هل دخل الصراع السعودي القطري منطقة “المحرمات”؟

بات الصراع السعودي القطري يأخذ أبعاداً جديدة باستعمال الطرفين أوراقاً غير معتادة للضغط على الخصم، فيما يرى مراقبون أنه اتسع ليدخل “منطقة المحرمات” من خلال دعم أصوات معارضة للطرف الآخر تمهيداً لتغيير نظام الحكم.

 مرت أسابيع على اندلاع الأزمة الخليجية بين دولة قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر من جهة أخرى، وفشلت جهود الوساطة الإقليمية والدولية في حلحلة الأزمة. وطرفا الصراع اُختصرا إعلامياً بقطر والسعودية، ليس من طرف الإعلام الرسمي وغير الرسمي فقط، بل حتى من قبل مواطني البلدين على وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها. بيد أن هناك أمراً لا يفوت المتابع، هو أن حرب التصريحات الحذرة أحياناً وغير الحذرة عادةً بين المسؤولين، أو تلك  صدرت من مواطني الدولتين ووصلت أحياناً إلى حد “الشتائم”، لكنها لم تجرأ على مس رأس السلطة، سواء في السعودية أو قطر، واقتصرت على الضرب بحذر “فوق الحزام”.

كما لا يفوت المتابع أيضاً الرسائل المبطنة التي خرجت إلى العلن وتحدثت، بل مازالت تتحدث عن انقلاب هنا، واحتمال انقلاب هناك. أو عن طريق إعادة نشر تقارير غربية، منها تقرير نشرته قناة الجزيرة القطرية عن صحيفة نيويورك تايمز تحدثت فيه الصحيفة عن “تآمر” في السعودية بعد قرار إعفاء ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف وأبداله بابن عمه محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز.

و”تآمر في السعودية” مصطلح لم يكن ليخطر على بال أحد قراءته يوماً ما على موقع “الجزيرة”، قبل اندلاع الأزمة مع السعودية. وكتب الصحفي عبد الباري عطوان على موقع رأي اليوم أن “من يُتابع الحَملات الإعلاميّة بين الطّرفين، واللّغة التحريضيّة المُستخدمة فيها، والتطرّق إلى قضايا ومناطق مُحرّمة، وخَرق لكل الخُطوط الحَمراء، وتجاوز كل قيم ومعايير “أدب الخِلاف”، يَصل إلى قناعةٍ، بأن الرقع اتسع على الراقع”، مضيفاً أن “إمكانيّات الحِوار، ناهيك عن التوصّل إلى حُلولٍ، ربّما جَرى تجاوزها، ولم تَعد واقعيّة إلا إذا حَدثت مُعجزة”، حسب رأيه.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن