لماذا استقال جنبلاط من رئاسة الحزب العائلي فهل سيتخلى عن بكاويته التي هي رمز من بقايا العثمانيين

جنبلاط ثعلب سياسي يقرأ ابعد من افق السياسيين رغم انه ينطلق من مرجعية الفساد والنظام الاقطاعي الطائفي لهذا لم يعد له مكان في السياسة الاقليمية لخروجه من عباءة سوريا ولا مجال ابدا للرجوع اليها اما من الناحية الاقليمية لا احد يأبه به وفي لبنان لم يعد بيضة القبان التي تعطي اكثرية في الوزارات فقرر التنحي بعد اختراع خلاف بينه وبين تيمور ليفسح المجال امامه في شق طريقه الساسي
لوحظ منذ فترة ان هناك تباينات بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور في العديد من الملفات. الابن خالف رأي والده منذ اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي مروراً بتسمية نجيب ميقاتي في استشارات التكليف وصولاً الى ملف رئاسة الجمهورية اذ يتمنى تيمور عدم السير بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة ومسايرة الرئيس بري.
حتى ان التباين بين جنبلاط وبري بالاضافة الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الجبل والانتخابات النيابية الاخيرة وما افرزته من نتائج عدم تصويت الجيل الجديد لجنبلاط وصولاً الى العامل الاهم بعودة سوريا الى الجامعة العربية والذي اغضب جنبلاط وادى الى استيائه ما دفعه الى انتقاد دول الخليج والسعودية في مواقفه ومهاجمة سوريا من جديد، كل تلك العوامل والتراكمات تعتبر عناوين اساسية لاستقالة جنبلاط من رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي فهو لم يعد قادراً على الاستمرار في هذه المرحلة، ففضّل ترك زمام الامور لتيمور وتجديد الحزب وادخال دم شبابي اليه، بحيث اصبح مؤكداً ان تيمور سيخلف والده في الانتخابات التي ستجري في 25 حزيران المقبل.
إستقالة جنبلاط… “نكسة” لبري
شكّل اعلان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط استقالته من رئاسة الحزب وكذلك من مجلس القيادة الحالي “نكسة” لصديقه رئيس حركة “امل” الرئيس نبيه بري، إذ يعوّل هو وفريقه على هذه الصداقة لكسب أصوات “اللقاء الديمقراطي” وتصويت نوابه لمرشح “الثنائي” سليمان فرنجية في لحظة الحسم.
هذه الخطوة المدروسة من حيث التوقيت والشكل والمضمون المتوقع ان تستكمل بإنتخاب النائب تيمور جنبلاط رئيساً للحزب تقطع الطريق على اي إحراج أو ضغط قد يتعرض له جنبلاط الأب لان الخيار والقرار أصبحا لدى جنبلاط الابن المعروف عنه فكره التغييري ونهجه الأكثر تصلباً في الملف السيادي.