
المصدر: مركز دمشق للأبحاث والدراسات مداد
القسم: مقالات مترجمة
كشفت إحدى الصحف البلغارية عن تهريب سلاح للإرهابيين في سورية والعراق على متن طائرات دبلوماسية.
الصحفية البلغارية ديليانا غيتاندزيفا (Dilyana Gaytandzhieva ) كتبت تحقيقاً مطولا عن الموضوع وعرضت فيه وثائق وصلتها عن طريق مصدر مجهول.
وتكشف هذه الوثائق المسربة عن تورط شركة الطيران الحكومية الأذريّة “سلك واي إيرلاينز ” (Silk Way Airlines) وطائرات سلاح الجوي الأذري في نقل شحنات أسلحة إلى الإرهابيين في مناطق تشهد حروباً وتوترات داخلية، كسورية والعراق والكونغو وأفغانستان.
وتعرض الكاتبة وثائق تثبت وجود صفقات أبرمتها دول كالولايات المتحدة، والسعودية، لشراء السلاح من دول أوربا الشرقية ليتم بيعها لـ”المعتدلين”، كما تسهم غيتاندزيفا في سياق عرضها لمسار الرحلات التي سلكتها طائرات شركة الطيران الأذرية –المزعوم أنها ذات طابع دبلوماسيّ– في كشف أنَّ حمولات هذه الطائرات، في حالات معيّنة، كانت مختلفة تماماً، إذ إنها في الحقيقة تتألف من أسلحة متنوعة، يتم نقلها إلى الإرهابيين على عكس ما يُشاع عن وجهاتها، وتبيّن غيتاندزيفا أيضاً في هذه الحيثية كيفيّة استغلال الإعفاءات من التفتيش والضرائب التي تتمتع بها الرحلات الدبلوماسية، في نقل سلاح وبضاعة خطرة على متن الطائرات المدنية.
الوثائق كشفت بوضوح مدى التورط والجرائم المتعمّدة التي مارستها حكومات الولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى في إمداد الإرهابيين بالسلاح. ذلك إلى أنَّ هناك رحلات يبلغ عددها نحو 350 رحلة قامت بها شركة طيران واحدة، وهذا يتصل بالدور الوظيفيّ الذي تورطت فيه حكومة أذربيجان في سياق الدعم العالميّ للإرهاب.
لا شك في أن هذا الدور الوظيفي الأذري يتم في سياق “المنظومة الدولية لدعم الإرهاب”، لأنَّ الواقع أنَّ هناك منظومة عالمية لدعم “الإرهاب المنظم” تقوم به دول كبرى كأمريكا، بمساعدة دول تدور في فلك سياساتها، كـ”إسرائيل والسعودية وأذربيجان”، لصالح أطراف فاعلة غير دولية تُعدّ وكيلةً لهذه الدول نفسها ورأس حربتها ضد من تصفهم “بالدول المعادية غير الديمقراطية”، وهذا الدور الأذري ينسجم مع العلاقات الطيبة بين باكو و تل أبيب على مدى سنوات طويلة.
ديليانا أكدت قائلة: “لقد وصلتني الوثائق التي تثبت تورط شركة الطيران الأذرية في تزويد الإرهابيين بالسلاح من خلال حساب “تويتر” من مجهول الهوية يطلق على نفسه اسم أنينيموس بلغاريا “Anonymous Bulgaria”.
مضيفة: “تتضمن الملفات التي تم تسريبها مراسلاتٍ بين وزارة الخارجية البلغارية وسفارة أذربيجان في بلغاريا مرفقة بوثائق عن صفقات سلاح وطلبات “تخليص دبلوماسي” خاصة بالتحليق أو الهبوط في بلغاريا والكثير من البلدان الأوربية وأمريكا والسعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، على سبيل المثال لا الحصر”.
وبحسب هذه الوثائق وفّرت شركة سلك واي إيرلاينز الأذريّة رحلات طيران “دبلوماسية”مخصصة أساساً لنقل كبار المسؤولين والشخصيات الدبلوماسية، لشركات خاصة، وشركات تصنيع أسلحة من دول، كأمريكا، والبلقان وإسرائيل، وكذلك للجيشين السعودي والإماراتي ولقيادة العمليات الخاصة الأمريكية (USSOCOM)، والقوات الألمانية والدانماركية الموجودة في أفغانستان، والقوات السويدية في العراق.
