
10:03 PM 3/09/2017
حذرت موسكو كوريا الشمالية من الاستمرار في إجراء تجارب نووية، مشيرة إلى أن هذا النهج يحمل في طياته مخاطر جسيمة ليس للأمن والسلام الإقليميين، بل ولبيونغ يانغ نفسها.
وقالت الخارجية الروسية في بيانها الأحد: “من دواعي الأسف أن تقوم قيادة كوريا الشمالية من خلال تصرفاتها، الهادفة إلى تقويض نظام عدم الانتشار النووي العالمي، بخلق تهديد خطير للسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة بأسرها”.
وأضافت: “مواصلة هذا النهج ينذر بعواقب وخيمة على كوريا الشمالية نفسها”.
ودعت الخارجية الروسية، جميع الأطراف المعنية للعودة إلى الحوار والمفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد الممكن للتسوية الشاملة لقضايا شبه الجزيرة الكورية بما في ذلك النووية.
كما أكدت موسكو استعدادها لبذل جهود مشتركة في هذا الاتجاه، في إطار تنفيذ خريطة الطريق الروسية الصينية.
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت في وقت سابق من اليوم عن إجرائها اختبارا ناجحا لقنبلة هيدروجينية، وهو الاختبار النووي السادس في تاريخ البلاد.
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تسابقت عواصم غربية عدة، الأحد، للتنديد بتجربة كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية، ودعت إلى اتخاذ خطوات “رادعة وحازمة”، في ظل تصاعد وتيرة التجارب الصاروخية والنووية لبيونغ يانغ في الآونة الأخيرة.
فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسرة الدولية، للتحرك “بأكبر قدر ممكن من الحزم” بعد التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، التي اعتبر أنها تشكل “مساسا بالسلام والأمن”.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن “رئيس الجمهورية يدعو أعضاء مجلس الأمن الدولي للرد بسرعة على هذا الانتهاك الجديد للقانون الدولي من قبل كوريا الشمالية”.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن “هذا التعبير الأخير من قبل بيونغ يانغ عن ازدرائها مطالب قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومعايير القانون الدولي تستحق أشد الإدانة”.
وأضافت أنه “من الضروري التزام الهدوء والامتناع عن القيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد جديد”.
ووصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة بأنها “مؤسفة جدا”، وقال إنها تنم عن “استهتار كامل” بطلبات الأسرة الدولية المتكررة.
وأعلنت بكين أنها “تدين بشدة” التجربة النووية الكورية الشمالية، داعية في الوقت نفسه بيونغ يانغ إلى “الكف عن تصعيد الوضع” عبر “مبادرات لا تخدم مصالحها”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن كوريا الشمالية “تجاهلت المعارضة العامة للأسرة الدولية وأجرت تجربة نووية جديدة”، مؤكدة أن “الحكومة الصينية تعبر عن معارضتها الثابتة وتدين بشدة” هذا العمل.
وقالت كوريا الجنوبية إن التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية ينبغي مواجهتها “بأقوى رد فعل ممكن”، بما في ذلك فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة “لعزل البلد تماما”.
وقال مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونغ يوي-يونغ في إفادة صحفية، إن سول وواشنطن ناقشتا أيضا نشر أصول عسكرية استراتيجية أميركية في شبه الجزيرة الكورية.
Reuters STR New
أثار إعلان بيونغ يانغ حصولها على “سلاح هدروجيني” قلقا كبيرا في العالم لخطورة هذا السلاح، بغض النظر عمّا إذا كان قنبلة تتطلب توفر القاذفات لإيصالها، أو رأسا يحملها صاروخ بالستي.
القنبلة الهدروجينية، سلاح نووي ينتج طاقة حرارية عالية ناجمة عن انشطار نووي ابتدائي يولد اندماجا نوويا بين عناصر الهدروجين، بما يزيد من شدة الانفجار إلى أضعاف ما تولده القنابل أو الرؤوس النووية التي يقتصر انفجارها على الانشطار الابتدائي للنواة.
ويتلخص مبدأ هذه القنابل في تحفيز الاندماج النووي بين نظائر الهدروجين المشعة وأهمها التريتيوم، والديوتيريوم حيث ينبثق عن اتحادهما الهيليوم بنيترون زائد المعروف بالهيليوم الثقيل.
القنبلة الهدروجينية، التي تقاس شدتها بالميغا طن، الذي يعادل انفجار مليون طن من مادة “تي ان تي”، صنعت للمرة الأولى في الولايات المتحدة سنة 1952، وفي الاتحاد السوفييتي سنة 1953، قبل أن تحصل عليها مجموعة ضيقة من دول العالم في مراحل لاحقة هي بريطانيا والصين وفرنسا وباكستان والهند وغيرها.
القنبلة الهدروجينية ليست الأعتى بين أسلحة الدمار الشامل، حيث أعدت مجلة “فوربس” الأمريكية مؤخرا قائمة بأخطر الأسلحة في العالم، وهي على الترتيب:
1- صاروخ “فويفودا” الروسي القادر على قطع 11 ألف كم وحمل 10 رؤوس نووية يؤدي انفجار الرأس الواحدة منها إلى مقتل 500 ألف شخص وإصابة 800 ألف آخرين ومحو مدينة كالعاصمة الأمريكية بأكملها.
2- صواريخ غواصات Trident II البالستية الأمريكية القادرة على حمل 14 رأسا نووية خفيفة بشدة 100 كيلو طن لكل منها، وقطع 7800 كم لتضمن للولايات المتحدة توجيه ضربة مميتة للعدو في أي نقطة في العالم.
3- قنبلة “أبو القنابل” الفراغية الروسية التي تم اختبارها في الـ11 من سبتمبر 2007 وأصدرت أثرا تدميريا بلغ ضعف شدة القنبلة الأمريكية المثيلة المسماة بـ”أم القنابل”، رغم أن حشوتها التدميرية كانت أقل بألف كغ من نظيرتها الأمريكية التي تزن 10 أطنان.
4- “أم القنابل” الأمريكية، أو قنبلة MOAB التي اختبرتها الولايات المتحدة في الـ11 من مارس 2003، وأحدثت دمارا هائلا في نطاق 1500 متر. شدة القنبلة الأمريكية لا تصل إلى حد القنابل النووية، إلا أنه يمكن استخدامها لتخويف العدو وإحباط معنوياته وإلحاق ضربة مدمرة له في الصميم.
المصدر: RT
قم بكتابة اول تعليق