دور جديد للمرتزقة الأجانب في الجيش والشرطة داخل السعودية.. وهذا ما يفعله رجال بلاك ووتر بالأمراء المعتقلين! و أسباب تخلي أثرياء العالم عن الوليد بن طلال

هاف عربي
تم النشر: 22:49 29/11/2017 AST
في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2017 اعتقلت السلطات السعودية 11 أميراً و4 من الوزراء الحاليين، وعشرات المسؤولين السابقين. في الواقع، لقد قام وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بهذه المبادرة بهدف تثبيت أركان ملكه.

ويهدف هذا التحرك المفاجئ، الذي حدث في غضون ساعات قليلة من تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة بن سلمان، إلى الإطاحة بكل خصومه وتعزيز ملكه ومنع أي محاولة للانقلاب عليه، وفق ما ذكرت صحيفة GLI OCCHI DELLA GUERRA الإيطالية.
في هذا الصدد، تمكّنت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية من الحصول على وثائق تدين السعودية، تتعلق بأوضاع المعتقلين خلال الأسابيع الأخيرة. وحسب مصادر هذه الصحيفة البريطانية، فإن الأمراء السعوديين الذين اعتُقلوا في إطار حملة الفساد، أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، يتعرضون للضرب وأقسى أنواع التعذيب من قِبل المرتزقة الأميركيين التابعين لمؤسسة “بلاك ووتر”، كما تقوم السلطات السعودية بتغطية أجورهم.

المرتزقة الأجانب
أفاد ذلك المصدر للصحيفة البريطانية بأن المعتقلين “يتعرضون للضرب والتعنيف، والتعذيب، ويُوصفون بأقسى العبارات وأكثرها إهانةً لدرجة تجعلهم ينهارون”.

ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل”، سيكون لهؤلاء المرتزقة نصيب في جهاز الجيش والشرطة بالسعودية. ومن ثم، ستتحول المملكة إلى جيش المرتزقة الأكثر شهرة في العالم، المتكون من رجال “بلاك ووتر”.
وتأسست شركة بلاك ووتر سنة 1997 من قِبل إريك برنس، وهي شركة عسكرية خاصة اشتُهرت بالضلوع في إراقة الدماء والتورّط بارتكاب الأعمال الوحشية في كل من العراق وأفغانستان. وفقاً للمصدر ذاته، فإن “بلاك ووتر” هي التي تُشرف على عملية التعذيب واستجواب المعتقلين بأمر من وليّ العهد السعودي، علماً بأنها تتقاضى مقابل ذلك أموالاً من الرياض.
ومن جهته، نفى إريك برنس أن يكون متورّطاً في هذا الأمر، منكراً وجوده داخل الأراضي السعودية أو اشتراكه بعمليات التعذيب ضد الأمراء المعتقلين.
إلى جانب ذلك، من الممكن ألا يكون لإريك برنس أي علاقة بما يحصل مع الأمراء المعتقلين من تعذيب. والجدير بالذكر أن “بلاك ووتر”، بعد أن باعها برنس في حدود سنة 2011، انتقلت إلى أبوظبي، حيث تكونت هناك خلية قوية من المرتزقة من كولومبيا وجنوب إفريقيا، فضلاً عن 800 رجل هم من أتباع وليّ عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وخير دليل على براءة برنس من التورّط في أعمال التعذيب ضد الأمراء، أنه قام بتأسيس مجموعة الخدمات الحدودية، التي توجد في هونغ كونغ وتقدم الخدمات اللوجستية والأمنية للعديد من الشركات الصينية.

اتهامات خطيرة ضد الرياض والأمير محمد بن سلمان
وفقاً للمصدر نفسه، فإن أصابع الاتهام موجّهة إلى بن سلمان بخصوص مصادرة أكثر من 194 مليار دولار من الحسابات المصرفية للمعتقلين، والاستيلاء على جميع أصولهم البنكية.
وذكرت الصحيفة أن محمد بن سلمان لا يثق بقوات الأمن السعودية؛ فحسب مصدر صحيفة “الديلي ميل” نفسه، فإن ولي العهد يقوم باستجواب الأمراء ويتحدث إلى المعتقلين بمنتهى اللطف والأدب أثناء التحقيقات، وما إن يغادر المكان حتى يدخل المرتزقة الأميركان، ثم يقومون بصفع المعتقلين وإهانتهم وتعليقهم رأساً على عقب وتعذيبهم!