هذا، ولأن رحلات الطيران الدبلوماسية معفاة من التفتيش، ومن بوليصات الشحن الجوي، والضرائب، فقد قامت شركة سلك واي إيرلاينز بنقل المئات من أطنان السلاح لمواقع مختلفة حول العالم مجاناً دون أية لوائح، وقامت بهبوط فني، مع فترات مكوث تراوحت من بضع ساعات إلى يوم كامل في أماكن وسيطة، بين نقطة المغادرة ونقطة الوصول، دون وجود أي سبب منطقي لذلك، كالحاجة للتزود بالوقود، مثلاً.
غير أنه وفقاً للوائح الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) المتعلقة بالبضائع الخطرة، فإن على المشغلين الذين يقومون بنقل البضائع الخطرة المحرّم نقلها بالطائرات المدنية، التقدّم يطلب للحصول على الإعفاء الخاص بنقلها جواً.
كما تُظهر الوثائق إرسال وزارة الخارجية الأذرية تعليماتٍ لسفاراتها في بلغاريا والكثير من الدول الأوربية الأخرى تطلب فيها الحصول على “التخليص الدبلوماسي” لرحلات سلك واي إيرلاينز. وبالفعل أرسلت السفارات مذكّرات دبلوماسية لوزير الخارجية المعني في كلِّ دولة لنيل هذا الـ “إعفاء” (تخليص). وقامت بدورها وزارة الخارجية في كل دولة معنيّة بإرسال مذكرة موقعة من قبل سلطات الطيران المدني المحلية تمنح بموجبها الإعفاءات الخاصة بنقل البضائع الخطرة.
تضمنت طلبات التخليص الدبلوماسي معلومات عن طبيعة وكمية البضائع الخطرة (من الأسلحة الثقيلة والذخائر). بيد أن السلطات المسؤولة في الكثير من البلدان (بلغاريا، وصربيا، ورومانيا، وجمهورية التشيك، وهنغاريا، وسلوفاكيا، وبولونيا، وتركيا، وألمانيا، وبريطانيا، واليونان، الخ) تغاضت عن ذلك، وسمحت برحلات “دبلوماسية”، من أجل نقل أطنان من السلاح، على متن رحلات مدنية. وبما أنَّ اللوائح المعمول فيها لدى الاتحاد الدولي للنقل الجوي لا تسمح بنقل حمولة عسكرية على متن الطيران المدني، فقد قدّمت شركة سلك واي إيرلاينز طلباتٍ من أجل الحصول على “الإعفاء الدبلوماسي” عن طريق الوكالات المحلية، وذلك للالتفاف على هذه المسألة القانونية.
وتحت عنوان فرعي “الولايات المتحدة ترسل أسلحة للإرهابيين بقيمة مليار دولار”
قالت الصحفية: تعدّ الشركات الأمريكية، التي تزود الجيش الأمريكي وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية بالسلاح، من بين الزبائن الرئيسين لـ”رحلات الطيران الدبلوماسية لأغراض نقل السلاح” التي توفرها سلك واي إيرلاينز، وأما الشيء المشترك في هذه الحالات أنه تم فيها جميعاً توريد أسلحة غير أمريكية الصنع، ما يعني أنها لن تستخدم من قبل القوات الأمريكية.
ذلك إلى أنه وفقاً للسجل الأمريكي الاتحادي للعقود، فإنه وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، مُنحت الشركات الأمريكية عقوداً قيمتها الإجمالية مليار دولار أمريكي، ذلك بموجب برنامج خاص للحكومة الأمريكية لتوريد أسلحة غير أمريكية. وتم جميع عمليات التوريد هذه بوساطة شركة سلك واي إيرلاينز ، وفي بعض الحالات، وعندما كان هناك نقص في طائرات سلك واي إيرلاينز بسبب برنامج الشركة المزدحم بالرحلات، كانت طائرات تابعة للقوى الجوية الأذريّة تقوم بنقل الشحنة العسكرية، رغم أن الأسلحة لم تصل أبداً لأذربيجان.
