جلسات انتخاب رئيس للجمهورية منذ الاستقلال حتى العهد الحالي… من الرئيس الذي حصل على أعلى نسبة اقتراع ومن الأدنى؟


5:59 AM 10/2/2022 مقالات مميزة
عقدت اليوم الجلسة الأولى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بدعوة مباغتة من رئيس مجلس النواب نبيه بري انتهت من خلالها 6 سنوات من حكم الرئيس ميشال عون لعهده وقد حضر الجلسة 122 نائبا فرزت أصواتهم على الشكل التالي: 63 ورقة بيضاء ضمت اقتراع كل من كتلة التنمية والتحرير، كتلة الوفاء للمقاومة وكتلة لبنان القوي وكتلة فرنجية، و 36 صوتا لميشال معوض شملوا كل من كتلة الجمهورية القوية والكتائب والاشتراكي الى جانب 11 صوتاً لكتلة التغيير لسليم اده و 10 أوراق حملت اسم لبنان تقدم بها النواب السنة المستقلون بالإضافة لصوت واحد لكل من مهسا اميني ورشيد كرامي.
ليكون بذلك معوض أقل مرشح يحظى بأصوات لرئاسة فكيف كانت حظوظ الرؤساء اللذين سبقوه؟
أُنشئ منصب رئيس الجمهورية للمرة الأولى أثناء الانتداب الفرنسي على لبنان عام 1926. عرفت الجمهورية اللبنانية 13 رئيسا انتخبوا منذ الاستقلال للعهد الحالي .

انتخب بشارة الخوري أول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال حيث عقدت الجلسة في 21 أيلول سنة 1943 بحضور 47 نائبا من أصل 55 نائبا، فنال الرئيس خوري تأييد 44 نائبا و3 أوراق بيضاء.

انتخب الرئيس الثاني في عهد الاستقلال وهو الرئيس كميل شمعون في 23 أيلول 1952 بحضور 76 نائبا من أصل 77 نائبا ونال شمعون تأييد 74 نائبا ووجدت ورقة بيضاء وورقة باسم عبدالله الحاج وقد استمرت ولايته حتى 22 أيلول 1958.

الرئيس الثالث فؤاد شهاب الذي انتخب في 21 تموز 1958 بحضور 56 نائبا من أصل 66 نائبا يشكلون كامل أعضاء المجلس النيابي، بعد أن كان عهد الرئيس شمعون قد خفض أعضاء المجلس الى 44 نائبا في انتخابات 1953 ثم رفعه الى 66 نائبا في انتخابات 1957، وحصل شهاب على تأييد 48 نائبا وانتهت ولايته عام 22/9/1964.

وتجدر الاشارة إلى أن شهاب عمل على تنفيذ المشاريع الإصلاحية والاجتماعية التي كانت محصلة دراسات بعثة ايرفد وغيرها من الخبراء الذين كلفوا بها. وهكذا شهدت الأعوام 1962و1963و1964 ولادة سلسلة من المشاريع والقوانين والمؤسسات الكبرى، لم يسبق للبنان أن شهد مثيلاً لها.

ويليه الرئيس شارل حلو الذي انتخب في 18 آب 1964 في جلسة حضرها كامل أعضاء المجلس النيابي وعددهم 99 نائبا وفقا لقانون الانتخاب 1960، وقد أيّد الرئيس حلو 92 نائبا ونال بيار الجميل خمس أصوات ووجدت ورقتان بيضاوان. واستمرت ولايته حتى 22 أيلول 1970.

الرئيس سليمان فرنجية انتخب في 17 آب 1970 بحضور كامل أعضاء المجلس النيابي الـ99، حيث فاز بعد دورة انتخابية ثانية نال فيها 50 صوتا مقابل إلياس سركيس 49 صوتا، واستمرت حتى 22 أيلول 1976.

الرئيس إلياس سركيس انتخب في قصر منصور قبل ستة أشهر من نهاية سلفه، بعد تعديل المادة 73 من الدستور لمرة واحدة في العاشر من نيسان 1976 بحضور 90 نائبا من أصل 97 نائبا هم أعضاء المجلس النيابي بعد وفاة نائبين، وقد حضر جلسة الانتخاب في الثامن من أيار 1976، 68 نائبا، نال منهم الرئيس سركيس في دورة انتخاب ثانية 66 صوتا ووجدت ورقتان بيضاوان. واستمرت حتى 22 أيلول 1982.

