
أنهى مجلس الأمن مهمة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي بناء على طلبها. فرغم دورها في تعزيز الأمن في بلدان في القارة السمراء والتحذيرات من المخاطر الأمنية، ترغب بعض الحكومات الأفريقية في خروج قوات حفظ السلام الدولية!
قالت الأمم المتحدة إن القيود المفروضة على تحركات قوات حفظ السلام التابعة لها وأيضا قيود تحليق الطائرات تمنعها من ممارسة عملها
قالت الأمم المتحدة إن القيود المفروضة على تحركات قوات حفظ السلام التابعة لها وأيضا قيود تحليق الطائرات تمنعها من ممارسة عملها
تواجه قوات حفظ السلام الدولية تحديات عديدة لأداء الدور المنوط بها في تعزيز الأمن والاستقرار في دول أفريقية عديدة لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وفي ضوء ذلك، باتت قوات حفظ السلام التي تعمل بموجب توجيهات صارمة، غير قادرة على ضمان الأمن أو تعزيز استقرار الأوضاع المضطربة أو حتى حماية المدنيين. وعلى وقع ذلك، يقول بعض الخبراء إن هذه المعطيات تصعب عمل هذه القوات وتزيد من تحديات نجاحها.
العنف.. التحدي الأكبر
بدوره، يرى أديب ساني، المدير التنفيذي لمركز “جاتيكاي للأمن البشري وجهود السلام”، إن قوات حفظ السلام الدولية المعروفة بـ “أصحاب الخوذ الزرقاء” قد فشلت “باستمرار في التعامل مع دوامة العنف في البلدان التي تتمركز فيها، رغم أن وقف العنف يعد السبب الرئيسي وراء انتشارها في هذه البلدان”.
ويضيف في مقابلة مع DW أن بعض بعثات حفظ السلام مثقلة بالأعباء جراء تزايد وتيرة العنف، موضحا ذلك بقوله: “تعد مالي من الأمثلة الجلية لذلك، إذ لم يتم معالجة الوضع الأمني المتردي الذي يتفاقم يوما بعد يوم، فيما تبدو قوات حفظ السلام عاجزة عن مواجهة ذلك تقريبا”.
ويلقي خبراء آخرون باللائمة في هذا الفشل على التفويضات التي تحصل عليها قوات حفظ السلام الأممية التي تقيد أنشطتها في البلدان الأفريقية إذ أنه في بعض الأحيان لا يُنظر إلى مهام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة باعتبارها أدوات لإنفاذ القانون، حيث لا يُسمح لها باستخدام القوة المميتة إلا في حالة الدفاع عن النفس أو عن المهام المنوطة بها.
ومتحدثا إلى DW، قال فيدل أماكي أووسو، المحلل في منظمة “اتحاد أبحاث الصراعات في أفريقيا”، إنه من الصعب القول بأن جميع بعثات الأمم المتحدة في أفريقيا “فاشلة، لكن طبيعة التفويض الذي تحصل عليه يحد من فعاليتها ونجاعتها في المناطق التي تتمركز فيها”
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان، إنه لا يزال عدد كبير من قوات حفظ السلام الأممية “التي تؤدي مهامها في إنقاذ الأرواح وتعزيز الأمن في أطر نزيهة، تواجه مخاطر وتمارس مهام حماية المدنيين وتعزيز جهود إحلال سلام دائم في ظروف صعبة وخطيرة”.
ويتفق مع هذا الرأي سانى، قائلا “لا يمكن إنكار حقيقة أن أفريقيا لا تستطيع أن تحقق الأمن والاستقرار بمفردها، حيث إننا لم نصل بعد إلى مرحلة الاعتماد على الذات. لذا أعتقد أنه يجب أن تقدم الأمم المتحدة على إعادة هيكلة عملها (في إطار قوات حفظ السلام). فضلا عن أن إشراك جهات فاعلة محلية بشكل أكبر في عمل بعثات حفظ السلام الدولية سيعيد بعض الثقة ويمهد الطريق أمام نجاحها”.
ويرى الخبير في الأمن الأفريقي أوسو أنه في حال عدم إصلاح عمل بعثات حفظ السلام، فإنها “سوف تحقق القليل”. ويقول “ربما يجب إعادة تحديد مهام بعثات الأمم المتحدة بما يسمح بتوسيع تفويضها. أما فيما يتعلق بالمصداقية، فلا أعتقد أن بعثات حفظ السلام قد فقدت مصداقيتها، إذ يتعلق الأمر بجهات فاعلة أخرى غير الأمم المتحدة”.
إيزاك كاليدزي/ م. ع dw