تضمنت الوثائق المسربّة من السفارة أمثلة صادمة عن عمليات نقل السلاح، وكانت إحدى الحالات المثيرة للانتباه عندما قامت طائرة تابعة للقوى الجوية الأذريّة في 12 أيار 2015 بنقل 7.9 طن من ( PG-7V ) و 10 طن من (9V-PG ) إلى الوجهات المفترضة عن طريق المسار ( بورغاس-إنجرليك-بورغاس-ناسونسي) (بلغاريا-تركيا-أذربيجان). وكانت الجهة المُرسلة هي شركة بيربل شوفل (Purple Shovel) الأمريكية، والمُرسل إليه هو وزارة الدفاع الأذريّة . غير أنه وفقاً للوثائق، تم تفريغ حمولة الشحنة العسكرية في قاعدة إنجرليك العسكرية ولم تصل إلى الجهة المرسلة إليها. وقد كان بيع السلاح لشركة بيربل شوفل من قبل ألغونس (Alguns)، البلغارية، لكن كانت الجهة المصنّعة هي ميليتاري بلانت في أم زد ((Military Plant VMZ، البلغارية.
ووفقاً للسجل الاتحادي للعقود، فقد وقّعت قيادة العمليات الخاصة الأمريكية في كانون الأول 2014 عقداً بقيمة 26.7مليون دولار مع شركة بيربل شوفل، وكانت الوثائق تشير إلى أن بلغاريا هي مصدر السلاح.
ومن ثم في 6 حزيران 2015، قُتل فرانسيس نورفيلو ( (Francis Norvelloالبالغ من العمر 41 عاماً، وهو مواطن أمريكي، وموظف في شركة بيربل شوفل، في انفجار عندما حدث خلل تشغيلي في قاذفة (RPG) في ميدان عسكري للتدريب بالقرب من قرية أنيفو (Anevo) في بلغاريا. وأصيب أيضاً مواطنيَن أمريكييَّن وبلغارييَن آخرين في الحادثة. أصدرت السفارة الأمريكية في بلغاريا بياناً أعلنت فيه أن الشركات الأمريكية المتعاقدة مع الحكومة الأمريكية كانت تعمل على برنامج عسكري أمريكي لتدريب وتزويد “المعارضة المعتدلة” في سورية، الأمر الذي تسبب على الفور بسحب السفيرة الأمريكية في صوفيا من منصبها. لكن اللافت أن الأسلحة نفسها التي كانت تستوردها بيربل شوفل لم تستخدمها الميليشيات المسلحة التي تدعى “معتدلة”.
وتابعت الصحفية قائلة: “في كانون الأول من السنة الفائتة، وبينما كنت أقوم بنقل الأخبار من حلب كمراسلة للإعلام البلغاري قمت بتصوير تسعة مخازن للسلاح الثقيل مخبأة في أنفاق تحت الأرض، مصدرها بلغاريا، كانت قد استخدمتها “جبهة النصرة”.
أما الشركة الأمريكية الأخرى المتعاقدة والمتورطة في البرنامج نفسه لتوريد الأسلحة غير الأمريكية فهي أوربيتال أي تي كي (Orbital ATK). حصلت هذه الشركة على عقود بـ 250 مليون دولار على مدى السنتين المنصرمتين فقط. في حين لم تتكشف المعلومات المتعلقة بنوع تلك الأسلحة والجهات التي تم توريد الأسلحة لها.
قامت شركة أوربيتال أي تي كي، وفقاً للوثائق، بنقل السلاح على متن ست رحلات تابعة لشركة سلك واي إيرلاينز في تموز وآب من العام 2015، إذ سلكت الطريق عبر باكو (أذربيجان)- توزلا (البوسنة والهرسك) – باكو- كابول ( أفغانستان). وتم استيراد الأسلحة من قبل شركة إجمان ج.ج.كونجيك (Konjic IGMANj-j ) (البوسنة والهرسك) بطلب من شركة أوربيتال أي تي كي، أما الجهة المرسل لها السلاح فكانت الشرطة الأفغانية. اللافت للانتباه، أن جميع تلك الرحلات، التي كانت تحمل السلاح، كانت تقوم بعمليات هبوط فنية وفترة توقف لمدة 7.30 ساعة في باكو، قبل الانتقال إلى وجهتها النهائية في أفغانستان.
