محلل سياسي يحذر: “الوضع في العراق مفتوح على كل الاحتمالات وسلاح الفصائل يكفي للقتال الشرس لسنوات”

المصدر: SBS
إلى أين تتجه الأوضاع في العراق، بعد مقتل ما لا يقلّ عن 20 شخصا من أنصار مقتدى الصدر بالرصاص الحيّ في المنطقة الخضراء بوسط بغداد في احتجاجات عنيفة أشعلها إعلان الزعيم الشيعي “اعتزاله” العمل السياسي وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجّين القصر الحكومي وأعقبتها اشتباكات بالأسلة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.
النقاط الرئيسية
عشرات القتلى ومئات المصابين في اشتباكات جديدة في بغداد
مقتدى الصدر يعلن اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي
الأمم المتحدة ودول أخرى تدعو للتهدئة
أدت الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الخضراء داخل العاصمة العراقية بغداد إلى مقتل أكثر من 20 شخصا من أنصار مقتدى الصدر بالرصاص الحيّ في احتجاجات عنيفة أشعلها إعلان الزعيم الشيعي “اعتزاله” العمل السياسي “بشكل نهائي”.
اشتباكت عنيفة أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى
وتخلّل الاحتجاجات اقتحامُ جمعٍ من المحتجّين القصر الحكومي وأعقبتها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.

وأفاد مصدر أمني، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أنّ مسلّحين من “سرايا السلام”، التنظيم المسلّح التابع للصدر، أطلقوا النار من خارج المنطقة الخضراء على أهداف داخلها. واضاف أنّ القوات المتمركزة داخل المنطقة الخضراء، وهي وحدات خاصة تابعة للجيش ووحدة من الحشد الشعبي ردّت على مصادر النيران هذه.

وقالت مصادر طبية لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ 23 من أنصار مقتدى الصدر قتلوا وأصيب نحو 350 متظاهراً آخر – بعضهم بالرصاص وآخرون جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع- خلال المواجهات.

وكان شهود عيان أفادوا فرانس برس عن تبادل لإطلاق النار بين أنصار التيار الصدري وخصومهم في “الإطار التنسيقي” الذي يعدّ موالياً لإيران.
اعتزال الصدر للعمل السياسي يتضمن رسائل للشعب العراقي أولها رفضه لما يحصل
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول الكاتب والأكاديمي الدكتور عامر مالوكا إن دلالات إعلان السيد مقتدة الصدر كثيرة.

“الدلالات كثيرة تتضمن رسائل للشعب العراقي يريد الصدر إيصالها للشعب العراقي ومن ضمنها وأولها رفضه لما يحصل ورغبته في التغيير السياسي الشامل للعملية السياسية الفاشلة جدا في العراق منذ 2003 ولغاية هذا اليوم”.

ويضيف الدكتور مالوكا: “فهو حاول بالطرق السياسية خاصة بعد حصوله على 73 مقعدا في الانتخابات الماضية، لكنها لم تكن كافية لتشكيل حكومة أكثرية بالرغم من تحالفه مع الطرف السني والكردي”.

“اصطدمت رغبته بالتغيير وتحقيق رغبة الشعب بالأمن والاستقرار، فاضطر إلى اتخاذ هذه الخطوة، ليترك الأمور في يد الشارع والشعب العراقي، وهو في كل خطوة يخطوها يزيد من شعبيته والتفاف الشعب العراقي حوله”.
الجيش يفرض حظرا للتجول
وأعلن الجيش فرض حظر تجوّل في بغداد اعتباراً من الثالثة والنصف بعد الظهر ومن ثم في جميع أنحاء العراق في السابعة مساءً وسُيّرت دوريات للشرطة في العاصمة، بعد أن تعمّقت الأزمة في العراق الذي يعيش في مأزق سياسي منذ انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2021 التشريعية.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن قوات الأمن تدخلت وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عند مداخل المنطقة الخضراء المحصنة، فيما اجتاح أنصار الصدر غرف المكاتب وجلسوا على الأرائك أو قفزوا في المسبح أو راحوا يلتقطون صور “سيلفي”.
هناك فصائل مسلحة لديها من السلاح ما يكفي للقتال لأشهر أو لسنوات
وتخوف الدكتور عامر مالوكا من انزلاق الأوضاع إلى حرب أهلية.
“الوضع صعب وخطير وقابل لكل الاحتمالات مفتوحة، ولا يزال هناك ميليشيات مسلحة، وكل طرف لديه أتباع وميليشيات، خمسة أو ستة فصائل مسلحة لديها من الأسلحة تستطيع أن تدخل القتال الشرس لاشهر أو لسنوات، فالوضع يحتمل كل الاحتمالات الغير جيدة”.

تصعيد خطير
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف العراقية إلى “ضبط النفس” و”اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع”.
وقال غوتيريش في بيان إنّه “يتابع بقلق التظاهرات (…) ويدعو إلى الهدوء وضبط النفس، ويحضّ كلّ الجهات الفاعلة ذات الصلة على اتّخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع وتجنّب العنف”.

بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، ومقرّها داخل المنطقة الخضراء، المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة، وحثّت جميع الأطراف على التزام “أقصى درجات ضبط النفس”. ووصفت البعثة الوضع بأنه “تصعيد شديد الخطورة”، محذّرة من أنّ “بقاء الدولة نفسها بات على المحك”.

وفي واشنطن، وصف البيت الأبيض الوضع بأنّه “مقلق” ودعا إلى الهدوء والحوار.