
بداية مع النشيد الوطني، تلاه مقتطفات شعرية مصورة للشاعر والأديب الراحل سعيد عقل، وعلى وقع الفرقة الموسيقية وجوقة مدرسة القلبين الاقدسين بقيادة روزي غرة، رنمت كارلا رميا اغنية كرمت فيها الجيش، إضافة إلى باقة من أغاني السيدة فيروز التي كتب كلمات الشاعر سعيد عقل، افتتحتها بأغنية “ردني الى بلادي”.
زغيب
بعدها، القى رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب كلمة، فقال: “اليوم تحت عيون سيدة زحلة، وجهك سعيد يلمع تحت شمس السهل الاخضر المدرور بالخيرات، وجهك سعيد صفحة تاريخ على خدودها في سطرين، سطر مجد وكرامة، وسطر شعر وابداع، اليوم وتحت عيون سيدة زحلة والناس مسكونة فكر وثقافة، وجهك سعيد سعيد مثل وجه ارضي، مثل وجه بلادي الذي لا يغيب. قطعة شمس تنتحر في طرف لتعيش في طرف آخر. عمرك من عمر الشموخ ومن عمر الايام التي رحلت والايام التي ستأتي، عمرك من عمر مجد يأبى الرحيل، كتب البطولة ولم يتعب، حرق الاحرف على مذبح الكلمة ولم يشبع، غرقك بالابداع واحترق هو، جرب قتلك مرة لكن الموت هو الذي مات، وانت ما زلت ساكنا في كل واحد فينا”.
أضاف: “زحلة اليوم ستكون كتابك، وفوق حروفها ستغزل حكاية يومية، عن قلبك النابض عن حلمك الذي زرع دروبنا بالامل، عن عمر النضال فيك، زحلة ستخبر عن مارد جار القمر، صنع التاريخ وصار هو موطن الانسان. انت الذي قلت سنبقى وهكذا صار، كلماتك ستختصر الحروف وحروفك تختصر كل الكلمات، سعيد عقل يا حكاية العشق بين الحبر والورق، حكاية تاريخ لا يكتب سوى الامجاد، امجاد بلد صار هو التاريخ، زحلة اليوم تكرم كبير من كبارها، شخص حفر الكلمات بإزميل الكرامة الوطنية، شاعر هندس الحروف وعمر الكلمات، شاعر يخلق كل يوم بكل سكر نبض جديد”.
وتابع: “سعيد عقل- مجدك كتب لبنان” من المجدلية الى رندلى ويارا الى قدموس، انها اجراس الياسمين تقرع ابوابك…سعيد عقل ان حكى اجمل منك لا، ومشوار جينا عالدني مشوار”.
وختم شاكرا “كل من ساهم لانجاح هذا الحفل، وخاصة لجنة تكريم الشاعر سعيد عقل بكافة اعضائها، ولقناة “ام تي في” بنقلها المباشر كلمة بشخص رئيسها ميشال المر”.
جريصاتي
بعدها، قدم زغيب لممثل رئيس الجمهورية تمثالا، عبارة عن يد المفكر والفيلسوف والشاعر الراحل سعيد عقل، فرد جريصاتي شاكرا، وقال: “لقد شرفني وكلفني فخامة الرئيس ميشال عون، ان امثله في تكريم الشاعر الراحل سعيد عقل. هي قصة كبيرة تسجل في السجل الذهبي لتاريخ لبنان بين عملاقين، عملاق الكلمة عملاق مدينة زحلة في الشعر والادب والفلسفة والفن، وعملاق لبنان في الوطنية والكرامة والعزة والعنفوان العماد ميشال عون. شرفني فخامة الرئيس ولا كلمة لا قبل ولا بعد كلام الرئيس”.
رئيس الجمهورية
ثم أطل رئيس الجمهورية عبر شاشة عملاقة، بكلمة متلفزة مباشرة بمناسبة التكريم، فقال: “سعيد عقل، المفكر، الشاعر، اللبناني المقاوم، سعيد عقل المعلم المقدام وصانع الأحلام. هذا الطليعي الآتي من زحلة إلى العالم، إتَّقد فكره بالتطلعات، بالشغف، بالأحلام، بلبنان. طوع الأبجدية، وأخرج منها شعرا ندر جماله، تغلغل كالخدر في ذاكرتنا وأغاني العمالقة، وحفر في الأدب العربي لغة جديدة لا تشبه سواه، إن نسج الغزل، فاقت رقة القصيدة عيون العشاق، وإن بنى عمارة القصيدة الوطنية نشعر معها أن لبنان مارد بعظمة شعبه، ووجوده، ورسالته. فلا قياس لحبِّ هذا الرجل لوطنه. تغنَّى به حتى الثمالة، وأغناه شاعرية وكلاما منحوتا من معدن الأقوياء. يرفع لبنان فوق المصالح الصغيرة، وصراع الكبار، وأطماع المحتلين، وتشتت أبنائه، ليخرج من مصهر سعيد عقل مصقولا بالحضارة، والإبداع، والرقي، والتفرد”.
أضاف: “جمعتني بهذا العملاق صداقة زادتني ايمانا بالخط الوطني، الذي التقينا عليه. كان معجونا بالشأن الوطني، وقاطعا كالسيف في مواقفه وآرائه. يشبه عنفوان زحلة في ما يدافع عنه، ومذاق كرومها حين يتغنَّى بلبنانيته. ولو شاء اليوم أن يحكي، لحمل إنجيله الوطني “لبنان ان حكى”، يروي به يباس من جفت نفوسهم عن حب وطن كبير، قادر بضيق مساحته على جعل العالم أكثر بهاء، مذ حمل ألواح الأبجدية، وطاف بها على الشواطىء البعيدة”.
وتابع: “تشتاقك أصوات الكبار والأغاني، يا شاعر لبنان العظيم. تركت لنا أجمل ما لحن وأطرب ورافق صباحاتنا والأماسي، رافعا الحنين إلى المدن العربية، التي غازلتها بشعرك إلى مراتب العشق والفخر والثورة”.
وتوجه إلى المكرم بالقول: “سعيد عقل، اليوم، بعد ثلاث سنوات على غيابك، يحضرني ما كتبته عندما تلقيت نبأ رحيلك: لن ننسى من زحلن لبنان ولبنن العالم. من زرع فينا حلما وجعله وسع آفاق الضمير”.
وختم: “نعم لن ينساك لبنان، وستبقى في ضمير أجيالنا ما دام فيها مكان للحلم وللاقدام وللتمرد”.
وفي ختام الحفل، غنت المرنمة كارلا رميا اغنية السيدة فيروز “ردني الى بلادي” مجددا.
قم بكتابة اول تعليق