لقد نقلت الطائرات العسكرية الأذريّة 282 طناً من الشحنات (PG-7VL وغيرها من القذائف) على متن عشر رحلات طيران “دبلوماسية” في نيسان وأيار 2017 إلى الوجهة باكو-رييكا (كرواتيا) – باكو. وكان المرسل وزارة الدفاع الأذريّة، أما المرسل إليه فكان شركة كلمن انترناشيونال ليميتيد الأمريكية (Culmen International LLC,). لقد فازت هذه الشركة بعقدين (قيمة كل منهما 47 مليون دولار أمريكي)، إلى جانب شركات متعاقدة أخرى، لتوريد أسلحة غير أمريكية الصنع في 18 شباط 2016 و19 نيسان 2017، على التوالي. كما وقّعت شركة كلمن انترناشيونال ليميتيد عقداً بقيمة 26.7 مليون دولار حول أسلحة أجنبية مع وزارة الدفاع، وعقداً بقيمة 3.9 مليون لتوريد أسلحة غير أمريكية مصنعة حديثاً.
أما شيرمينغ ميليتاري بروداكتس ((Cherming Military Products فهي شركة أخرى متعاقدة في برنامج توريد السلاح غير الأمريكي للجيش الأمريكي عن طريق شركة طيران سلك واي إيرلاينز وهذه الشركة (المستوردة للسلاح) لديها أربعة عقود تبلغ قيمتها الإجمالية 302.8 مليون دولار أمريكي. وقد تم شراء هذه الأسلحة من مصنّعين محليين في صربيا وبلغاريا ورومانيا، ووفقاً للوثائق نُقلت تلك الأسلحة إلى العراق وأفغانستان عن طريق رحلات الطيران “الدبلوماسية”.
وفي 18 تشرين الأول 2016، تم تحويل وجهة إحدى هذه الرحلات “الدبلوماسية”، إذ كان على متنها 15.5 طناً من صواريخ عيار 122 مم اشترتها شركة شيرمينغ (Cherming) في بلغراد، صربيا، حيث تم تغيير وجهة الرحلة التي كان من المفترض أن تكون كابول لتهبط الطائرة عوضاً عن ذلك في لاهور-باكستان. وبعد توقف لمدة ساعتين، أقلعت الطائرة إلى أفغانستان. إن التفسير الوحيد الممكن الذي يقف وراء السبب في إطالة الرحلة لآلاف الكيلومترات هو لتفريغ حمولتها في باكستان، رغم أن الوثائق نصت على أن وجهة الشحنة كانت أفغانستان.
أما بالنسبة لأكبر مورد للجيش الأمريكي، من السلاح غير الأمريكي الصنع، فهو آلينت تيكسيستم اوبريشنز (Alliant Techsystem Operations) – أمريكا، إذ يبلغ إجمالي قيمة العقود 490.4 مليون دولار أمريكي. قامت هذه الشركة في كانون الأول 2016 بنقل أطنان من القذائف من نوع (API 23 × 115 mm, HE 23× 115 mm, GSH 23×115 mm) من يوغوإيمبورت (Yugoimport)، في صربيا، إلى وزارة الدفاع الأفغانية، على متن رحلات طيران “دبلوماسية” إلى الوجهة باكو-بلغراد-كابول.
وتحت عنوان “السعودية تمول شراء الأسلحة وتوزيعها”
تقول الصحفية: “السعودية البلد الآخر الذي قام بما قامت به الولايات المتحدة، إذ اشترت كميات كبيرة من السلاح من أوروبا الشرقية وصدرتها على متن الرحلات “الدبلوماسية” الخاصة بشركة سلك واي إيرلاينز. ففي 2016 و2017، كان هناك ثلاث وعشرون رحلة طيران “دبلوماسية” تحمل السلاح من بلغاريا، صربيا وأذربيجان إلى جدة والرياض. وكانت الجهات المرسل لها السلاح هي ميليتاري بلانت في أم زد (Military Plant VMZ) و ترانزموبايل (Transmobile) من بلغاريا، و يوغوإيمبورت (Yugoimport)، من صربيا، وسيهاز (CIHAZ) -أذربيجان.
لا تشتري السعودية تلك الأسلحة لنفسها، إذ إن الجيش السعودي يستخدم فقط الأسلحة الغربية الصنع وتلك الأسلحة ليست متوافقة مع مقاييسه العسكرية. ولذلك، فإن الأسلحة التي تم نقلها على متن رحلات الطيران “الدبلوماسية” انتهت في أيدي الإرهابيين في سورية واليمن الذين تعترف السعودية بدعمهم بشكل رسمي. كما توزع السعودية شحنات عسكرية في جنوب القارة الأفريقية-وهي منطقة تعاني من الحروب من أجل السيطرة على الذهب والألماس اللذين وجدا في البلدان الأفريقية.
وفي 28 نيسان و12 أيار من العام الحالي، قامت شركة سلك واي إيرلاينز بتسيير رحلتي طيران “دبلوماسيتين” من باكو-بورغاس-جدة-برازافيل (جمهورية الكونغو). وقد دفعت السعودية ثمن شحنة السلاح التي كانت على متن الرحلتين كلتيهما، وفقاً للوثائق المسربة من المصادر المتعلقة بسفارة أذربيجان في بلغاريا. هبطت الطائرة لأسباب فنية في مطار جدة وتوقفت لمدة 12.30 ساعة في الرحلة الأولى و14 ساعة في الرحلة الثانية.
تم تحميل الطائرة بقذائف الهاون وقذائف مضادة للدروع بما في ذلك من نوع (SPG-9 ، GP-25). وقد اكتشف الجيش العراقي الأسلحة نفسها قبل شهر في مخزن للسلاح تابع لتنظيم “داعش” في الموصل. كما شوهد إرهابيو “داعش” يستخدمون تلك الأسلحة الثقيلة في أشرطة فيديو نشرت على شبكة الانترنت من قبل الجماعات الإرهابية. ومما يثيرُ الاهتمام أنَّ الجهة المرسل إليها السلاح، والموجودة في وثائق النقل، كانت الحرس الجمهوري لجمهورية الكونغو.
وأضافت الصحفية: لقد ظهرت بندقية كويوت (Coyote) 12.7 × 108 مم، في أشرطة الفيديو والصور التي نشرت على شبكة الانترنت من قبل الجماعات المسلحة في محافظتي إدلب وحماة، وقد تم نقل النوع نفسه من السلاح على متن رحلة طيران “دبلوماسية” عبر السعودية وتركيا قبل بضعة أشهر من ذلك.
وفي شباط وآذار من العام 2017، تلقت السعودية 350 طناً من السلاح نُقلت على متن رحلات طيران “دبلوماسية” تابعة لشركة سلك واي إيرلاينز ، وسلكت الطائرة المسار باكو-بلغراد-الأمير سلطان-باكو. لقد تضمنت الشحنة 27350 قطعة من صواريخ بلامين-آي (Plamen-a) عيار 128مم، و10.000. قطعة من صواريخ غراد عيار 122 مم. وكان المرسل تيهنورمونت تيميرن (Tehnoremont Temerin)، صربيا، بناء على طلب من شركة فيمواي انفيستمينت ليميتد (Fameway Investment LTD)، قبرص.