الرئيس بشير الجميل انتخب في 23 آب 1982 بحضور 62 نائبا من أصل 92 نائبا وقد نال في دورة اقتراع ثانية 57 صوتا ووجدت خمس أوراق بيضاء، وقد اغتيل فبل جلسة حلف اليمين.

الرئيس أمين الجميل انتخب 21 أيلول 1982 من قبل تأييد 77 صوت له، واستمرت ولايته حتى 22 أيلول 1988.

الرئيس رينيه معوض انتخب بعد 409 أيام من الفراغ الرئاسي، انتخب تشرين الثاني 1989 بحضور 58 نائبا من أصل 73 نائبا بعد وفاة 26 نائبا من مجلس 1972، ففاز في دورة انتخاب ثانية بعد أن نال 52 صوتا ووجدت 6 أوراق بيضاء، وفي نفس الجلسة أقسم الرئيس المنتخب اليمين الدستورية واغتيل بعد الاحتفال بعيد الاستقلال في السراي الحكومية في الصنائع.

الرئيس الياس الهراوي انتخب في 24 تشرين الثاني 1989 في بارك أوتيل شتورة في البقاع بحضور 52 نائبا من أصل 72 نائبا حيث نال 47 صوتا ووجدت خمس أوراق بيضاء. وقد مدّدت ولايته لمدة ثلاث سنوات لمرة واحدة في 18 تشرين الأول 1995 بأكثرية 110 أصوات ومعارضة 11 نائبا وتغيّب سبعة نواب عن الحضور، وبالتالي استمرت ولاية الرئيس الهراوي من 24 تشرين الثاني 1989 حتى 23 تشرين الثاني 1998.

الرئيس اميل لحود انتخب في 13 تشرين الأول 1998 بعد تعديل دستوري لمرة واحدة يتيح لقائد الجيش أن يترشح، وحصل على 118 صوتا فانتخب بإجماع 118 نائبا حضروا الجلسة من أصل 128 نائبا وقبيل انتهاء ست سنوات تم تعديل المادة 73 من الدستور لمرة واحدة تتيح التمديد لرئيس الجمهورية لمدة ثلاث سنوات، وبالتالي استمرت ولاية الرئيس لحود حتى 23 تشرين الثاني 2007.

الرئيس ميشال سليمان، جاء بعد 19 جلسة لم يكتمل فيها النصاب وانتخب في الجلسة الـ 20 بعد اتفاق الدوحة بحضور 127 نائبا نال منها 118 صوتا ووجدت ست أوراق بيضاء و3 أوراق بأسماء مختلفة، واستمرت ولايته ست سنوات كاملة انتهت في 24 أيار 2014.

وأخيرا الرئيس ميشال عون، احتاج وصوله إلى قصر بعبدا 45 جلسة قبل اكتمال النصاب في الجلسة 46 (بعد 888 يوما من الشغور الرئاسي)، بحضور 127 نائبا وهو كامل عدد أعضاء مجلس النواب بعد استقالة نائب منه، وقد دامت جلسة الانتخاب أكثر من ساعتين تخللها اربع دورات انتخابية، انتهت بفوز عون بأكثرية 83 صوتا مقابل 36 ورقة بيضاء و7 أوراق ملغاة وورقة باسم ستريدا طوق جعجع.

ويعتبر “عون” الرئيس الأكبر سنا في تاريخ لبنان لحظة تلقيه المنصب حيث كان يبلغ من العمر 81 عاما.

والرؤساء اللذين انتخبوا من الدورة الأولى هم: بشارة الخوري، كميل شمعون، شارل حلو، بشير الجميل، أمين الجميل، اميل لحود وميشال سليمان.

ومن الدورة الثانية: فؤاد شهاب، سليمان فرنجية، الياس سركيس، رينيه معوض، الياس الهراوي وميشال عون.

ونذكر أن المرشح الرئاسي عبدالله الحاج حصل على أدنى عدد أصوات خلال دورة انتخاب الرئيس كميل شمعون، وريمون اده خلال دورة انتخاب الرئيس فؤاد شهاب لرئاسة الجمهورية.

والسؤال الذي يطرح نفسه كم جلسة سنحتاج لانتخاب خلف للرئيس ميشال عون؟