحة النووية وغير ذلك من التزاماتها الدولية، إضافة إلى التهديد الروسي المزعوم بالمبادرة في توجيه “ضربة نووية محدودة”.
وأكد السفير الروسي أن بلاده تتعامل بجدية ومسؤولية مع التزاماتها في مجال نزع السلاح وتنفذ المعاهدات المبرمة بدقة، مشيرا إلى أنه استغرب بصورة خاصة الادعاء الوارد في الوثيقة، بأن موسكو رفضت أو ترفض اقتراحات أمريكية بشأن مواصلة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
وأوضح أنطونوف أن موسكو حذرت مرارا وبشكل رسمي، أن موافقتها على معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، كانت مرهونة بمستوى الدفاع الصاروخي القائم وقت التوقيع عليها، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار ما حدث في مجال الدفاع الصاروخي في وقت لاحق، بعد أن قررت واشنطن الانسحاب من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية عام 2001.
ووفقا للدبلوماسي الروسي، فإن ما صاحب صدور العقيدة النووية الأمريكية الجديدة من تعليقات، لا يسهم في إقامة عملية تفاوضية سليمة، مشددا على أنه لا يجوز مخاطبة روسيا من موقع القوة وبغطرسة.
واعتبر أنطونوف أن الولايات المتحدة اخترعت “فزاعة” متمثلة بروسيا، من أجل تبرير نمو الإنفاق العسكري وزيادة القدرات النووية الأمريكية.
مع ذلك، عبر السفير الروسي عن قناعته الراسخة بضرورة مواصلة التعاون بين موسكو وواشنطن في مجال نزع السلاح.
MANDEL NGAN / AFP
قم بكتابة اول تعليق