وفي الخامس من آذار 2016، حملت طائرة عسكرية تابعة للقوى الجوية الأذريّة 1700 قطعة من قاذفات أر بي جي (RPG-7) وكان المرسل: وزارة الدفاع الأذريّة ، و2500 قطعة (PG-7VM) وكان المرسل شركة ترانزموبايل ليميتد، بلغاريا، ذلك إلى وزارة الدفاع السعودية. وقد حملت كل رحلة من رحلات الطيران “الدبلوماسية” من مطار بورغاس إلى مطار الأمير سلطان، في 18 و28 شباط 2017، 5080 قطعة من (PG-7V) عيار 40 مم لسلاح (RPG-7) و24978 قطعة (RGD-5). وقد تم تصدير هذه الأسلحة من قبل ترانزموبايل، بلغاريا، إلى وزارة دفاع السعودية. ويمكن رؤية هذه الذخائر و(RPG-7) التي تُصنع في بلغاريا دائماً في صور الفيديو الملتقطة والمنشورة في قنوات الدعاية الإعلامية التابعة لتنظيم “داعش”.
كانت الإمارات من البلدان العربية التي اشترت السلاح (الذي لا يتوافق مع مقاييسها العسكرية) من أوروبا الشرقية وتم إعادة توريده لطرف ثالث، وفي الرحلات الثلاث إلى بورغاس-أبوظبي-سويحان في آذار ونيسان من العام 2017، نقلت شركة سلك واي إيرلاينز 10.8 طن من (PG7VM HEAT) لـ RPG-7 عيار 40 مم، على متن كل رحلة، مع هبوط لدواعٍ فنية وتوقف لمدة ساعتين في أبو ظبي. وكان المصدّر هو شركة سيمل-90 (Samel90) بلغاريا، أما المورّد فكان شركة التوف العالمية (Al Tuff International Company LLC) وهذه الشركة الأخيرة متورطة مع شركة أوربيتال آي تي كي (Orbital ATK (LLC، التي هي فرع شركة أوربيتال آي تي كي الأمريكية العسكرية في الشرق الأوسط. ورغم أن المستلم النهائي للسلاح هو الجيش الإماراتي غير أن وثائق الرحلة تشير إلى أن الطرف الذي قام بتمويل العملية هو السعودية.
وتحت عنوان “دفعات نقدية”
أضافت الصحفية: أقلعت طائرة تابعة للقوى الجوية الأذريّة في 26 شباط من عام 2016 من باكو وهبطت في الإمارات، إذ قامت بتحميل مركبتين مدرعتين وسيارة ليكزيس. وقد أظهر طلب التخليص الدبلوماسي أن الدفع تم نقداً-بالدولار الأمريكي. هبطت الطائرة في شمال السودان، وفي اليوم التالي، في جمهورية الكونغو. وكان المستورد هو شركة سيف كيج آرمور وركس أف زد أل أل سي (Safe Cage Armour Works FZ LLC ) ، والمصدر الإمارات، والطرف المرسل إليه هو الحرس الجمهوري لجمهورية الكونغو، والطرف الممول هو السعودية.
“رحلات طيران دبلوماسية تحمل الفوسفور الأبيض الفتّاك”
تابعت الصحفية: لقد نقلت شركة سلك واي إيرلاينز في 31 آذار 2015، 26 طناً من شحنات عسكرية بما في ذلك الفوسفور الأبيض من صربيا (الجهة المصدّرة: يوغإمبورت) و63 طناً من بلغاريا (الجهة المصدّرة: شركة أرسينال- Arsenal). أما في 22 آذار، فقد تم تصدير مئة طن أخرى من الفوسفور الأبيض من يوغإيمبورت في بلغراد، إلى كابول ولم يتم إرفاق أية عقود مع وثائق تلك الرحلات.
وفي 2 أيار 2015، قامت طائرة تابعة لشركة سلك واي إيرلاينز بتحميل سبعة عشر طناً من الذخائر، بما في ذلك الفوسفور الأبيض، في مطار بورغاس. وكان المُصدّر دوناريت (Dunarit)- بلغاريا. وقامت الطائرة بهبوط فني وتوقف لأربع ساعات في باكو، قبل الوصول لوجهتها النهائية-كابول. وكانت الجهة المرسل إليها السلاح هي الشرطة الأفغانية. ولم يكن هناك أي عقد مرفق.
