قصص واقعية عن بيروت كتبها جورج شمالي
شارع الغرائب ، هو شارع البورصة المتفرع من ساحة البرج نزولا الى سينما اوبرا، انه لا يتعدى المئتي متر ولكنه من شريين بيروت النابضة دائما، والمار على رصفيه لا يمكن الا ويتعرض لدفشة او كلمة اعتذار
مكتبي كان هناك في وسطه تماما وهناك على الرصيف المقابل لنقليات الغزال وامام اوتيل سافواي تماما موقف لسيارات النقل التي تقل الركاب الى مصايف عاليه وبحمدون وصوفر وغيرها من البلدات
الطقس حار فاذ قفتحت النافذة سأسمع الضوضاء واصوات زمامير السيارات ، يا لهذه العادة البشعة في بلدنا انها تحط من قيمة عروسة المتوسط، في خضم هذا النهار وانا افكر بالهروب باكرا لفت شاب نظري يتمشى من امام محلات الناكوزي حتى محل نقولا عبد الجليل الساعاتي،. انه لم يتعد العقد الثالث من عمره ، عمره طويل القامة جميل الوجه تبدو عليه علامات الفقر واخذ يستوقف المارة ويسألهم كما يبدو من اشارات ايديهم انهم يعتذرون له ومنهم من يمشي بدون اجابة بل ينظرون بريبة ، زاد هذا المشهد فضولي وصممت ان اعرف ماذا يقول هذا الإنسان الى الناس ، نزلت من مكتبي ومررت امامه مرتين وثلاث ولكنه لم يستوقفني وكان يستوقف غيري فأغتظت منه وسألته بربك ماذا تسأل فقال يا سيدي انني اعرفك انك لا تأبه للفن والفنانين انما انا فنان صوتي يضاهي صوت الملك محمد عبد الوهاب انني اتوسل للناس كي تسمع الجندول والنهر الخالد وعندما يأتي المسا من فمي ، والله اذا سمعته ستقول هذه نسخة مصورة عن الملك
كانت رائحة الخمرة تفوح من فمه وعيناه حمراوين ولكنه لطيف جدا وسألت
ـ هل تحب عبد الوهاب؟
ـ انني مغرم بالحانه وصوتي مثل صوته، انهم لايقدرون الفن ياسيدي، والفرق بيني وبين عبد الوهاب كونه هو غني وانا فقير
فصافحته ووعدته انني سأسمع صوته يوما
وذات ليلة من ليالي لبنان الصاخبة في الجبل وفي احدى مقاهى ضهور الشوير وبينما كان انتباهي كله عند جليسي وهو يحدثني ويدي على كأس العرق المثلج شاهدت وسمعت وطربت لعبد الوهاب ومرت الأيام وبينما انا اتصفح مجلة رأيت صورته في جريدة الشبكة وتحتها تعليق الى الأديب والكاتب لجورج جرداق يقول فيه لقد شاهدت عبد الوهاب البيروتي وسمعته ليل امس من فم شاب نسخة طبق الأصل عن مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب ألخ……..
قم بكتابة اول تعليق