
تاريخ النشر:20.10.2017 | 18:02 GMT رصد أخبار العالم
أصدر المجلس العدلي في لبنان اليوم الجمعة حكم الإعدام (غيابيا) بحق المتهمين الاثنين في قضية اغتيال الرئيس اللبناني السابق بشير الجميل في عام 1982.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن حكم الإعدام صدر بحق حبيب الشرتوني ونبيل العلم، مع تجريدهما من حقوقهما المدنية، واعتبرهما القضاء مسؤولين عن ارتكاب “جرم الإرهاب الذي أفضى إلى قتل رئيس جمهورية لبنان وشكل اعتداء على أمن الدولة”.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بشير الجميل اغتيل في 14 سبتمبر/أيلول 1982 مع 23 شخصا، بتفجير استهدف مقر حزب الكتائب في منطقة الأشرفية شرقي بيروت، وذلك بعد أيام من انتخابه رئيسا للبلاد، وقبل تسلمه مهام الرئاسة رسميا.
واعتقلت السلطات في وقت لاحق حبيب الشرتوني المنتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، واعترف خلال التحقيقات بانه زرع عبوات ناسفة في شقة تقع فوق مقر الحزب.
ونجح الشرتوني في الفرار من سجنه في 13 أكتوبر 1990 بعد دخول الجيش السوري المناطق التي كانت خاضعة حينئذ لسيطرة قائد الجيش، رئيس الحكومة الانتقالية ميشال عون، الذي هو حاليا رئيس للجمهورية اللبنانية.
ولا يزال الشرتوني متواريا حتى اليوم عن الأنظار، فيما كان الغموض يلف مصير المسؤول في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نبيل العلم، الذي يعتبر العقل المدبر للاغتيال، قبل ورود أنباء غير مؤكدة عن وفاته في عام 2014.
وجرى تجريد المحكومين (2) من حقوقهما المدنية، بالتوازي كان أصدقاء الشرتوني يعتصمون امام قصر العدل في بيروت.
المعتصمون أكدوا أن الشرتوني نفّذ حكم الشعب بحق من تعامل مع الاحتلال الإسرائيلي
الجميّل كان قد تم اغتياله في أيلول/ سبتمبر 1982، في مركز تابع لحزب الكتائب في منطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث انفجرت عبوة سوّت المبنى الذي كان يتواجد فيه الجميّل بالأرض.
وبعد أن تم اعتقاله على يد عناصر تنظيم القوات اللبنانية الذي كان بقيادة الجميّل آنذاك، تمكّن الشرتوني من الهرب لينتهي به الأمر بعد سنوات في المنفى.
بدوره قال القيادي في الحزب القومي السوري الاجتماعي توفيق مهنّا الذي كان ينتمي إليه الشرتوني في ثمانينيات القرن الماضي، إن حكم الإعدام بحق الشرتوني هو يوم أسود في تاريخ القضاء اللبناني، ويمثل خيانة للدستور وتشريعاً للعمالة.
واعتبر مهنّا الحكم بإعدام الشرتوني قراراً سياسيّاً بامتياز، مطالباً الأحزاب اللبنانية كافة بإدانة الحكم ضد الشرتوني، وأضاف “كنا نتمنّى على القضاة ألا يرتكبوا هذه الخطيئة لأنّها انتصار للعمالة”.
الحزب القومي السوري الاجتماعي أصدر بياناً اعتبر فيه الحكم القضائي بحق الشرتوني والعلم، “حكماً جائراً تشوبه مغالطات قانونية”، وأضاف البيان “هو حكم يحرم المواطنين من حقهم في مقاومة الاحتلال، ويشكّل طعناً في الصميم لآلاف الشهداء والضحايا والمقاومين الذين قضوا في مواجهة هذا الاحتلال”.
وتابع الحزب القومي في بيانه “يشكل هذا الحكم إساءة للبنانيين، لأنّ أعلى سلطة قضائية في الدولة اللبنانية، وقعت في خطأ عدم الإحاطة الكاملة بملف القضية المحالة إليها، من خلال فصله عن سياقه التاريخي. ففي المرحلة التي أقدم فيها حبيب الشرتوني على فعله المقاوم بدافع شريف، كان لبنان واقعاً تحت الاحتلال “الإسرائيلي”، وكان بشير الجميّل جزءاً من هذا الاحتلال وفي ضفّته، يستدعيه ويؤازره ويساعده على فوز قواته”.
المصدر: وكالات
قم بكتابة اول تعليق