مصدر في دمشق: الأمريكيون يجندون مسلحين للقتال إلى جانب أوكرانيا

7:20 7/1/2023
قال مصدر دبلوماسي عسكري في دمشق، لمراسل “نوفوستي”، إن النزاع في أوكرانيا يسير بشكل غير ناجح للإدارة الأمريكية التي تبذل جهودا إضافية لتجنيد المزيد من المسلحين للقتال لجانب كييف.
وأشار المصدر إلى أن بعض وسائل الإعلام نقلت في نهاية مايو عن الاستخبارات الخارجية الروسية، أن الولايات المتحدة استخدمت قاعدة التنف في سوريا لتدريب المسلحين على تنفيذ هجمات إرهابية في روسيا.
وأضاف: “على خلفية الفشل الذي يصيب القوات الأوكرانية وما يمثله من خيبة أمل بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تبذل واشنطن الجهود الإضافية لزيادة عدد الراغبين في القتال إلى جانب الجيش الأوكراني”.
ووفقا له، لتحقيق هذه الغاية، تجري وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مفاوضات نشيطة مع ممثلين عن وحدات الدفاع الذاتي الكردية وشيوخ عدد من العشائر العربية في سوريا.
وتابع المصدر، أن ضباط مخابرات أمريكيين وأوكرانيين، يجرون مشاورات دورية مشتركة في العراق حول موضوع مواجهة الوجود الروسي في سوريا، وتم اتخاذ قرار بمضاعفة عدد الهياكل الإرهابية في المنطقة.
وقال المصدر: “عادة يعهد بمهمة تجنيد المسلحين ونقلهم إلى سوريا إلى القنصل الفخري لأوكرانيا في منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق، فرهاد علي شاكر. ويقوم خبراء أوكرانيون تدربوا في القواعد الأمريكية في العراق، بتدريب الإرهابيين الذين يتم تجنيدهم ليتم إرسالهم لاحقا إلى أوكرانيا”.
من هم المرتزقة؟
المرتزق هو أي شخص يجرى تجنيده خصيصا -محليا أو في الخارج- ليقاتل في نزاع مسلح أو يشارك فعلا ومباشرة في الأعمال العدائية, هكذا ورد تعريف المرتزقة في الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف الموقعة عام 1949، والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة، وهي أول اتفاقية دولية تتناول بالتحديد موضوع المرتزقة.
ويشمل التعريف أيضا كل شخص يحفزه أساسا إلى الاشتراك في الأعمال العدائية أو الرغبة في تحقيق مغنم شخصي، أو كل شخص ليس من رعايا طرف في النزاع ولا متوطنا بإقليم يسيطر عليه أحد أطراف النزاع أو ليس عضوا في القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، أو ليس موفدا في مهمة رسمية من قبل دولة ليست طرفا في النزاع بوصفه عضواً في قواتها المسلحة.
واعتمدت الأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 1989 الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم، وجرمت كل مرتزق وكل من يقوم بتجنيد أو استخدام أو تمويل المرتزقة, كما حظرت على الدول تجنيدهم واستخدامهم، إذ لا يتمتع المرتزق بوضع المقاتل أو أسير الحرب.
ويمكن اختصار التعريفات بالقول إن المرتزقة هم جنود مستأجرون ليحاربوا من أجل دولة أخرى غير دولهم، لتلبية مصالحهم الخاصة بهم بعيدا عن المصالح السياسية أو الإنسانية أو الأخلاقية.
تستخدم دول غربية حاليا المرتزقة لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية في أفريقيا وآسيا ومن نماذج ذلك الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق
ظاهرة قديمة
وبعكس ما يظنه البعض، فإن الارتزاق ظاهرة قديمة عٌرفت على مدى العصور الماضية، إذ استخدمت الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع عشر الميلادي المرتزقة لمساعدتها على القتال ضد الأتراك.
وخلال القرن الماضي، استخدمتهم المخابرات المركزية الأميركية والشركات الأمنية الخاصة في حرب فيتنام.
وتستخدم حاليا دول غربية المرتزقة لحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية في أفريقيا وآسيا، ومن نماذج ذلك الشركات الأمنية في أفغانستان والعراق
وبرزت قضية المرتزقة على السطح بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة خاصة في العراق، الذي تعمل فيه نحو 60 شركة أمنية جميعها تعتمد على المرتزقة ويتقاضى أفرادها –الذين يتمتعون بالحصانة- رواتب عالية.
جيوش الظل
ويقدر الباحث باسل يوسف النيرب في كتابه “المرتزقة جيوش الظل” عدد المرتزقة الأجانب في العراق ما بين 15 و20 ألفا، تحت مسميات مختلفة مثل الشركات الأمنية والحماية وغيرها، منهم ما بين 5 و10 آلاف مرتزق من جنوب أفريقيا.
وأضاف النيرب في كتابه الصادر عام 2008 أن عدد منظمات الارتزاق في العالم يزيد على 300 ألف منظمة.
أما من حيث الحقوق فإن القوانين والاتفاقيات الدولية تفرق بين الجنود المحاربين الذي يتمتعون عند أسرهم بمعاملة أسرى الحرب، وبين الجنود غير المحاربين الذين لا يعاملون معاملة أسرى الحرب ولا يحق لهم الاشتراك في العمليات العسكرية، ومع ذلك فإن لهم حق المعاملة العادلة وفق قوانين الدولة المستهدفة.