
يقلم جورج الشمالي

تتسم نظرات الخطاب التاريخي للبنان بحساسية شديدة حيال الكتبة والمؤرخين، لما هنالك من تشعبات المثول الضمير الأخلاقي في تقلبات السياسة اللبنانية والإقليمية والعالمية ، وبالحقيقة الخصخصة الحاصلة حسب بورصة الدولار
وعند البعض واغلبية العامة تعرف هذا ولكن الفاقة عن الطبقة المتوسطة والعاملة فلا حول ولا قوة وحب البقاء هو افضل من الموت على قارعة الطريق وكثيرون هم الذين يعملون عكس خياراتهم وهذا ما رأيناه ولمسناه في اغلب الأحيان وياما من هم ما قدم على الإعتذار
وهناك الإحتراس والحذر واحينا النفور والإزدراء لقد ارتأى الناس الناس انهم وقعوا في فخ اسنانه كأسنان سمك القرش وعليهم الطاعة وتصديق الأكاذيب مع الصلاة اليومية
في تدوير السياسة من رئيس لآخر تبين الفرق الكبير بين الرؤساء والأشخاص والمعاملات حتى الخطابة ولم نرَ ابدا الصراحة عند السالفين مثلما التي تمّيزت بكلام ميشال عون ، هو الرئيس الوحيد الذي كان يحمل ركوة القهوة ويجلس مع حراس القصر ليستمع الى اقاويلهم وهموهم وهموم الناس ،.
استنادا الى كلام رئيس الحرس الذي بكى عند وداعه لننظر كم من الصحافيين كتب ما حدث، وكم من المؤرخين كتب أيضا، وقلة هم الذين لا يتعاملون مع المخابرات والسفارات كتبوا قصة الأسطورة ميشال بضمير عندما شاهدو التسونامي البشرية التي دفعت من مالها الخاص واتت لترافق جنرال الشعب الى منزله الخاص بعد انتهاء ولايته عكس الذين كانوا يقبضون ويتظاهرون ليحطموا كل شيء اكراما للمال التي دفعتها المنظومة الفاسدة كي تعرقل عهد من نغّض عيشها واوقفها عن سرقة أموال الشعب
اللبنانيون شاهدوا ذات مرة من احدى شاشات التلفزة احد المذعين يسأل متظاهرلماذا انت تتظاهروتحطم الحواجز عند مدخل مجلس النواب ، فقال بلهجته الطرابلسية والله لا ادري ولم يجبروني على ركب السيارة انما الدولار هو الذي اجبرني على ذلك
ومن اجل كسب العيش أيضا القلائل من الصحافيين عرفوا تماما ما حصل انما دائما هناك في مخيلتهم صراخ الطرد وحتى لا يناموا على الطوى مع عيالهم الله في خلقه شجون
اذ كان التاريخ يصمت في هذه الأيام احيانا لأنه محجوز عليه من قبل القضاء والمدراء العامين لطبقة حاكمة منذ ثلاثسن سنة وشريحة كبرى من الشعب ما زالت تؤمن بشعوذة أطباء القبائل الذين يطببون بالحجاب والجن والبكوات والشيوخ والآغات وبقايا الميليشيات من انهم المنقذ للوطن في حمايتهم للحرامية وحاكم البنك المركزي
واسطورة ميشال عون هي شاذة بشروط انشائها و أسباب تصاريحها الحقيقة التي تفضح من تآمروا ومازالو يعتبرون ان لبنان مزرعة لهم
ولنقل ما عندنا والأمر الى الله ،. قضائونا مُسَيّس في خصخصة رهيبة يحميها الجن الأحمر والأزرق والأخضر حتى وصلنا الى حالة الإزدراء من هذه المناهج والرموز التي جمدها التاريخ في ادراج مجلس النواب وكل من يطالبها فهو زنديق ضد الوطن لأن حاكم البنك المركزي احد أعمدة النهب والسرقة ومطلوب للعدالة في بلدان أوروبية وديك على مزبلة الوطن ووزيرا المالية السابق والخلف يحملا مفتاح خزنة على بابا ، هؤلاء عاتبون على الله لأنه ارسل لهم الأسطورة عون لينغص حياتهم ويقول كفى لهم لبنان ليس مفلسا بل منهوبا
اسطورة الحلم في القضاء على المنظومة الفاسدة لم تسقط في عرف التاريخ وان نامت في أحضان رجال السفارا ت ورجال المخابرات الطارحين على ارض الوطن مشاريع هدامة كمشروع تأسيسي على منوال اتفاق الطائف
هناك ما يكفي من الأدلة التاريخية الحتمية أن الصراع في لبنان ليس طائفيا ولا مذهبيا بل صراعا على النفوذ والنهب وافقار الناس كي تبقى مطية لهم في اختراع المشاكل والذي يبان على الساحة ليس هناك صراع طائفي بل هناك صراع طبقي بين محتكرين كل شيء وهذه الطبقة الفاسدة مركبة من جميع الأديان
فاذا كان بلوغ الجنة الأرضية في لبنان ليس صعبا على أناس مارسوا النضال مع جنرال بطل من هذا الزمان ثائر يناضل من اجلهم فما على الناس الا ان يقلعوا العقل البشري المتحجر ويمشوا بطريق الثقافة العلمية التي تقودهم الى فهم المواطنة الحقيقية ويعملوا على نظام علماني بكل معاني العلمنة حتى يلحقوا بركب الحضارة الاجتماعية التي تليق بهذا العصر