وزير الخارجية الأميركي يوجه انتقادات حادة الى السعودية على خلفية قمع الحريات الدينية

وزير الخارجية الأميركي يوجه انتقادات حادة الى السعودية على خلفية قمع الحريات الدينية

انتقد وزير الخارجية الاميركي “Rex Tillerson” ما تقوم به السعودية من قمع الحريات الدينية، وسمى تحديداً سياسات التمييز التي تمارسها السعودية بحق السكان “الشيعة” بالمنطقة الشرقية، مشدداً على ضرورة أن توقف البحرين من جهتها قمع “الشيعة” أيضاً.
واعتبر باحثون أن السعودية وتحت حكم الملك سلمان بن عبد العزيز أصبحت اكثر طائفية من أي وقت مضى ضد ابناء الطائفة الشيعية.
وأشار الباحثون الى أن الحكومة الكندية تجري مراجعة لصفقة بيع السلاح الى السعودية بعد ما تبين أن قوات الحرس الوطني السعودي استخدمت آليات كندية لقمع المحتجين بالمنطقة الشرقية، وأكدوا أنه في حال قررت كندا إلغاء صفقة التسلح، فان ذلك يعطي زخماً اضافياً للمعارضين لبيع السلاح الى السعودية في الولايات المتحدة وبريطانيا.
*وزير خارجية اميركا ينتقد السعودية بسبب قمعها الحريات الدينية
نشر موقع “Al-Monitor” تقريراً تناول فيه تصريحات وزير الخارجية الاميركي “Rex Tillerson” بمناسبة إصدار وزارة الخارجية الاميركية التقرير السنوي لعام 2016 الماضي حول الحريات الدينية في العالم، حيث سمى “Tillerson” كلًا من “داعش” والسعودية والبحرين وتركيا على اساس أن هذه الاطراف تنتهك حقوق الاقليات الدينية.

وأشار التقرير الى أن “Tillerson” خصص الكثير من كلامه لجرائم داعش، حيث قال أن ما قام به التنظيم الارهابي بحق الايزيديين في العراق يعد ابادة جماعية، كما اتهم داعش بارتكاب اعمال ابادة جماعية بحق المسيحيين والشيعة داخل المناطق التي يسيطر عليها. كذلك اتهم داعش بارتكاب جرائم ضد الانسانية، اضافة الى الجرائم بالسنة والاكراد وغيرهم من الاقليات “احيانا”.
ولفت التقرير الى أن “Tillerson” اتهم السعودية تحديداً بالتعصب ضد من هم من غير الطائفة السنية، واتهم البحرين كذلك بممارسة القمع بحق السكان “الشيعة”.
وتطرق التقرير الى ما قاله وزير الخارجية الاميركي بأن بلاده “قلقة من وضع حرية الاديان داخل السعودية”، وأن “الحكومة السعودية لا تعترف بحق من هم غير مسلمين بممارسة دينهم بشكل علني، ونفذت اجراءات عقابية جنائية بما في ذلك احكام بالسجن والجلد والغرامات”.
كما اشار التقرير الى كلام “Tillerson” أن الهجمات ضد “الشيعة” في السعودية على وجه الخصوص تشكل مصدراً للقلق، اضافة الى “التمييز الاجتماعي والعنصري الذي يمارس ضدهم”، بحسب تعبير وزير الخارجية الاميركي نفسه.
أما في البحرين، فلفت التقرير الى الانتقادات التي وجهها ” Tillerson ” لسلطات هذا البلد بسبب ما تقوم به من استجواب واعتقال “الشيعة” من رجال دين ورموز اجتماعية وسياسيين من المعارضة، مشدداً على ضرورة أن توقف السلطات البحرينية “التمييز ضد الشيعة”.

