رئيس جمهورية ايران حسن روحاني يؤيد مطالب المتظاهرين ضد المتشددين دينيا الذين يعيقون التقدم وخاصة للشباب

عشرات الآلاف يتظاهرون في عدد من المدن الإيرانية دعما للنظام بعد مظاهرات احتجاجية
نص فرانس 24
آخر تحديث : 03/01/2018
بث التلفزيون الحكومي في إيران الأربعاء لقطات لحشود كبيرة في عدد من المدن الإيرانية، خرجت للتعبير عن دعمها للنظام وإدانة “الاضطرابات”، بعد أيام من التحركات الاحتجاجية التي تخللتها أعمال عنف دامية. وعرض التلفزيون لقطات لمسيرات في الأحواز وكرمنشاه وغرغان وغيرها وهم يرددون هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي.
تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في عدد من المدن الإيرانية الاربعاء للتعبير عن دعمهم للنظام وإدانة “الإضطرابات”، حسب لقطات بثها التلفزيون الحكومي، بعد أيام من التحركات الاحتجاجية التي تخللتها أعمال عنف دامية في الأيام الأخيرة.
ورفع المتظاهرون لافتات تدين “مثيري الشغب” وهم يرددون هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وأخرى من بينها “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل” و”الموت للمنافقين”، في إشارة إلى حركة مجاهدي خلق التي تتهمها السلطات الإيرانية بتأجيج أعمال العنف.
ويبث التلفزيون لقطات مباشرة لمسيرات خصوصا في الأحواز (جنوب غرب) وأراك (وسط) وإيلام (غرب) وكرمنشاه (غرب) وغرغان (غرب).
وتشهد إيران منذ أيام تظاهرات احتجاج على الصعوبات الاقتصادية وضد السلطة. وقتل 21 شخصا على الأقل في أعمال عنف منذ بداية هذه الاحتجاجات في 28 كانون الأول/ديسمبر في مشهد (شمال شرق).
وتأتي تظاهرات صباح الأربعاء بعد ليلة هادئة في طهران التي شهدت تظاهرات صغيرة في الليالي الثلاث الماضية، كما ذكرت وسائل الإعلام ومسؤولون.
وقالت وكالة الأنباء القريبة من الإصلاحيين “إيلنا” في وقت متأخر الثلاثاء “لم تنشر أي معلومات عن مواجهات أو اعتقالات في طهران”.
وذكر صحافيون من وكالة الأنباء الفرنسية أن الانتشار الأمني أقل وضوحا من الأيام السابقة.
في الوقت نفسه، ذكر الموقع الإلكتروني للتلفزيون الحكومي أن شخصين أطلقا النار في محافظة أصفهان على مركز للشرطة بالقرب من البلدية ومصرف في مدينة لينجان، لكن الحادث لم يسفر عن إصابات.
ومساء الاثنين، شهدت مدن عدة في منطقة أصفهان أعمال عنف أودت بحياة تسعة أشخاص.
وأعلنت السلطات توقيف عدد من “مثيري” الاضطرابات في مناطق مختلفة، وخصوصا كرج (غرب طهران) وكرمنشاه.
وتفيد أرقام نشرتها السلطات أن 450 شخصا أوقفوا في طهران منذ مساء السبت ومئات آخرين في المحافظات الأخرى.

 

ويستبعد كبير الباحثين العلميين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فلاديمير ساجين، أن تؤدي الاضطرابات التي اجتاحت إيران في أواخر ديسمبر ، إلى تغيير النظام في إيران.
وقال الباحث في حديث أدلى به لوكالة نوفوستي إنه يستبعد أن تؤدي الاحتجاجات في إيران إلى اندلاع ثورة في الجمهورية الإسلامية ولكنه سيتسبب بعواقب سياسية داخلية جدية لأنه يدل على أن السكان غير راضين عن السياسة الخارجية لسلطات طهران وتعبوا من القيود الدينية المفروضة عليهم.
ولفت المستشرق الانتباه إلى أن الاضطرابات الحالية، وهي أكبر الفعاليات الاحتجاجية في إيران منذ التظاهرات في عام 2009، بدأت بالاستياء من الوضع الاقتصادي ولكنها سرعان ما تحولت للتعبير عن الاستياء من سياسة السلطات الحالية.
وأشار إلى أن الحكومة الحالية، برئاسة حسن روحاني، نفذت الكثير من الإجراءات وحققت نتائج في المجال الاقتصادي، بما في ذلك الملف النووي. ولكن النشاطات الإيرانية في العراق وسوريا واليمن تكاليفها المالية باهظة الثمن، وهو ما عرقل الحكومة عن تنفيذ كل خططها الاقتصادية ما تسبب بالسخط بين السكان “.
وشدد الخبير الروسي على أن القسم المثقف من سكان البلاد غير راض عن القيود المفروضة عليه من قبل العناصر الإسلامية في النظام الحاكم في إيران.
وقال ساجين: “سكان المدن بغالبيتهم مثقفون، ويستخدمون الإنترنت بشكل فعال، ويعرفون اللغة الإنكليزية ويرغب الشباب الإيراني( الذي يشكل 70٪ من السكان) العيش “بشكل طبيعي” ويستمع إلى الموسيقى، وأن يمشي الشاب مع الفتاة وهو ممسك بيدها في الشارع دون خوف.. ويدرك المثقفون من ناحية أخرى أن بلادهم تنفق مبالغ ضخمة لدعم “حزب الله” اللبناني، وعلى الحرب في سوريا والوضع في العراق واليمن وهو ما تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية وبدء الاضطرابات”.
ويرى الخبير أن الصدام وقع في إيران بين مجموعتين سياسيتين – الأولى الإصلاحيون الليبراليون، التي يتزعمها الرئيس حسن روحاني، والثانية المحافظون الساعية للحفاظ على الطابع الإسلامي القوي، الذي فرضه مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني.
وقال: “هذا الصراع بين المجموعتين لا يزال مستمرا ولكني لا أعتقد أن الوضع الذي طرأ في إيران في نهاية ديسمبر سيؤدي إلى تغيير النظام هناك. طبعا يشهد العديد من المدن المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية ولكنها لم تجمع الكثير من المواطنين. من جهة أخرى ستكون لهذا المظاهرات عواقب كبيرة بالنسبة للنظام لأن تيار الإصلاحيين الليبراليين قد يقول: الشعب يريد الإصلاحات ولذلك لا تعيقوننا عن تنفيذها. ولكن المحافظين قد يقولون: حكومة الإصلاحيين متقاعسة ومن الضروري تشديد الخناق في السياسة الداخلية”.
وأضاف الخبير القول: ” في الصراع السياسي الداخلي تبدو هذه الاضطرابات مفيدة لكل من الجانبين ولا أعتقد أن ثورة جديدة ستحدث في إيران وتطيح بالنظام الإسلامي
روسيا اليوم
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي موقع رصد اخبار العالم

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن