ماذا قال الصحافي الأفرنسي عن شركات الحريري وكيف خرج من وكر الدبابير السعودية

“بين العرب، ولبنان وفرنسا، امبراطوريّة الحريري في حالة انهيار”.. بهذا العنوان انطلق الصحافي الفرنسي كارل لاسكي في مقاله المنشور بتاريخ 15 كانون الاوّل 2017، ليتحدّث عن وضع رئيس الحكومة سعد الحريري، وعلاقات والده الشهيد رفيق الحريري مع الفرنسيين وتحديداً مع الرئيس الاسبق جاك شيراك. بالاضافة الى تطرّقه لموضوع افلاس شركة “سعودي اوجيه” وترك الاف من الموظّفين من دون رواتب، معرجاً على موضوع “احتجاز” الحريري ودور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وأشار الصحافي الفرنسي الى أنّ “تدخّل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سمح لرئيس الحكومة اللبنانيّة سعد الحريري الخروج من وكر الدبابير السعودي. لكنّ سعد الحريري لا يزال يرفض ان يدفع متأخرات الرواتب لحوالي 56000 موظّف، من بينهم 240 فرنسي الذي يعملون في شركة “سعودي اوجيه” العائدة له والتي تم اعلان افلاسها، اذ بلغت قيمة المستحقّات 600 مليون دولار اميركي”.

وقال “هذه نهاية حقبة سوداء. الاجواء لا تزال ضبابيّة حول الظروف التي وضع أو احتجز فيها الحريري خلال مدة 15 يوم من وجوده في الرياض، مطلع شهر تشرين الثاني، اذ إنّ أسئلة كثيرة وضعت على الطاولة من مجموعته مع المملكة العربيّة السعوديّة، ومعها اسرار ثقيلة وكبيرة”.

ولفت في المقابل الى أنّه “نهاية شهر تموز، اعلن رسمياً عن افلاس شركة سعودي اوجيه، والتي انهت ارث عائلي صنعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005 في بيروت وكان مقرباً جدّاً الى الرئيس شيراك. هذا الافلاس أدى الى تسريح أكثر من 56 الف موظّف من أربعين جنسيّة مختلفة ومنهم الكثير من الفرنسيين”.

سياسيّاً، بقي الحريري “مُحتجزاً” في الرياض، وفي الوقت نفسه قام النظام السعودي الملكي، بحملة اعتقالات طاولت 11 وزيراً، وأميراً، ورؤساء شركات ومسؤولين سعوديّين. أما رئيس جمهوريّة لبنان العماد ميشال عون قال إنّ “رئيس حكومة لبنان محتجز في السعودية، انطلاقاً من الظروف التي أظهرت ذلك، والتي تدل على ان حريته مقيدة وكذلك حال عائلته..”.

في المقابل، قرّر الحريري مع حكومته وفور عودته الى لبنان والتريث ومن ثم العودة عن الاستقالة، الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي على “حزب الله” ان يحترمها. كما أكد في حديثه الى صحيفة “باري ماتش” الفرنسيّة حول موضوع “سعودي اوجيه” ودفع المستحقات والمتأخرات للموظّفين أنّه “من المتوقع أن تسدد الحكومة السعودية متأخراتها. وفور قيامها بذلك سندفع الرواتب، ولقد أخذنا هذه المسألة على عاتقنا”.

وبين هؤلاء الموظفين، هناك 240 موظفاً فرنسيّاً، محتجزون في السعودية بين 2015 و2016، من دون اي راتب ومن دون تمكنهم من الخروج من السعودية، نتيجة غياب الترخيص والدين الذي وقعوا به، قبل ان تتدخّل السفارة الفرنسيّة، وتسوّي اوضاعهم. وفي ايلول، اعلن وفد من الموظفين اللبنانيين ان 700 موظف لا يزالون عالقون في السعودية مع عائلاتهم، بسبب عدم دفع حقوقهم المادية.

الحريري قبل ان يلتقي الرئيس الفرنسي عقد لقاء مع الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن ثم توجه الى باريس، وأكد لـ”باري ماتش” أنّ “الرئيس ماركون تصرف لصالح فرنسا ولبنان والمنطقة. لقد تصرف لتجنب حرب أخرى وسيقال يوماً ما انه لعب دورا تاريخياً”. وأضاف “لم استطع زيارة الرئيس شيراك (الذي تربطه به علاقة صداقة قويّة)، لكني اتصلت بكلود. وفي زيارتي المقبلة لباريس، سأذهب لزيارة الرئيس شيراك. لكنّ السيدة نازك استطاعت التحدث معه عندما كنت في السعودية”.

وتحدث الصحافي الفرنسي عن علاقة الصداقة الشخصيّة والعائليّة التي ربطت شيراك مع رفيق الحريري، وكيف انتقل الى شقة على ضفاف “السين” وضعها في تصرفه أيمن الحريري، والشقة تطل على متحف اللوفر، ويومها لم يتحرك اي رجل سياسي فرنسي لشجب الوقائع. وكانت حجة الانتقال ان الرئيس الفرنسي لم يكن لديه متسع من الوقت ليبحث عن منزل آخر.

وتطرّق الصحافي في تقريره الطويل الى مجموعة “أوجيه هولدينغ”، القائمة في دبي، ووضع ايمن الحريري شقيق رئيس الحكومة، وعن دور سعد الحريري كمساهم في مجموعة البحر المتوسط القابضة، بالاضافة الى دور المحامي باسيل يارد كمستشار الحريري للشؤون الأوروبيّة، وهو المساهم الاساسي في بنك البحر المتوسط والذي كان يحوز على ثقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والخسائر المالية التي تعرّض لها الرئيس سعد الحريري خلال كلّ هذه الفترة والتي وضعت “امبراطوريّته” في حالة انهيار.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن