
وكانت وجهات النظر بين عون وامير الكويت متطابقة حول ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة التطورات العربية والاقليمية الراهنة، “لان وحدة العرب اساسية في هذا المجال، وان تشكل القمة العربية المقبلة في الرياض في شهر آذار المقبل، فرصة لاعادة احياء التضامن العربي”.
وكان رئيس الجمهورية وامير الكويت انتقلا معا في سيارة واحدة من المطار الاميري الى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان، حيث بدأت محادثات موسعة حضرها عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ايمن شقير وعناية عزالدين، والقائم بالاعمال اللبناني ماهر الخير. وعن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، والمستشار محمد عبد الله ابو الحسن، والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي.
وتلت المحادثات الموسعة خلوة بين عون وامير الكويت.
ولفت المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية الى ان “امير الكويت رحب في مستهل المحادثات بالرئيس عون، شاكرا له تلبيته الدعوة مع الوفد المرافق، ومعربا عن سعادته الشخصية باستقبال رئيس الجمهورية الذي ربطته به علاقات متينة منذ اعوام”. ورد عون شاكرا لامير الكويت عاطفته، ومشددا على “علاقات الاخوة التي جمعت بين البلدين والتي ازدادت وثوقا عبر السنوات”، ومستذكرا “حضور الكويتيين دائما الى لبنان وتفاعلهم مع العائلات اللبنانية”.
ثم تناول عون وأمير الكويت الاوضاع العامة في العالم العربي، ولفت الصباح الى أن “بلاده باتت عضوا في مجلس الامن ويمكن ان تساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الامم المتحدة”. كما تطرق البحث الى الوضع في فلسطين المحتلة بعد القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. والتقى عون والصباح على “رفض هذه الخطوة”، محذرين من “التداعيات التي يمكن ان تنتج منها”. وفي هذا السياق، عبر عون عن أسفه “لعدم قدرة الامم المتحدة على تطبيق قوانينها وشرعتها”.
وتطرق الحديث الى مسألة النازحين السوريين، فشدد عون على أن “لبنان يعاني حملا كبيرا في هذه المسألة حيث قارب عدد النازحين على أراضيه المليونين، فيما اللاجئون الفلسطينيون لا يزالون على الاراضي اللبنانية، ولا قدرة للبنان على تحمل النتائج المترتبة على هذا العدد الهائل على أراضيه، والتي تنعكس على اوضاعه السياسية والامنية والاقتصادية”، وأمل مساعدة الكويت والدول العربية في تأمين عودة النازحين الى بلادهم، ودعم لبنان في هذا المجال من خلال المشاركة والمساهمة في المؤتمرات التي ستعقد قريبا، وهي: مؤتمر روما ومؤتمر “سيدر” الذي دعت اليه باريس، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل.
وتحدث عون عن الوضع الاقتصادي في لبنان في ظل الخطة الاقتصادية الجديدة التي ستأخذ طريقها الى التنفيذ قريبا، داعيا “المستثمرين الكويتيين الى توظيف اموالهم في لبنان، والمساهمة في تحسين البنى التحتية الملحوظة ضمن الخطة، “خصوصا أن لبنان ينعم باستقرار امني قل نظيره في العالم، بعد انتصار الجيش اللبناني على الارهاب وداعش، ومطاردة الاجهزة الامنية اللبنانية للخلايا الارهابية بنجاح”.
من جهته، أكد أمير الكويت “دعم بلاده المطلق للبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وتوظيف العلاقات الكويتية مع مختلف الدول من اجل هذا الهدف، وان وجود بلاده في مجلس الامن يمكن ان يساعد في ابراز عدالة القضايا العربية”، معتبرا أن “على العرب إعادة توحيد صفوفهم وعدم التفريط بحقوقهم، وإيجاد حل لخلافاتهم في ظل التطورات الخطيرة التي تواجه الدول العربية اجمع، من اجل تحسين صورة العرب في العالم وتقويتها”.
وشدد على أن “القدس عاصمة للاديان السماوية ولا يمكن ان تجرد من تاريخها وموقعها الجامع، ولا يجدر ان تكون ضمن خطط مصالح انتخابية اسرائيلية، ويجب مواجهتها بموقف موحد، وهذا ما يفرض اعادة لم الشمل العربي”.
وأبلغ أمير الكويت الرئيس عون انه “سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من أجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية والتجاوب مع حاجاته”، مشيرا الى ان “الكويت ستقوم بكل ما في وسعها ولن تخذل لبنان”.
واتفق الامير الصباح والرئيس عون على “ضرورة تفعيل العمل العربي وان تكون القمة العربية المقبلة فرصة لتوحيد المواقف وإعادة التضامن”. ولفت الرئيس عون امير الكويت الى انه “طالب في قمة الاردن بعقد طاولة مستديرة للبحث في كل القضايا العالقة بصراحة ووضوح والتفاهم على النقاط المختلف عليها”.
وخلال الخلوة، استكمل البحث في المواضيع كافة، ولاسيما ما يتصل منها بالدعم الكويتي للبنان اقتصاديا، والمشاركة في المؤتمرات التي ستعقد لدعم لبنان. وتمنى عون ان يعاود الكويتيون زياراتهم للبنان، فأكد الصباح ان “محبة الكويتيين للبنان واللبنانيين كبيرة، والتواصل في ما بين الشعبين لم يتوقف يوما”.
وفي الشق الاقتصادي، أعاد أمير الكويت تأكيد دور الصندوق الكويتي للتنمية والذي سيعاود نشاطه في لبنان وفق الحاجات المحددة.
وفي نهاية الخلوة، وجه عون دعوة لامير الكويت لزيارة وطنه الثاني لبنان.
مأدبة غداء
وعلى الاثر، اقام امير الكويت مأدبة غداء تكريما لرئيس الجمهورية، حضرها كبار المسؤولين وأعضاء الوفدين اللبناني والكويتي وسفراء عدد من الدول المعتمدين في الكويت، استكملت خلالها الاحاديث في مواضيع البحث خلال المحادثات.
قم بكتابة اول تعليق