باسيل بعد لقائه ماكرون: لبنان يود ان يكون قراره حرا ونحن بانتظار عودة الحريري للخروج من الوضع غير الطبيعي والاستثنائي

الثلاثاء 14 تشرين الثاني 2017 الساعة 20:16سياسة
  وطنية – أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه بعد ظهر اليوم، ان “فرنسا أبدت استعدادها للقيام بكل ما يلزم للوقوف الى جانب لبنان الذي يصر على العلاقات الطيبة مع المملكة العربية السعودية”.

وقال: “لقائي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي جاءت بناء على المحادثة الهاتفية التي اجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتم الاتفاق خلالها على هذه الزيارة، وأود ان اشكر الرئيس ماكرون على الوقت الذي منحنا اياه وعلى المبادرة التي قام بها تجاه لبنان الذي يمر بوضع غير طبيعي واستثنائي”.

اضاف: “من جديد يظهر الرئيس الفرنسي انه قائد سياسي مميز، هو يأخذ مبادرات تتعلق بمبادىء اساسية في الحقوق السياسية وفي مصير الشعوب والحريات العامة وفي المبادىء التي ترعى العلاقات بين الدول. وفرنسا التي عرفت بدفاعها عن الحريات والحقوق، تعود مع الرئيس ماكرون لتأخذ الدور الطليعي ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم الذي يحتاج الى مرجعيات حقوقية يعود اليها، ونحن سعداء ان تكون فرنسا تحمي هذه الحقوق وتدافع عنها”.

وتابع باسيل: “في هذا الاطار استعرضنا الوضع غير الطبيعي وملابسات ما حصل، واكدنا على الموقف اللبناني، وهو ان لبنان يود ان يكون قراره حرا، هو من يصنع سياسته الداخلية والخارجية بارادة شعبه وحكامه المنتخبين من الشعب. على هذا الاساس لبنان لا يريد الا ان يعيش بسلام مع جواره في منطقته، ومع جيرانه الاوروبيين، فلبنان يصدر السلام والثقافة والحوار ولا يصدر ارهابا ولا عنفا، هو لا يرسل مشاكل الى الدول الاخرى، ولا يود التدخل بشؤونها. هو فقط يسعى الى العيش بسلام مع نفسه ومحيطه ولا يرغب ان يتدخل احد في شؤونه ولا يعتدي على احد. هذه هي السياسة الخارجية للبنان التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية، وكلبنانيين نتعاون مع بعضنا ومع الدول الصديقة لتثبيتها وتركيزها على اساس انها سياسة خارجية مستقلة للبنان”.

وقال: “أجدد شكري لفرنسا التي اكدت دعمها للبنان ولاستقراره ولسيادته واستقلاله، وحرصها الكبير للحفاظ على ذلك. ومنع اي عمل يمس بالاستقرار الذي لا يعني لبنان فقط بل المنطقة كلها، ويعني اوروبا ايضا. وتجربة سوريا هي الدليل ان المشاكل لا تحصر داخل حدود الدول بل تتخطاها بكثير وهذا ما لا نريده ان يتكرر .استطعنا منع المشاكل عن لبنان ولا نريده ان يصدر اي مشاكل لاحد يكفيه كم احتوى من مشاكل وتحديدا المليون ونصف المليون نازح سوري”.

أضاف الوزير باسيل: “اليوم، نحن وفرنسا بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري الى بلده كما وعدنا الاحد الماضي خلال المقابلة التلفزيونية وكرر وعده اليوم ايضا، نحن بانتظار عودته للخروج من هذا الوضع غير الطبيعي والاستثنائي لنعود الى الوضع الطبيعي، حيث ان رئيس حكومة لبنان الذي يمثل كل لبنان وكل اللبنانيين الذين يتمسكون به يعود الى بلده حسب الاصول الدستورية ويقوم بكل ما يريده بحرية، عندها نفتح مرحلة جديدة من البحث عن حلول للمشاكل التي تعترضنا، سواء كانت هواجس موجودة عند اللبنانيين وايجاد حلول لها، او بالمسار الدستوري الذي يجب ان نعتمده لتعود الحياة السياسية وتنتظم في لبنان ولا يكون الفراغ السياسي او الفوضى السياسية التي تولد فوضى من نوع آخر، بل يكون لدينا الاستقرار الذي يكون من خلال العمل الطبيعي في لبنان، وينتهي مع إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، ليبدأ بعدها العمل السياسي الطبيعي وبذلك يستمر لبنان”.

وختم قائلا: “في هذا الاطار ابدت فرنسا كل الدعم والاستعداد للقيام بكل ما يلزم للوقوف الى جانب لبنان، واتفقنا على متابعة ذلك ضمن كل الاطر الممكنة ولبنان لا يزال مصرا في هذه المرحلة على العلاقات الطيبة الموجودة بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعلى الاطار الثنائي الذي يسمح لنا بايجاد حل للمشكلة ويكون ذلك بعودة الرئيس الحريري الى لبنان”.

وردا على اسئلة الصحافيين اكد باسيل انه اعرب عن “امتنان لبنان لموقف فرنسا وللمبادرة التي اخذها الرئيس ماكرون”، لافتا الى “اننا نريد تسوية الوضع الاستثنائي من خلال العلاقة الثنائية مع السعودية”.

وردا على سؤال اعتبر ان “الازمة تنتهي بعودة الرئيس الحريري ولن نكون بحاجة الى بدائل اخرى، الا ان هناك مشاكل في المنطقة ما تزال قائمة، ويجب تسويتها”.

ورأى الوزير باسيل انه “لا يمكن ان يتهم لبنان بإطلاق صاروخ انطلق من بلد ما الى بلد آخر، ولا علاقة لنا به. وإن كان هناك مشاكل مع ايران فلتتم معالجتها مع ايران”.

وقال :”ان لبنان ليس ايران وليس السعودية وليس سوريا. ان لبنان هو لبنان، ونحن لدينا سياسة خارجية مستقلة”.

وكانت الخلوة بين الرئيس ماكرون والوزير باسيل قد اعقبت محادثات موسعة عقدت بين الجانبين.

وتوجه الوزير باسيل الى العاصمة البريطانية لندن حيث يجري سلسلة لقاءات.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن