ليس هناك شيء اسمه المستحيل ابدا، فالإنسان هو صاحب كل الإختراعات على الارض، وهو سيد الارض وسيد نفسه، ولكن سبحان مقسم العقول هناك اصناف من البشر منها الشريف والوطني والأمين والغيور على بلده ومنها الوصولي والخائن والاقطاعي وحوت المال ومرض عضال كبير اسمه العظمة
رغم تكون كل فئة التي هي عالم قائم بذاته تبقى هناك طاقة صغيرة للتفاهم حول مصير الوطن، ولبنان بلد اقليات باقليات ولا يمكن ان تتفرد اقلية بالحكم كما حصل في عهد امين الجميل وكان التعنت قد ورثه من السياسية المارونية التي اوصلت لبنان الحرب 1975 التي جعلت من يورثها وكان رفيق الحريري الذي اوجد السياسية السنية التي ساعدت على تفشي الأورام في الإدارة والحكم
وتتالت الحروب وتتالت الشراذم وانتعشت الميليشيات التي فرخت احزاب كان قد ركب برؤوس قوادها مرض العظمة
ولا ولن ننس ابدا الوجود السوري في طاقم حافظ الاسد من غازي كنعان ورستم ابوغزالة وعبد الحليم خدام وغيرهم الذين قد درسوا عقلية الاستعماريين وارادوا ان يعودوا الى ضم لبنان او اخضاعه بدلا من استرجاع لواء اسكندرون
و كل رؤساء الحكومات ورؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا كانوا قد مروا بزاروب المخابرات السورية قبل ان يجلسوا على الكراسي وبما ان الأنظمة العربية هي وريثة دولة بني عثمان والادارات ما زال يعشش فيها البخشيش الرشوة كان هناك ازلام واشخاص كالإنكشارية تماما وبأمر من البكوات والشيوخ وطبقة الاقطاع السياسي اوصلت رئيسا كميشال سليمان الذي شرع الرشوة والبخشيش ورضي بتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية التي دونت في مؤتمر الطائف كأنها دستور جديد وكان هذا بفضل رشوة الاحزاب التقليدية ورؤساء من ادعوا انهم منقذي الاديان وقبض كل واحد منهم 25 مليون دولار وبنوا الفيلات والقلاع ولم يشبعوا
صديقنا الأستاذ جورج غاوي يقول انه يستحيل تعزيز صلاحيات الرئيس لأن الديموغرافيا قد تغيرت بعد العام 1994 ومسألة التجنيس اما رأيي الشخصي وكثيرون هم يفكرون مثلي يقولون ان ليس هناك شيء اسمه المستحيل طالما ان القوانين والدساتير والعرف الإنسانية مطاطة ولنأخذ مثالا على ذلك في بلد يتواجد على ارضه خمسة وثلاثون فئة اثنية كلهم أقليات وكل فئة تريد الحكم مع بعض الإئتلافات واكبر فئة اثنية هناك هم صينيون
هذا البلد اسمه سنغافورة في الشرق الأقصى وبعد صراعات كبيرة عملوا مؤتمر وطني وقالوا ان البلد للجميع ويجب إيجاد خطة ترضي الجميع وأخيرا خرجوا بانتخابات جديدة خوّلت رئيس البلاد ان ينتج اكبر عدد لصالحه فغير الدستور لأنه من صنع الانسان وليس منزلا وتغير الدستور الى بلد علماني ديموقراطي يحفظ حق الأقلية كالأكثرية وبمان ان الفئة الصينية هي الكبرى وكان يجب ان تأخذ حصة الأسد تغيرت ورضيت مثلها مثل غيرها
اليوم سنغافورة هي باب الأمان لكل عابر من الشرق الأقصى الى بلاد العرب وافريقيا وأوروبا لها اكبر اقتصاد بالعالم اسطول طيرانها هو من احسن الطيران مدن سياحية وتجارة وصناعة ، كل هذا بالطرق السليمة ونظامها العلماني الجديد الذي يتماشى مع روح العصر
والشتامون والجشعون وغيرهم فهل يتريثوا قليلا كي يتسنى لرئيس الجمهورية ويعمل انتخابات جديدة ويطرح مسألة العلمانية
رغم كل ما عندنا من شوائب فأملنا كبير في التغيير لأنه شيء حتمي للتاريخ وان وضعوا العصي بين العجلات
قم بكتابة اول تعليق