ست سبع كلمات على الماشي يكتبها جورج الشمالي

لم نصل بعد الى مستوى الأحزاب حتى نصل الى الدولة المدنية العلمانية  التي ينص عليها الدستور
في عمعمة الفيس بوك  وكلمة انا  ترابط اخوي وكأن الدنيا وصلت الى هذا الحد ووقفت عنده من حيث ليس هناك من يسمع  الآ  لما هو يفتكر فيه من فلسفة واراء، ونرى أيضا هناك بعض الفئات التي تريد ان تكون بيئة كاملة لنفسها ولا تريد دخيلا عليها فلا تأخذ الكلام في محمل الجد وهي تدعي انها حزبية أي متحزبة لهذا التيار او ذاك  وتخبص في الكلام بما تعرفه في عدم الثقافة السياسية فتخرب عن قصد او بدون قصد فالرأي الصواب عندها فقط

الشخص الحزبي ان كان ذكرا ام انثى، هو ذاك الشخص الملتزم بحزبه يتكلم بما يستنتجه من منشورات وان عجز عن التفسير فليس عيبا ان يسأل من هو اقدم منه وعنده تجربة ويتسلح بالطاعة الحزبية ولا يناقش الجهلة وأصحاب الأبهة والكنفشة لأن هذا العصر قد فَقدت الإنسانية فيه الكثير من اسمى المعاني ومنها الضمير والاحترام والعيب

التراشق بالكلام السخيف والشتائم لا يمكن ان يفيد والمؤسف اننا نقرأ اذا احد  ما شتم وسب فتنزل مئات الـLike  اما اذا كان هناك كلام رزين فالقليل القليل من يفكر فيه وهنالك الكثيرون الذين يتهكمون عليه

هناك رجل سأل الآخر كيف احوالك يا صاح
فأجاب الصحة جيدة اما في الحياة المعيشية والسياسة مثل ما قال المثل اللبناني (( مثل جزمة الأعمى كل دعسة بطمسة))
كيف لنا ان نقيم دولة مدنية من المؤسسات ونحن بأفكار قد جمدنا عندها مدة ثلاثة ارباع  قرن من الزمن ونشدد ليس القوانين  انما العقليات التي لم تتطور الا من ناحية الإفادة الشخصية فسخرت العمال وآلات الحرب والتكنولوجية لغايات شخصية والمؤسف ان هناك فئة كبيرة من الذين خدعوا ما زالوا يمسكون الواجب معهم وكأن لكل منطقة بيكها  وشيخها وحاميهاالذي يستغل الجميع

وسؤالنا هل نمر الى دولة المؤسسات بهذه العقليات  ونحن بحاجة ماسة الى التغيير والإصلاح والحد من استغلال الطبقات الكادحة اما اننا نسعى جاهدين وبأمس الحاجة الى بناء دولة متطورة مبنية على التخطيط والعلم والتكنولوجيا ونخطط لقضاء مستقل لا يتأثر بالطائفية والمذهبية المتجدرة في الشعب اللبناني كي نصل الى العدالة الاجتماعية تتمسك بها فئات الشعب في رفض القيد الطائفي والعبور الى انتخابات نزيهة في برامج متطورة حديثة بدلا من دستور اكل الدهر عليه وشرب وقوانين الطائف التي لم تُفسر بعد ولايمكن لأحد ان يفسرها  وهنا من مكمن  الأزمات ان جميع الاحداث التي ستمر لن تكُ عابرة بلا معنى لتهديم  الكيان اللبناني وأن كل الأزمات الوطنية ستبقى وراء  اللبنانيين اذا حصل تنافس بين هذا النائب او ذاك اذا عملنا نظام علماني ديموقراطي بكل مفهوم العلمنة ،
وهذا لايمكن ان يحدث  أي تغيير في ظل النظم الطائفي والزعامات السياسية التقليدية والألقاب وهنا يجب ان نكون بمستوى عال من الاخلاق فاحترام الآخر واحترام الخصم السياسي بطريقة مهذبة بدلا من الشتائم والنعوت والثقافة الاجتماعية والسياسية ونعود الى الأحزاب السياسية التي هي  ممكن ان تبني وطن نظيف وكل الحوارات التي حصلت وجمعت الاقطاع السياسي القديم والشيوخ والبيوت و الأحزاب العائلية الطائفية لا تريد للبنان ان يتقدم بل تريده مزرعة لها
وهل من الممكن ان ينهض البلد بدون حرية؟.. طبع لا وانما للحرية لها حدود ليست الحرية في ان يتعاطى اعلامي مع قتلة ومجرمين وسمعناهم  ان يجعلوا لبنان بلدا في دولة طائفية ،
وهل من الممكن ان تأتي برامج لا تليق باسم لبنان تحت عنوان الحرية وكأنه سوق دعارة
والإعلام هو الوسيلة الكبرى لتثقيف الناس بدلا من ان يحمسوا سياسي على آخر فتتأزم الأمور،
منذ يومين سمعت مقابلة لصحفي على احدى المحطات الهوائية ٍسأله الإعلامي سؤال فجاوبه بالمعقول عن دولة المؤسسات وعندها فورا انعطف الإعلامي لكي يعيد قصص المشاكل التي حصلت في المدة الأخيرة مع انه طوي ملفها نهائيا
الإعلام مع احتراما للجميع ليس صحيحا ان  يصبح أدوات فسد وتفسيد كالنسناس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس وصحيح انتهت بعض الأيدولوجيات المتداولة كالضمير والعيب والحرام الا ان هناك مازال الباب واسع يفتح ابوابه لساعيي الخير واهم من ذلك هي الثقافة السياسية التي هي جسر العبور الى الدولة المدنية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن