يشكل العرب أكثر من سبعة ملايين نسمة[3] من تعداد سكان تركيا البالغ عددهم أكثر من ثمانين مليون نسمة، ويتمركزون في مناطق مختلفة من تركياوأغلبهم في الأقاليم السورية الشمالية (وخاصة اورفة وماردين وأضنة ومرسين وعثمانية وكلس وعنتاب) ولواء الأسكندرونة (بما فيه أنطاكية) إضافة إلى مناطق أخرى قريبة من الحدود مع العراق وسوريا مثل شرناق وموش وبدليس وباتمان وسعرد وتعد ماردين أكبر وأقدم ساكنة عربية في تركيا ويعود وجود العرب فيها إلى فترة ما قبل الاسلام بقليل تمثل بالقبائل العربية الربعية ثم تبعتها قبائل عربية متنوعة دخلت مع دخول الاسلام انضمت إلى القبائل التي سبقتها في السكن وكان آخرها قبائل جيس وبني اسد التي وصلت إلى تركيا ابان الحكم العثماني وهي مجموعة من العشائر والقبائل البدوية المتنقلة استقر معظمها في قزلتبا وحران واورفا ونواحيها.
1 تاريخ الوجود العربي في الجزيرة السورية العليا
2 حدود معاهدة لوزان بين سورية وتركيا
3 اقتطاع لواء الأسكندرونة
4 التجمعات ذات الغالبية أو السواد العربي
5 التعداد السكاني لعرب تركيا
6تاريخ الوجود العربي في الجزيرة السورية العليا
وصلت القبائل العربية إلى المنطقة قبل الفتوحات الإسلامية بقليل أي قبل وصول الأكراد من جبال فارس والأتراك من آسيا الوسطى والأناضول إليها. سكن العرب في منطقة جنوب شرق تركيا والتي سميت باسمهم (ديار بكر) (نسبة لقبيلة بكر بن وائل) وتمركزوا في المنطقة الممتدة من حدود ماردين إلى جبل الطور وحتى جزيرة ابن عمر عند مثلث الحدود السورية التركية العراقية الحالية. ظلت بعض هذه القبائلكطيء وعقيل)، ومحافظة على دينها المسيحي حتى مطلع القرن الثالث عشر، وهناك من يقول حتى الرابع عشر. وكان لهؤلاء مدينة تقع في حوض الخابور وهي مدينة عربان، ويعتقد أنها ربما تكون بالأصل مدينة (باعربايا) المذكورة بالمصادر السريانية، وإلى هذه المنطقة كان مفريان منطقة تكريت السرياني العراقي يرسل مطارنته لخدمة القبائل العربية المسيحية لأجل تحريضها على التوطين والاستقرار في المنطقة المسماة (باعربايا) الواقعة ما بين رأس العين السورية مرورا بمدينة نصيبين (موقع القامشلي الحالي) حتى مدينة الموصل العراقية، وجنوبا كانت تمتد مساحة باعربايا (أي ديار ربيعة) لتشمل أجزاء مهمة من محافظة الأنبار العراقية الحالية بالقرب من حدود محافظة دير الزور السورية. ويقول المؤرخون ان مدينة عربان كانت في الماضي منطقة آشورية تدل الآثار المكتشفة فيها على ذلك. واقام الرهبان السريان في مدينة تل تنينير صلواتهم ورتلوا ترانيمهم باللغة السريانية إلى ان دمرها الطاغية المغولي تيمورلنك (1336 – 1405) إثر مروره بالمنطقة عام (1401) حيث حاول تطهير الأرض من سكانها السوريين، ومن نجا من هول المذابح وحملات القتل لجأ إما إلى جبال الجزيرة (هكاري وطورعبدين وسنجار) أو إلى عمق بادية الشام. ومنذ تلك الفترة حتى مطلع القرن العشرين تحولت عموم مدن وقرى الجزيرة (نصيبين، رأس العين، دارا، عامودا، تنينير، عربان، ليلان، عين ديوار، بارابيتا) إلى مناطق فقيرة غاب عنها وجهها الحضاري الذي طالما اشتهرت به على مر العصور، إذ تشهد الآثار والأوابد وكثرة التلول الأثرية على ذلك. وتلاشت بعد حملات المغول والتتار الهمجية الكثير من أسماء المدن والمناطق الرافدينية في سوريا وظهرت بالمقابل أسماء تركية جديدة في مطلع القرن العشرين
يشكل العرب ثالث أكبر مجموعة سكانية في تركيا، ويتوزعون في مناطق مثل أنطاكية (هاتاي ولواء إسكندرون) وماردين وأورفا ومرسين وأضنة وعنتاب وعثمانية وكلس.
وبخلاف الفكرة الشائعة عن تركز المهاجرين العرب في إسطنبول والمدن الكبرى، يعيش عرب تركيا (العرب لساناً والأتراك مواطنة) في جنوب ووسط وشرق الأناضول.
من هم عرب تركيا
وكثير من العرب الأتراك من المواطنين السنة وهناك نسبة كبيرة من العلويين خاصة في أنطاكية وهاتاي، وهناك أيضاً حي مسيحي عربي في هاتاي ومئات من المسيحيين العرب الأتراك في أنطاكية التي توجد فيها بطريركية أنطاكية التاريخية الأرثوكسية الشرقية.
في العام 2006 قدرت نسبة من يتحدثون اللغة العربية كلغة أم من المواطنين الأتراك بخمسمائة ألف مواطن تركي، ولكن تقديرات أعداد عرب تركيا ربما تكون ضعفي هذه الدراسة، ويتوقع أن تزيد الأعداد مع موجات الهجرة والتوطين الأخيرة (رابط خبر تجنيس السوريين)
إذ تتراوح الأرقام حسب إحصاءات مختلفة بين المليون ونصف والمليوني مواطن تركي عربي قبل 2011، لكن أرقام تعداد السكان التركي الرسمي لا تتضمن إحصاءات عن العرق.
ولا يستخدم مصطلح “الأقلية” لوصف العرب أو الأكراد من المواطنين الأتراك، فالأقليات المعترف بها رسمياً كأقلية هي المنصوص عليها في معاهدة لوزان وهي الأرمن واليونانيون واليهود، لكن الأكراد الذين يشكلون قرابة خمس السكان والعرب لا يعتبرون أقلية بالمعنى الرسمي والقانوني.
لهجات عرب تركيا
ويتحدث العرب الأتراك نوعين من اللهجات العربية، ففي هاتاي يتحدثون العربية الشرقية وفي جنوب وشرق الأناضول يتحدثون بلهجة بلاد ما بين النهرين العربية.
ولا يجد العرب الأتراك صعوبة في العيش مع غيرهم من المواطنين الأتراك، إذ يتكلم غالبهم التركية أيضاً التي تعتبر لغة التعليم والعمل والمعاملات الرسمية، بينما يتحدث كثير منهم في البيت ومع الأقارب بلهجات عربية مختلفة بعضها أقرب للهجات السورية في إدلب والرقة ودير الزور، وبعضها أقرب للهجات شمال العراق وغربه في الموصل.
ويلاحظ أن نسبة غير محددة من العرب الأتراك لا تجيد أو لا تستطيع القراءة بالعربية لكنها تجيد الحديث الشفوي بها.
وفي ماردين المدينة التي يكثر فيها الحديث بالعربية، يقدس الناس نظام العائلة والأسرة والبيت، فيسأل أحدهم الآخر ليتعرف عليه أسئلة (من بيت من أنت؟ أو ما هي عائلتك؟ أو من هو جدك أو كبير عائلتك؟) كطريقة للتعارف على شخص ما
من أين جاء عرب تركيا؟
قبل الفتوحات الإسلامية وقبل هجرة القبائل التركية للأناضول من آسيا الوسطى، هاجرت العشائر العربية إلى ديار بكر (نسبة لقبيلة بكر بن وائل ولا تزال تحمل الاسم نفسه حتى الآن Diyarbakır)
وتوزعوا في المنطقة المحيطة بمحافظة دياربكر الحالية، وانتشروا في المنطقة بين الموصل ودير الزور ودياربكر، ويسكن بعضهم في السهول والمناطق الجبلية ويميز هؤلاء تكلمهم بلهجة خاصة تشبه لحد ما اللهجة البدوية، بينما يقيم كثير منهم في المدن والبلدات الكبرى مثل أورفا (الرها قديماً) وماردين ويتكلمون “لهجة أهل الجزيرة” أو اللهجة الجزراوية وهي لهجة قريبة من الفصحى لاحتوائها على كلمات قديمة لكنها تأثرت حالياً باللغة التركية.
وهناك الكثير من القبائل العربية البدوية في تركيا، ومنها بنو زيد بالقرب من حرّان في أورفا، وعشيرة جميلة التي تنتشر في البادية السورية والعراق أيضاً.
أتراك سوريا والعراق
يعيش مئات الآلاف من التركمان في العراق وسوريا وغيرها من البلاد العربية منذ حكم الدولة العثمانية للشام والعراق وأحياناً قبلها، فقد بدأت الهجرات التركية لبلاد الشام والرافدين من القرن السابع واختلط التركمان بالعرب منذ ذلك الوقت وتضاعف في القرن الحادي عشر في زمن السلاجقة
ويعتبر التركمان ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق وسوريا، وتتراوح التقديرات غير الدقيقة بين نصف مليون إلى مليونين ونصف مليون تركماني عراقي، وربع مليون إلى مليون تركماني سوري لكن لا توجد إحصاءات دقيقة حول الأعداد والنسب العرقية في سوريا والعراق.
ويتكلم التركمان بلهجة قريبة من اللغة التركية في الأناضول وتكتب بالحروف اللاتينية الجديدة وتعتبر لهجة من لهجات اللغة التركية.
هاجر التركمان إلى العراق قبل حكم الأتراك السلاجقة والعثمانيين، لكن الموجات الكبرى من الهجرى كانت لتولي المسؤوليات الإدارية والعسكرية أيام السلاجقة عام 1055م.
وتوسع العثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني وبعده، حيث شجعت الدولة هجرة التركمان من الأناضول لشمال العراق، ولا يزال كثير من التركمان يعيشون في المناطق ذاتها التي عاش فيها أجدادهم وينتمي نصفهم للمذهب السني ونصفهم للمذهب الشيعي.
وفي سوريا كان التركمان يشاركون في الحكم بحلول القرن الثاني عشر حينما تولى عماد الدين زنكي التركي ولاية حلب وما حولها، وكانت خدماتهم العسكرية سبب استقرارهم حول حلب ودمشق وكان لديهم وجود على ساحل الشام والجولان.
وتأثر التركمان كثيراً بالعرب والكرد الذين يعيشون معهم كما أثروا فيهم، ودخلت كثير من المفردات اللغوية التركية للهجات العامية العربية، وتداخل التراث والعادات والتقاليد بين المجتمعات التركمانية والعربية والكردية، لكن الحروب في سوريا والعراق أدت لحملات تهجير وتوترات عرقية جعلت التعايش بين الجماعات العرقية أكثر صعوبة.هاف بوست
قم بكتابة اول تعليق