وأكدت الصحفية: “لقد قامت الشركة الإسرائيلية (إيلبيت سيستيمز) وفي رحلة طيران سلكت المسار من بارنو (جمهورية التشيك) عن طريق تل أبيب إلى براتسلافيا (سلوفاكيا) بإعادة تصدير مركبات مدرعة من نوع (TATRA T-815 VP31, TATRA T-815 VPR9). وقد تم إرسالها من قبل شركة ريل تريد (Real Trade) في براغ، إلى شركة إيلبيت سيستيمز. غير أن المستقبل النهائي كان وزارة الدفاع الأذرية. لقد هبطت الطائرة في تل أبيب ومن ثم في براتسلافيا، حين تم استيراد الشحنة من قبل شركة أخرى هي أم أس أم مارتين (MSM Martin)- سلوفاكيا. ولم يكن ثمة سبب واضح يجعل الطائرة تطير من أوروبا إلى آسيا ومنها إلى أورويا ثانية بنفس الحمولة التي كانت على متنها. كما أنه في نهاية المطاف، لم تصل إلى وجهتها النهائية-أذربيجان. يمكن لهذا النوع من الطائرات من طراز آي أل 76 تي دي (IL 76 TD)، أن تحمل حمولة يصل وزنها إلى 50 طناً. لكن هذه الطائرة كانت تحمل 30 طناً فقط وفقاً للوثائق. وبالتالي، يمكن أن تحمل حمولة إضافية من 20 طناً، ذلك أنَ الرحلة كانت رحلة “دبلوماسية”، ولم تخضع بالتالي للتفتيش.
وتابعت الصحفية: “وفي آذار 2017، كانت هناك مزاعم عن نقل ما يزيد عن ثلاثمئة طن من السلاح إلى وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) في شمال سورية. لقد قامت 6 رحلات “دبلوماسية” بنقل ثلاثة وأربعين طناً من القذائف على متن كل رحلة من ميليتاري بلانت في أم زد (Military Plant VMZ)- بلغاريا، إلى وزارة الدفاع العراقية. لكن لم يكن ثمة عقود.
ومن ثم في 28 آذار، أُرسلت حمولة تزن اثنين وثمانين طناً من سلاح ( AKM 7.62×39 mm و AG-7) من أوتوبني (رومانيا) إلى أربيل ( كردستان العراق). حيث كانت الجهة المرسلة شركة رومتكنيكا (Rometechnica S.A) أما الجهة المستقبلة، فقد كانت وزارة الدفاع العراقية. وأيضاً لم يكن هناك عقود فيما يتصل بالحمولة التي نُقلت في هذه الرحلة.
وفي 16 آذار 2016، حملت رحلة طيران أخرى تابعة لشركة سلك واي إيرلاينز 40 طناً من الحمولة (الأسلحة) من سلوفانيا إلى أربيل، وكانت الجهة المُصدّرة هي إيلدون أس.أر.أو (ELDON S.R.O) (سلوفاكيا)، في حين كان المستورد – شركة وايد سيتي ليميتد (Wide City Ltd.Co) في أربيل، وكان المستقبل النهائي هو حكومة كردستان.
تملك شركة وايد سيتي ليميتد ثلاث مكاتب؛ في ليماسول (قبرص)، وفي صوفيا (بلغاريا) وفي أربيل، لكن مكتب الشركة البلغارية تيكنو ديفينس ليميتد (Techno Defense Limited ) هو على العنوان الموجود في صوفيا. إذ يدّعي صاحب تيكنو ديفينس ليميتد هاير الله أحمد صالح (Hair Ala Ahmad Saleh) على موقع الشركة أن لديه مكتباً في أربيل وأن شركته تصنّع أسلحة (زاغروس) (الأتوماتيكية K15 zagros, 9×19 mm , K16 zagros) في أذربيجان. لقد ظهرت أسلحة (زاغروس) هذه في صورة نشرها الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية. والجدير ذكره، أن الرئيس الأذري إلهام علييف يرجع إلى أصول كردية في انتمائه العرقي”.
وفي نهاية تحقيقها قالت الصحفية البلغارية “لقد حاولت التواصل مع جميع الأطراف المعنية الواردة في تحقيقي هذا، ولكنني لم أحصل على أي تعليق”.
قم بكتابة اول تعليق