وتحدث “Tillerson” عن تركيا، حيث اتهم سلطات هذا البلد بتقييد حقوق الانسان لدى بعض الاقليات الدينية، وقال إن بعض الطوائف الاسلامية “غير السنية” (كالعلويين)، لا يحصلون على الحماية الحكومية التي يحصل عليها اقليات غير اسلامية معترف بها.
*السعودية اكثر طائفية من اي وقت مضى تحت حكم الملك سلمان
في السياق نفسه كتب الباحث “Bruce Riedel” مقالة نشرت ايضاً على موقع ” Al-Monitor” اشار فيها الى أن كندا تجري مراجعة لمبيعات السلاح الى السعودية، وذلك بعد ما ظهرت مشاهد فيديو لقوات الحرس الوطني السعودي وهي تستخدم آليات مدرعة كندية الصنع لقمع “الشيعة” في المنطقة الشرقية.
وأوضح الكاتب أن كندا تقوم بمراجعة صفقة تسلح بقيمة 15 مليار دولار، وُقّع عليها عام 2014، لافتاً الى أن قرار كندا قد يكون نذيراً للقرارات التي ستتخذها الولايات المتحدة وبريطانيا في السياق نفسه.
الكاتب اشار الى أن حكومة رئيس الوزراء الكندي “Justin Trudeau” تقدم نفسها على أنها الاكثر دعماً لحقوق الانسان مقارنة مع سلفها.
كما لفت الى أن الشعب الكندي وكما شعوب اغلب الدول الغربية يشكك بالسعودية، وبمدى حكمة دعم مملكة تقوم بنشر الفكر الوهابي، مضيفاً إن الحرب على اليمن أدت الى تفاقم هذه الشكوك والمخاوف.
واعتبر الكاتب أن السعودية تحت حكم الملك سلمان بن عبد العزيز أصبحت أكثر طائفية من اي وقت مضى
وأكد “Bruce Riedel” إن صحيفة ” The Globe and Mail” الكندية حصلت على صور لقوات الحرس الوطني السعودي وهي تستخدم آليات كندية بمنطقة القطيف، وقال إن رئيس الوزراء الكندي “Trudeau” أعلن اجراء تحقيق تحت الضغوط من قبل وسائل الاعلام والشارع الكندي.
كما رجح الكاتب خسارة الحكومة الكندية 3000 وظيفة نتيجة وقف صفقة التسلح مع السعودية، وعليه إن هناك توقعات بان تحاول الحكومة الكندية تجنب اتخاذ قرار واضح.
وشدد الكاتب على أن اي قرار من قبل رئيس الوزراء الكندي بوقف صفقة بيع السلاح الى قوات الحرس الوطني السعودي سيشكل إذلالاً كبيراً للسعودية والحرس الوطني على وجه الخصوص.

كما توقع أن يعطي مثل هذا القرار زخماً للمعارضة المتزايدة لصفقات بيع السلاح الى السعودية مثل واشنطن ولندن.

*صهاينة اميركيون يشددون على ان “حل الدولتين” يمر عبر السعودية
بدوره، كتب الباحث “هيثم حسنين” مقالة نشرت على موقع “Cipher Brief” قال فيها “إنه وبسبب التحولات التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية، يبدو الآن أن السبيل الافضل والاسرع لتحقيق “حل الدولتين” في القضية الفلسطينية يمر عبر السعودية وليس مصر والاردن” وفق قوله.
واعتبر الكاتب أنه” يجب تشجيع مقاربة اميركية جديدة تشرك السعوديين بشكل مباشر، وذلك لأسباب عدة ومن بينها أن لدى السعودية نفوذ سياسي ومالي قوي في المنطقة”.
وتابع أن” المشاركة المباشرة من قبل ما وصفه “المملكة الغنية بالنفط ومكان ولادة الاسلام”، سيضع السلطة الفلسطينية في موقع يجعلها مضطرة الى اخذ مفاوضات “حل الدولتين” بجدية” حسب تعبيره.
كما اضاف “إن رفض التعليمات السعودية سيكون له ثمن باهظ للسلطة الفلسطينية لجهة الدعم المادي والعلني، وأن اشراك السعودية سيعطي السلطة الفلسطينية المزيد من الشرعية الدينية والمالية والسياسية” على حد زعمه.
كذلك قال الكاتب “إن اشراك السعوديين بشكل مباشر من المرجح ان يعطي حكومة “نتنياهو اليمينية” الحوافز كي تقدم “المزيد من التنازلات” للفلسطينيين”.
واشار الى أن” كيان العدو ومنذ اعوام عدة يسعى الى تعزيز علاقاته مع العالم العربي، وأن الرعاية السعودية للمفاوضات بين الفلسطينيين و”الاسرائيليين وخلافاً لمصر والاردن، ستعطي نتنياهو الفرصة لكسب تأييد اليمين “الاسرائيلي” لهذه المفاوضات، وذلك على اساس انها تسمح بتطبيع العلاقات مع العالم العربي”.
الكاتب -الذي يعمل ايضاً باحثاً بمعهد “واشنطن لشؤون الشرق الادنى الصهيوني”-، طرح عقد مؤتمر سلام بمدينة جدة يحضره “الاسرائيليون” والفلسطينيون تحت رعاية ما أسماه “خادم الحرمين الشريفين”، حيث قال “إن ذلك قد يشكل خطوة اولى نحو ما وصفها بـ “محادثات سلام حقيقية””.
*صهيانة اميركيون يحثون ترامب على عدم السماح بتعزيز سيطرة الجيش السوري على الاراضي السورية
من جهته، كتب الدبلوماسي الاميركي الصهيوني السابق المعروف “Dennis Ross” مقالة نشرت على موقع “معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى”، تحدث فيها عن “مشكلة” تتمثل بقيام الجيش السوري وحزب الله وغيرهما، بتعزيز سيطرتها الميدانية وبتوسيع هذه السيطرة الى احياء دمشق ومحافظة ادلب وشرق سوريا على الطريق الذي يربط دمشق ببغداد.
وقال الكاتب “إن هذا هو تحقيق لما أسماه “الرغبة الايرانية” ببناء جسر بري يمتد من ايران الى العراق وسوريا وصولاً الى لبنان، وإنّ اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا والولايات المتحدة يخدم هذا الهدف للوقت الراهن.
واضاف الكاتب “إنه من شبه المؤكد أن تركز الحكومة السورية وايران جهودهما على السيطرة على مناطق سوريا الحدودية مع كل من الاردن وفلسطين المحتلة بعد تحقيق الانجازات الميدانية”.
وزعم الكاتب أن” ايران تريد أن تسيطر على المناطق السورية المحاذية للاردن كي تزعزع استقرار الاردن وتهدد دول الخليج”.
وشدد على ضرورة أن” توجه ادارة ترامب رسالة واضحة مفادها أن ذلك سيكون له اثمان”، معتبراً أن واشنطن وفي حال كانت مستعدة للقول انها ستقوم بفرض وقف اطلاق النار بالقوة في حال عدم قيام روسيا بذلك، فان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعير اهتمامه لهذا الموضوع.
كما طرح الكاتب استئناف الولايات المتحدة للمساعدة العسكرية للجماعات المسلحة في سوريا كإحدى الخيارات لما وصفه “معاقبة الحكومة السورية”، وذلك في حال تبين ان الروس “يتراجعون عن اتفاق وقف اطلاق النار”.
وشدد الكاتب على أن ادارة ترامب واذا ما كانت تريد هزيمة داعش وعدم عودة التنظيم الارهابي، فان ذلك يتطلب عدم ترك اي فراغ بعد هزيمة هذا التنظيم في الرقة و”الجيوب الاخرى” التي تسيطر عليها في سوريا.
وزعم أنّ الايرانيين يتوقعون نشوء هذا الفراغ ويتخذون الخطوات لملئه، وأنّ قيام ايران بذلك من المرجح أن يؤدي الى الطائفية التي قامت بإقصاء “السنة” وانتجت “داعش”.
بناء على كل ذلك، اكد الكاتب على ضرورة أن” تركز ادارة ترامب على منع نشوء الفراغ من خلال ضمان عدم استمرار توسع وجود ايران وحلفائها” حسب تعبيره.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن