البيطرة كانت مهنة من احسن المهن قديما وكان البيطار يتباهى بها فيطبب الأحصنة الى جانب البيطرة حتى ان طانيوس شاهين الذي اقام اول جمهورية في لبنان عام 1848 ضد الاقطاع والأتراك كان بيطارا حتى في تباهيه لمهنته قال:
هتوني اني بيطار
وابن مكاري بلبادة (( اللبادة هي عبار عن طاقية طويلة من الصوف))
بدي امحي باسمو العار
وخلّص من الشر بلادي
بقلم جورج الشمالي
من حوالي اكثر ببضع سنوات من قرن من الزمن وتقريبا في مثل هذه الأوقات بدأت الدولة العثمانية بالأفول والتقهقر من البلدان التي احتلتها واستعمرتها منذ اربعماية وسنة
والعرب كعاداتهم هبوا لكي يتخلصوا من النير العثماني وحكم الانكشارية وبدأ كل زعيم يؤلف جيشه لمحارية العثمانيين ويركز موقفه لكي يكون البديل وبعد الحرب واستباب الأمن نوعا في منطقة جنوب لبنان ، يروى ان أولاد البيطار المشهور بذاك العهد اسعد ابوعراج اخذوا المهنة من والدهم التي تدر ذهبا واستوطنوا بلدة جديدة مرجعيون فذاع صيتهم وبما ان جديدة مرجعيون هي نقطة مهمة وطريق اجبارية لكل من كان يمر ذاهبا الى سوريا او فلسطين لأن موقعها على الحدود في مثلث الطرقات وهي مشهورة بكرم أهلها وقهوتهم اللذيذة وكانوا امراء العرب يترددون الى هذه البلدة للتبضع او لأشياء سياسية لأنها موقع مهم وفيها ثكنات جيوش وقائم مقام ومحكمة
صودف انه مر الأمير العربي فاعور من هناك مع ثلة من المحاربين وكانت فرسه تعرج وقادته رجلاه الى البيطار نجيب أبو عراج الذي كان يداوي الاحصنة وغيرها فنظر اليه البيطري وقال ستأخذ فرسك معافية بعد ساعة تقريبا وهكذا كان
بعد ساعة عاد الأمير ونظر الى فرسه فرآها مثلما عرفها اول مرة فارتجل بيتا من العتابا قال فيه:
الفرس الرهوان اللي صاحبها لوا
تحشرمت بالحرب وكاحلها لوى
وأبو عراج باشق كل بيطار
وكل من دق مسما ر ولوى
وهم الأمير أن يركب الفرس ويمشي فاوقفه أبو عراج وقال عليك ان تدفع مجيدية (( عملة ذاك الزمان)) ومع ان شعرك تشكر عليه لكن لا احد يصرفه
هل تساءلت يوماً لماذا الخيول ترتدي حدوات ؟ ولماذا هي مختلفة عن باقي الحيوانات في اردائها للحدوات ؟
للاجابة على هذا السؤال يجب علينا أولاً معرفة الحوافر، إذ أن الخيول تكون قادرة على إنجاز الأعمال الكبيرة في المزرعة، وهنا يأتي دور الحوافر التي تساعدها في حماية أرجلها عند تحريك أجسامها الثقيلة.
وإن حوافر الخيول تحتوي على بروتين يسمى الكيرياتين، وهو نفس البروتين المكون لشعر وأظافر الانسان، وهذا ما يعني أن حوافر الخيول تنمو بشكل متواصل، وتحتاج إلى التقليم بشكل دائم (ينمو للخيول ما يعادل حافر جديد في كل عام).
وهنا يأتي دور الحدوة، وهي لحماية الحافر من التلف وتشقق الأنسجة الحساسة في حافر الخيل، وللسيطرة على نفسه في الطرق الوعرة والسباقات. كما وتساعد الحدوة على إبطاء معدل نمو وزيادة طول الحوافر لأسفل، وتوفر امتصاص للصدمات.
وللحدوات أنواع مختلفة، حسب وظيفة الخيل سواء في السباق أو في المزرعة أو غيرها، كما وتختلف هذه الحدوات وفقاً للعومل المناخية. يتم تثبيت الحدوات باستخدام مسامير صغير، وهي لا تؤثر ولا تؤلم الحصان، نظراً لعدم وجود نهايات عصبية في الجزء الخارجي من الحافر.
يرجع استخدام الحدوة إلى القرن السادس ق. م. فقد استخدم الرومان حدوات مصنوعة من الحديد مركبة في احذية جلدية. وقد كانت صناعة الحدوات وتركيبها من الحرف المهمة، وكان صانع الحدوات يقوم بعلاج الخيول من امراضها قبل ظهور الطب البيطري. ويسمى من يعمل بهذه المهنة بالبيطار، وهو العامل الذي يصنع النعال للخيل، ويقوم البيطار بتصميم الحدوة بحيث تريح الحصان.
قم بكتابة اول تعليق