انتهى المطاف بالأمراء في المستشفى
أكدت صحيفة “آسيا تايمز”، الناطقة باللغة الإنكليزية، والتي مقرها هونغ كونغ في الصين، أنه من بين الأمراء الذين تعرضوا لأقسى أنواع الضرب والتعذيب والذي تطلبت حالته نقله إلى المستشفى للعلاج، الأمير متعب بن عبدالله، ابن الملك الراحل عبدالله؛ والوزير السابق لقوات الحرس الوطني السعودي.
ووفقاً لبعض المصادر الدبلوماسية وبعض التقارير، فإن حملة التعذيب التي شملت الأمراء كانت بهدف ابتزازهم والاستيلاء على أموالهم. وفي ضوء هذه المعطيات، لسائل أن يسأل: هل هذا هو الإسلام المعتدل الذي يتحدث عنه سلمان؟
لقد أثبتت الوقائع الأخيرة التناقض بين سياسة بن سلمان التي يسعى من خلالها للترويج للفكر الإسلامي المعتدل، والتخلي عن الجذور الوهابية للمملكة. ولكن ما يحصل على أرض الواقع، وما يتعرض له المعتقلون من سوء معاملة وأقسى أنواع التعذيب، الذي يتعارض مع حقوق الإنسان، يؤكدان حقيقة أن التحول المعتدل الذي أعلنت عنه الرياض هو مجرد عملية تسويقية.

 

“على مدى أكثر من ربع قرن، استثمر الأمير السعودي الوليد بن طلال وبنى العلاقات في الغرب. وساعد شركة “سيتي غروب” في إعادة تمويل شركة يورو ديزني المتأزمة، كما دعم الملياردير روبرت موردوخ خلال فضيحة القرصنة في المملكة المتحدة”، هكذا قال الصحفي إريك شاتزكر في تقرير له حمل عنوان “الأمير السعودي الذي تقرب للغرب يجد القليل من الأصدقاء في الأوقات الصعبة”.
شاتزكر قال، في تقريره بوكالة “بلومبرغ” الأمريكية، إن الوليد بن طلال يدخل أسبوعا رابعا من الاحتجاز في فندق “الريتز كارلتون” في الرياض، وهو واحد من مئات المحتجزين في حملة مكافحة الفساد، ولم يلتفت أحد لقضيته.
وكان بيل غيتس، مؤسس شركة “مايكروسوفت” قال، في بيان له، إن الوليد كان شريكا مهما في عملهما الخيري معا. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وصفه الرئيس التنفيذي لشركة “سيتي غروب” مايكل كوربات بأنه “داعم مخلص”.

“بلومبرغ” قالت إنه بالنسبة للوليد، فإن صمت أثرياء العالم عن وضعه يعكس حقيقة قاسية: “بقدر ما يريد أصدقاؤه وشركاؤهم من رجال الأعمال دعمه علنا، فإنهم يشعرون بالقلق من أن ينظر إليهم على أنهم ينتقدون الحملة السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
وتابعت: “بشكل خاص، فإن العديد من معارف الوليد في الولايات المتحدة وأوروبا يقولون إنهم لا يعتقدون أنه مذنب. كما يظنون أن عدم وجود تفسير لحملة الأمير محمد ضد الفساد قد تؤدي إلى هروب رأس المال الأجنبي الذي يأمل في جذبه”.
“وفي الوقت نفسه، فإن عددا قليلا جدا على استعداد للحديث علنا. إذ يقول البعض إنهم مترددون في دعم الوليد، في وقت لا يزال سبب اعتقاله غير معروف. ويقول آخرون إنهم يخشون فقدان فرص العمل في المملكة”.
ولفتت “بلومبرغ” إلى أن علاقة الوليد مع “سيتي غروب” تعود إلى عام 1991، عندما استثمر 590 مليون دولار ليصبح أكبر مساهم في البنك.
في عام 2007، تعاون مع شركة “كاسكيد إنفستمنت” التابعة لشركة غيتس لتولي سلسلة فنادق “فور سيزونز” بنحو 3.8 مليار دولار. اليوم يمتلك كل منهما حصة 45%.
كما انضم الوليد إلى غيتس حول مبادرات الصحة العامة وائتلاف “اختراق الطاقة”، وهو مجموعة من المستثمرين الأثرياء الذين تعهدوا بتوجيه جزء كبير من ثرواتهم نحو تكنولوجيا الطاقة.
غيتس قال في بيانه: “إنني أدرك فقط ما قرأته في الصحافة، ولا أستطيع التكهن. كان الأمير الوليد شريكا مهما في عمل مؤسستي لضمان حصول الأطفال في جميع أنحاء العالم على اللقاحات المنقذة للحياة. لقد عملنا معا للمساعدة في وقف انتشار شلل الأطفال والحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. والتزامه بالعمل الخيري ملهم”.
المصدر: سبوتنيك عربي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن