أخبار العالم
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي في الدوحة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، إن الخطاب “يسمح بتيسير تبادل المعلومات للتصدي للتطرف”. وأضاف: “دفعنا ثمنا باهظا بسبب الإرهاب، ونأمل بانتصار كامل على تنظيم “داعش” قريبا”.
من جهته، أكد تميم بن حمد أن بلاده ملتزمة “من اليوم الأول” بمكافحة الإرهاب، قائلا إن قطر تتطلع إلى حل الخلاف مع الدول المقاطعة لها، ولكنه شدد على أن هذا لن يكون “على حساب سيادتنا وكرامتنا” وأن “كرامة وسيادة قطر فوق أي اعتبار”.
ودافع الأمير عن جهود بلاده في محاربة الإرهاب، وقال إن “المعلومات التي تأتي في الصحف عن قطر غير صحيحة”. وشدد على أن “الدول العربية هي الأكثر تضررا من الإرهاب”.
ووصل الرئيس الفرنسي إلى قطر في زيارة تستغرق يوما واحدا، في ظل الأزمة الخليجية التي تعصف بالمنطقة منذ يونيو/حزيران الماضي.
وحطت طائرة ماكرون صباح اليوم الخميس، وانتقل على الفور إلى قاعدة العديد الجوية الشاسعة، التي تضم حوالي 10 آلاف جندي أمريكي، والمقر الأمامي للقيادة المركزية للجيش الأمريكي.
ولفرنسا مجموعة من الجنود في القاعدة التي تعد حاسمة في الحرب الدائرة ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا والحرب في أفغانستان.
وتأتي زيارة ماكرون عقب انهيار اجتماع قمة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي كان من المخطط أن يستمر ليومين، وذلك بعد ساعات على انعقاده بسبب الأزمة العميقة بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “في المجمل، تم اليوم توقيع ما قيمته نحو 12 مليار يورو (من الصفقات)، وهو ما يبرز علاقاتنا الوثيقة”.
وتضمّ هذه العقود التي تم توقيعها بحضور ماكرون والشيخ تميم، منح امتياز مترو الدوحة وترامواي لوسيل لشركة “ار آه تي بي” والشركة الوطنية للسكك الحديد الفرنسية، بالإضافة الى شراء 490 آلية مدرعة من نوع “في بي سي ايه” من مجموعة نكستر الفرنسية.
وتصل قيمة عقد طائرات الايرباص الـ50 الى 5.5 مليار يورو، بحسب الاليزيه.
وأشار رئيس مجلس ادارة الشركة الوطنية للسكك الحديد الفرنسية الى أن قيمة عقد تشغيل وصيانة مترو الدوحة وترامواي لوسيل تصل إلى ثلاثة مليارات يورو. فيما تبلغ قيمة شراء 12 طائرة رافال 1.1 مليار يورو، بحسب الاليزيه.
ووقعت الدولتان اتفاقات استراتيجية عديدة منها “اعلان نوايا حول التنسيق الثنائي في مكافحة الارهاب وتمويله والتطرف”.
وتسعى قطر عبر توقيعها هذه الاتفاقات مع فرنسا، إلى إظهار أنها ليست معزولة على الساحة الدولية فيما تواجه أزمة خطيرة مع بعض جيرانها العرب.
وبعد جولة افريقية خصصت في غالبيتها لمسألة محاربة الجهاديين في دول الساحل يتناول ماكرون مجددا ملف مكافحة الارهاب في الدوحة حيث يتوقع أن يحقق تقدما لمواجهة تمويل التطرف.
وخلال هذه الزيارة اعلنت الرئاسة الفرنسية أن الزعيمين سيفتتحان “الاجتماع الاول حول التعاون الثنائي على صعيد مكافحة الارهاب وتمويله والتطرف”.
ويعتزم ماكرون ان ينظم في مطلع 2018 مؤتمرا دوليا في باريس حول تمويل الارهاب سيدعو اليه كل الدول المعنية في المنطقة.
وكان الإليزيه قال ان العقود “اقترب أوان نضجها”.
وقد يكون من بينها شراء الدوحة 12 طائرة قتالية جديدة من نوع رافال (مجموعة داسو) ومنح امتياز مترو الدوحة لمجموعتي “ار اي تي بي” للنقل الباريسي” و”كيوليس” بحوالى ثلاثة مليارات يورو، كما تقول الصحافة الاقتصادية.
وفي 2016، حصلت الدوحة على 24 طائرة رافال بـ6.3 مليارات يورو.
ويفترض ان تكون أزمة قطر مع جيرانها منذ ستة اشهر في جدول اعمال محادثات ماكرون مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد ايضا. وحرصا منه على مراعاة جميع الاطراف سيعيد ايمانويل ماكرون تأكيد الموقف “الوسطي” لفرنسا، كما يقول الإليزيه.
وقبل ستة اشهر، قطعت السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وأقفلت صلاتها الجوية والبحرية وكذلك الحدود البرية الوحيدة للامارة (مع السعودية).
وفي سياق بحثها عن الدعم، زادت قطر في الاشهر الأخيرة عقود التسلح الكبيرة مع بلدان غربية ووقعت عقدا دفاعيا مع روسيا، من دون ان تنسى شراكة مستمرة منذ 25 عاما مع شركة توتال لتطوير حقل الشاهين النفطي الاوفشور.
المصدر: وكالات
قم بكتابة اول تعليق