
ابراهيم عثمان 10:51 PM 1/10/2017
مرض الباركنسون أو مرض الشلل الرعاشي هو مرض عصبي يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، تظهر بصورة تدريجيّة وتبدأ، غالبًا، برجفةٍ تكاد تكون غير محسوسة وغير مرئيّة في إحدى اليدين، وبينما يعتبر ظهور الرجفة السّمة المميّزة الأكثر وضوحًا لمرض باركنسون، تؤدّي المتلازمة بشكل عام إلى إبطاء أو تجميد الحركة أيضاً، ويستطيع الأصدقاء وأفراد العائلة ملاحظة الجمود في ملامح الوجه العاجزة عن التعبير وعدم تحرّك الذراعين في جانبي الجسم عند المشي، كما يصبح الكلام غالباً أكثر رخاوة تتخلله التمتمة، وتعود تسمية المرض للدكتور جيمس باركنسون وهو أول من قام بوصفه، ويتم تشخيص المرض على الفحص السريري إضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM).
يبدأ المرض بسبب تلف الخلايا الدماغية المنتجة للناقل العصبي الدوبامين وهو من أكثر الاضطرابات العصبية انتشاراً ويتميز بظهور ثلاثة أعراض وهي: تيبس وصلابة الأطراف، بطئ الحركة أو عدمها لاحقاً ورجفة في الأطراف.
يصيب المرض 1% من الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 60 عاماً، يحدث المرض نتيجة نقص الخلايا العصبية الناقلة للدوبامين في جزء من الدماغ كما وأن هذا المرض يصيب الرجال أكثر من النساء و يصيب كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً
أسباب مرض باركنسون :
السبب الحقيقي غير معروف لكن هناك بعض العوامل اللتي تم ربطها بزيادة حدوث المرض منها: العامل الجيني و الوراثي، بعض السموم البيئية مثل المبيدات الحشرية، بعض الأدوية التي تخل التوازن بين النواقل العصبية الدماغية فتقلل الدوبامين فتظهر الأعراض.
تختلف الأعراض التي تصاحب مرض باركنسون من شخص إلى آخر. وقد تكون الأعراض الأولية ضمنيّة فحسب، دون أن يكون بالإمكان ملاحظتها طوال أشهر عديدة، بل وحتّى سنوات عديدة. تبدأ الأعراض بالظهور، أولا، في جانبٍ واحد من الجسم، وتكون على الدوام أكثر حدة وخطورة في هذا الجانب نفسه، في المستقبل.
وتشمل أعراض داء باركنسون:
الارتعاش / الارتجاف: الرجفة (الرعشة) المميزة التي تصاحب داء الباركنسون تبدأ غالبًا في إحدى اليدين، وهي تظهر على شكل فرك إصبع الإبهام بإصبع السبّابة بحركة متواترة، إلى الأمام وإلى الخلف وهذا هو العَرَض الأكثر انتشاراً؛ ولكن لدى نسبة كبيرة من مرضى الباركنسون لا تظهر رجفة قوية يمكن ملاحظتها.
بُطء الحركة قد يحدّ داء باركنسون مع الوقت من قدرة المريض على تنفيذ الحركات والأعمال الإراديّة، الأمر الذي قد يجعل الفعاليّات اليوميّة الأكثر سهولة وبساطةً مهمات معقّدة وتحتاج إلى فترة زمنيّة أطول، وعند المشي قد تصبح خطوات المريض أقصر ومتثاقلة، يجرّ قدميه جرّاً، أو قد تتجمّد القدمان في مكانهما، الأمر الذي يجعل من الصعب عليه البدء بالخطوة الأولى.
الصَّمَل العضلي (تيبّس العضلات): يظهر الصمل العضلي غالبًا في الأطراف وفي مؤخرة الرقبة، وقد يكون الصمل أحيانًا شديدًا جدًّا إلى حدّ إنه يقيّد مجال الحركة ويكون مصحوباً بآلام شديدة.
القامة غير المنتصبة وانعدام التوازن: قد تصبح قامة مريض الباركنسون محدّبة، من جراء المرض، كما قد يعاني من انعدام التوازن، وهو عرض شائع لدى مرضى باركنسون، رغم إنه يكون معتدلًا بشكل عام، حتّى المراحل الأكثر تقدما من المرض.
فَقْد الحركة اللاإراديّة: طَرْف العين، الابتسام وتحريك اليدين عند المشي – هي حركات لاإراديّة؛ ولكن هذه الحركات تظهر لدى مرضى الباركنسون بوتيرة أقلّ، بل إنها تختفي على الإطلاق في بعض الأحيان. وقد يكون بعض مرضى الباركنسون ذوي نظرة متجمّدة، دون القدرة على الرّمش، بينما قد يظهر آخرون دون أية حركات تعبيرية.
تغيرات في الكلام: القسم الأكبر من مرضى الباركنسون يعانون من صعوبة في التكلم، قد يصبح كلام مريض الباركنسون أكثر ليونة، أحاديّ الوتيرة، أحادي النبرة، وقد “يبتلع” جزءً من الكلمات بين الفينة والأخرى أو قد يكرّر كلمات قالها من قبل، أو قد يصبح متردداً عندما يريد الكلام.
الخَرَف: في مراحل المرض المتقدّمة يعاني بعض مرضى الباركنسون من مشاكل في الذاكرة ويفقدون، بشكل جزئي، صفاءهم الذهني، وفي هذا المجال قد تساعد الأدوية المستخدمة لمعالجة داء الزهايمر على تقليص بعض هذه الأعراض إلى درجة أكثر اعتدالاً.
تطوّر مرض الباركنسون
يتطور مرض باركنسون في خمس مراحل:
المرحلة الأولى وتدوم ما يقارب 3 أعوام.
المرحلة الثانية وتدوم ما يقارب الـ 6 سنوات وينتشر المرض في هذه المرحلة ليشمل كامل الجسم.
المرحلة الثالثة وتدوم نحو 7 سنوات وتظهر أعراض فقدان الاتزان واختلال الوقفة والانعكاسات العصبية.
المرحلة الرابعة وتدوم نحو 9 سنوات ويحتاج المريض في خلالها للمساعدة حتى يقوم بنشاطاته اليومية مثل المشي و تناول الطعام والاستحمام…
المرحلة الخامسة وتدوم نحو 14 سنة حيث يصبح المريض مقعداً بشكل كامل ولا يستطيع الحركة إلا بالكرسي المتحرك.
علاج داء باركينسون
من الإجراءات العلاجية المتبعة لعلاج مرض باركنسونأن يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية التي تعمل مثل الدوبامين أو تزيد من افرازه، أو الأدوية التي تقلل عمل النواقل العصبية التي تعمل مضادة للدوبامين، و ممكن اللجوء للجراحة في حالات معينة،ويعمل على تحفيز خلايا الدماغ يستعمل في بعض الحالات بعض الدراسات تشير إلى فعالية زراعة الخلايا العصبية والعلاج الجيني، علماً أن العلاج لا يشفي المرض ولكن يقلل من تسارع الأعراض.
قم بكتابة اول تعليق