
ليست الطفلة البريئة نايا حنا اول راكب على متن قطار ضحايا همجية وبربرية ووحشية البعض في لبنان، وللاسف لن تكون الاخيرة. تتسلح هذه الطفلة ببراءتها وروحها الملائكية في معركة البقاء على قيد الحياة، وبصلوات اهلها وكل شخص سمع عن قصتها. لا اعرف نايا ولا اهلها ولا اقرباءها، ولكنني، على غرار كل انسان، تأثر كثيراً بما حصل معها، خصوصاً وان اهلها حاولوا قدر الامكان فصلها عن عالم اليأس والخوف والقلق الذي كتبه السياسيون والمسؤولون لجميع اللبنانيين، وادخلوها في مخيم صيفي لتلعب وتعيش طفولتها مع رفاق لها عله يساهم في وضعها في عالم اجمل ولو في الاحلام. ودارت سيناريوهات كثيرة في رأسي، على غرار العديد من الآخرين حول ان كل واحد منا هو نايا، وان المستقبل يضعنا في غابة الجهنميين، وقد تستقر رصاصة داخل كل واحد منا او من اولادنا او اقربائنا او معارفنا، وفقاً لرغبة “انصاف الرجال” الحاملين للسلاح.
هكذا، اختار مجرم جاهل مجرد من كل صفات الانسانية والذكاء والعاطفة، ان يستل سلاحه ويطلق النار في الهواء، معتقداً بذلك انه يعزز رجولته المنقوصة والتي لا يمكن تعويضها مهما حاول ولو بعد سنوات طويلة. اختارت الرصاصة الهروب من همجية صاحب السلاح ووجدت في نايا مكاناً للسلام والمحبة، فاستقرت فيه وحصل ما حصل، وكأنه ينقص لبنان اسباب اضافية لليأس والموت واسوداد الافق.
لن ينفع “استعراض العضلات” للمسؤولين مهما قالوا وهددوا، لان المجرم اعتاد على عجزهم وسوء توليهم للمسؤولية، وهو يفلت كل مرة من العقاب. ولن تنفع الدعوات الى الله للاقتصاص منه، لان مشكلة الله انه لا ينتمي الى المقتصّين Vigilante وعدالته سماوية وليست ارضية. ولن يستطيع احد ان يقنع الاهل ان نايا ستكون آخر ضحية لهذا العمل البربري، وكل ما قيل وسيقال بحق مطلق النار والشتائم والتهديدات ستسقط وتتلاشى سريعاً. ولكن، اذا كان كلام المتعاطفين مع نايا واهلها صادقاً بالفعل ونابعاً من القلب، قد يكون هناك حل فعلي وقابل للتنفيذ من دون الحاجة الى تدخل المسؤولين ولا القوى الامنية ولا القضاء، وبعيد عن العنف والقتل (ولو ان خلو العالم من هؤلاء المجرمين سيجعله مساحة افضل للعيش). اما الحل المقترح، فهو ان يتم نبذ كل من يقوم بمثل هذا الفعل، من اهله واقربائه وجيرانه واصدقائه وان يتم تجاهله ليعيش وحيداً، وعندها سيلاحظ عجزه، وسيسأل نفسه عما يجب القيام به لعودته الى الحياة الاجتماعية التي سيشتاق اليها من دون القدرة للحصول عليها.
قد يسخر البعض من هذا الحل، وقد يكون هذا البعض على حق، انما ما هو البديل؟ هل انتظار قيام الدولة بالفعل والتمكن من تحقيق العدالة كما يجب؟ اذا كان الجواب ايجابياً، فهنيئاً لاصحاب هذا الحل، والدعوة ستكون انتظار العشرات من نايا حنا ومن سبقها. واذا كان الجواب قتل من قام بذلك، فكيف السبيل الى معرفته اولاً، ومن يضمن انه الوحيد بين المجرمين الذين يحلو لهم “اثبات رجولتهم” بهذه الطريقة؟ انه اقتراح يستحق المحاولة شرط ان يعمل به كل من يحيط بمطلق نار عشوائي، وكل من يعرفه او على علاقة معه، وليفكر هؤلاء بأن رصاصة هذا المجرم وامثاله قد تجد طريقها اليهم او الى اولادهم او احبائهم يوماً ما، وعندها سيكون قد فات الاوان للتصرف.
