
انهيار الرأسمالية الأمريكية”…أحد أغنياء العالم يصف واقع اقتصاد الولايات المتحدة
صرح الملياردير الأمريكي كين غريفين أن الرأسمالية الأمريكية “تنهار أمام أعيننا”.
ووصف غريفين وهو مؤسس صندوق التحوط Citadel Ken Griffin، في مقابلة مع “فاينانشال تايمز”، أن حزمة المساعدات المقدمة من قبل الحكومة الأمريكية لإنقاذ بنك وادي السيليكون (SVB)، تظهر أن الرأسمالية الأمريكية “تنهار أمام أعيننا”.
كانت هناك خسارة في الانضباط المالي بسبب حقيقة أن الحكومة قامت بإنقاذ المودعين بالكامل، معتبرًا ذلك بمثابة درس كبير، وأن الخسائر بالنسبة للمودعين ستكون ضئيلة وسيؤدي ذلك إلى زيادة أهمية إدارة المخاطر.
وفقا لغريفين، ما كان ينبغي على حكومة الولايات المتحدة أن تتخذ مثل هذا الإجراء الصارم.
ويتناقض موقف غريفين مع موقف مدير صندوق تحوط كبير آخر، وهو بيل إيكمان، الذي دعا في 13 مارس/آذار، المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع لـ”ضمان جميع الودائع بوضوح الآن” ، محذرًا من أن “الساعات مهمة”.
تقرير أمريكي: واشنطن لن تكون قادرة على طباعة الدولارات لأجل غير مسمى
و”غرد” أكمان، قائلا إن “اقتصادنا لن يعمل بفعالية من دون مجتمعنا ونظامنا المصرفي الإقليمي”.
يذكر أن غريفين يحتل المرتبة 36 في تصنيف فوربس لأغنى الناس على الأرض بثروة تقدر بـ32.6 مليار دولار، وأسس في عام 1990 أحد أسرع صناديق الاستثمار نموا وهو Citadel Ken Griffin، الذي يدير أصولًا تقدر بنحو 57 مليار دولار.
وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، فإن استمرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة منذ مارس/آذار 2022 حتى اليوم تسبب في هجرة الودائع من البنك ليستثمرها أصحابها في السندات قصيرة الأجل، والتي تجاوزت عائداتها 5%، أي أنها مربحة أكثر من بقائها في بنك مثل (SVB) والحصول على عائد لا يتعدى 3.5%.
ومع نهاية رحلة بنك (SVB) في عالم التمويل والاستثمار، خسرت أكبر أربعة بنوك أمريكية 52 مليار دولار في سوق الأسهم يوم الخميس. وفي أعقاب ذلك، تعثرت البنوك الآسيوية ثم الأوروبية. من ناحية أخرى، واجهت البنوك متوسطة الحجم أو أكثر التي تركز على نوع واحد من العملاء، اضطرابات أكبر.
هل العالم على موعد مع أزمة بنوك عالمية؟
بدأ المنظمون الماليون الأمريكيون إجراءات طارئة ليلة الأحد لوقف العدوى المحتملة من انهيار بنك سيليكون فالي. وتشمل الإجراءات ضمان حصول المودعين لدى البنك المنهار على أموالهم بحد أقصى 250 ألف دولار صباح الاثنين، والمبالغ المتبقية يحصلون مقابلها على سندات تصرف لهم عند تسييل أصول البنك.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية قول بول أشوورث المحلل في كابيتال إيكونوميكس، والذي جاء فيه: “منطقياً، يجب أن يكون هذا كافياً لمنع أي عدوى من الانتشار وإغلاق المزيد من البنوك، وهو ما يمكن أن يحدث في غمضة عين في العصر الرقمي. لكن العدوى كانت دائماً تتعلق بالخوف غير العقلاني، لذلك نؤكد أنه لا يوجد ضمان لنجاح ذلك”.
وبعد المخاوف حيال حدوث أزمة والتي أثارتها تصريحات وزيرة الخزانة الأمريكية بأنه لن تكون هناك خطة إنقاذ لبنك وادي السيليكون، جاءت التدخلات سريعاً من خلال الإعلان عن أنه سيجري السماح للبنوك الآن باقتراض مبالغ غير محدودة بشكل أساسي من الاحتياطي الفيدرالي للعام المقبل، طالما أن القروض تقابلها أوراق مالية حكومية آمنة. وهذا يعني أن البنوك ستكون قادرة على الوصول بسهولة إلى نقود المودعين، دون الاضطرار إلى بيع السندات الحكومية التي انخفضت قيمتها خلال العام الماضي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
وسعت يلين إلى تهدئة المخاوف من تأثر النظام المصرفي الأمريكي البالغ 23 تريليون دولار بسقوط بنك إقليمي، وذلك بعد أن صرحت قائلة: “النظام المصرفي الأمريكي آمن حقاً ويتمتع برأس مال جيد، إنه مرن”.