
وجهة نظر التيار الوطني الحر في الحراك الرئاسي: الرؤية الصحيحة والتقدم بالنقاط
يُثار الكثير من الغبار حول مواقف التيار الوطني الحر وقراراته في ملف الرئاسة، وكما العادة يُقصف “التيار” بكثافة من الماكنات الاعلامية لا لشيء إلا لأن كل محاولات الإلغاء والتصفية قد فشلت، لا بل أن “التيار” عاد أكثر قدرة على المبادرة وكسر الحصار.
صحيح أنّ “التيار” يتنقل خطوة خطوة، كما رقعة الشطرنج، لكنه في النهاية يتقدم، ويكرس حضوره طرفاً مبادراً، لا بل أن رؤيته السياسية هي التي تصح. فمنذ البداية أكد “التيار” أنه لا سياسة الفرض ستنجح، ولا سياسة المواجهة، ومن هنا دعا إلى أوسع توافق لبناني، بدءاً من التوافق داخل القوى الممثلة للمسيحيين. واليوم، أُسقط في يد الكثير من القوى السياسية التي دعمت ترشيح ميشال معوض كمرشح في مواجهة حزب الله، لكن هذا المسار وصل إلى حائط مسدود، وعادت القوى المسيحية المعارضة لتلتقي مع “التيار” على قاعدة التوافق العريض على إسم يلقى تقاطعاً بين قوى سياسية متعددة.
و”التيار” الذي طرح لائحة بالأولويات الرئاسية الضرورية للبنان ما بعد أزمة ١٧ تشرين، بات بموقع القادر على تذكير القوى الداخلية والدول الغربية والعربية المعنية بإنضاج حل رئاسي، بأنه من دون مسار إصلاحي واضح المعالم حتى قبل انتخاب الرئيس، لا يمكن الدخول إلى ست سنوات إضافية من العرقلة للإصلاح. وهذه العرقلة تُسأل عنها منظومة التسعينات التي لا زالت متشبثة بمواقعها وامتيازاتها وارتكاباتها حتى آخر دولار للمودعين.
وفي التقدم بالنقاط على رقعة الشطرنج اللبنانية، ساهم “التيار” من خلال التقاطع على إسم جهاد أزعور، في هدفين أساسيين: الأول إسقاط سياسة الفرض التي ينتهجها الثنائي الشيعي بطرح معادلة “سليمان فرنجية أو الدمار”، والثاني نقل الكرة إلى ملعب الثنائي، عبر ضرب ذريعة عدم بلورة القوى المعارضة لفرنجية إسماً يتفق عليه، وتحديداً القوى المسيحية. غفلَ عن حاملي معادلة الفرض أن القوى المسيحية على خصوماتها، قادرة على بلورة حلول بديلة متى أرادت واتفقت.
أما إثارة الغبار حول إسم جهاد أزعور، فلن يؤدي إلى نتيجة، لسب بسيط هو أن أزعور عبارة عن “مسار” وليس شخصاً! في طرح المرشحين تطرح أسماء عدة، وطبيعي أنه لكل منها إيجابيات وسلبيات، أو انطباعات مسبقة. ومن هنا تدرجت المفاوضات إلى إسم ليس مُستولداً في كنف قوى سياسية كانت تهمش المسيحيين في التسعينات، ويمتلك قدرات تقنية مالية واقتصادية تجعله مناسباً للمرحلة.هنا يستطيع التيار مطالبة الخصوم والمعترضين، لا تريدون أزعور كمرشح تقاطع وتوافق، حسناً إطرحوا البديل!
هنا أيضاً، تقدم بالنقاط في رقعة متعرجة وخطرة. ليست قصة ذكاء فحسب، بل خيارات مبنية على مبادئ وقناعات، أولها حرية القرار وذاتيته، ولبنانيته…