كلنا نايا حنا… فما هو الحل؟
ليست الطفلة البريئة نايا حنا اول راكب على متن قطار ضحايا همجية وبربرية ووحشية البعض في لبنان، وللاسف لن تكون الاخيرة. تتسلح هذه الطفلة ببراءتها وروحها الملائكية في معركة البقاء على قيد الحياة، وبصلوات اهلها وكل شخص سمع عن قصتها. لا اعرف نايا ولا اهلها ولا اقرباءها، ولكنني، على غرار كل انسان، تأثر كثيراً بما حصل معها، خصوصاً وان اهلها حاولوا قدر الامكان فصلها عن عالم اليأس والخوف والقلق الذي كتبه السياسيون والمسؤولون لجميع اللبنانيين، وادخلوها في مخيم صيفي لتلعب وتعيش طفولتها مع رفاق لها عله يساهم في وضعها في عالم اجمل ولو في الاحلام. ودارت سيناريوهات كثيرة في رأسي، على غرار العديد من الآخرين حول ان كل واحد منا هو نايا، وان المستقبل يضعنا في غابة الجهنميين، وقد تستقر رصاصة داخل كل واحد منا او من اولادنا او اقربائنا او معارفنا، وفقاً لرغبة “انصاف الرجال” الحاملين للسلاح.
هكذا، اختار مجرم جاهل مجرد من كل صفات الانسانية والذكاء والعاطفة، ان يستل سلاحه ويطلق النار في الهواء، معتقداً بذلك انه يعزز رجولته المنقوصة والتي لا يمكن تعويضها مهما حاول ولو بعد سنوات طويلة. اختارت الرصاصة الهروب من همجية صاحب السلاح ووجدت في نايا مكاناً للسلام والمحبة، فاستقرت فيه وحصل ما حصل، وكأنه ينقص لبنان اسباب اضافية لليأس والموت واسوداد الافق.
لن ينفع “استعراض العضلات” للمسؤولين مهما قالوا وهددوا، لان المجرم اعتاد على عجزهم وسوء توليهم للمسؤولية، وهو يفلت كل مرة من العقاب. ولن تنفع الدعوات الى الله للاقتصاص منه، لان مشكلة الله انه لا ينتمي الى المقتصّين Vigilante وعدالته سماوية وليست ارضية. ولن يستطيع احد ان يقنع الاهل ان نايا ستكون آخر ضحية لهذا العمل البربري، وكل ما قيل وسيقال بحق مطلق النار والشتائم والتهديدات ستسقط وتتلاشى سريعاً. ولكن، اذا كان كلام المتعاطفين مع نايا واهلها صادقاً بالفعل ونابعاً من القلب، قد يكون هناك حل فعلي وقابل للتنفيذ من دون الحاجة الى تدخل المسؤولين ولا القوى الامنية ولا القضاء، وبعيد عن العنف والقتل (ولو ان خلو العالم من هؤلاء المجرمين سيجعله مساحة افضل للعيش). اما الحل المقترح، فهو ان يتم نبذ كل من يقوم بمثل هذا الفعل، من اهله واقربائه وجيرانه واصدقائه وان يتم تجاهله ليعيش وحيداً، وعندها سيلاحظ عجزه، وسيسأل نفسه عما يجب القيام به لعودته الى الحياة الاجتماعية التي سيشتاق اليها من دون القدرة للحصول عليها.
قد يسخر البعض من هذا الحل، وقد يكون هذا البعض على حق، انما ما هو البديل؟ هل انتظار قيام الدولة بالفعل والتمكن من تحقيق العدالة كما يجب؟ اذا كان الجواب ايجابياً، فهنيئاً لاصحاب هذا الحل، والدعوة ستكون انتظار العشرات من نايا حنا ومن سبقها. واذا كان الجواب قتل من قام بذلك، فكيف السبيل الى معرفته اولاً، ومن يضمن انه الوحيد بين المجرمين الذين يحلو لهم “اثبات رجولتهم” بهذه الطريقة؟ انه اقتراح يستحق المحاولة شرط ان يعمل به كل من يحيط بمطلق نار عشوائي، وكل من يعرفه او على علاقة معه، وليفكر هؤلاء بأن رصاصة هذا المجرم وامثاله قد تجد طريقها اليهم او الى اولادهم او احبائهم يوماً ما، وعندها سيكون قد فات الاوان للتصرف.