
الصحة العالمية – تزداد بعض المشكلات الصحية مع تقدم العمر، فكبار السن بشكل خاص يعانون من العديد من الأمراض والحالات الصحية، لذا من المهم الحفاظ على صحتهم.
يجب على المرء اتباع أسلوب حياة صحى، ووفقا لموقع ” verywellhealth” يجب أن يؤدى كبار السن نوعًا من النشاط البدني، وأن يأكلوا طعامًا صحيًا وأيضًا النوم بشكل أفضل، فيما يلي بعض الطرق التي يمكن لكبار السن من خلالها الاعتناء بصحتهم.
التحكم في الضغط العصبي:
يمكن أن يكون الإجهاد سببًا أساسيًا للعديد من الأمراض الصحية، وبالتالي، من المهم إدارة الإجهاد، إذا كنت متوتراً لفترة طويلة من الزمن، سيصبح جهازك المناعي ضعيفًا بسبب وجود كميات زائدة من الكورتيزول.
النوم جيدًا:
من المهم أن تنام لمدة 7-8 ساعات على الأقل كل يوم حتى يكون جسمك وعقلك مرتاحين جيدًا، النوم الجيد يساعد الجسم على الإصلاح والشفاء، ومع ذلك، إذا لم تنم، فسوف يتعب جسمك ويمكن أن يؤثر أيضًا على جهاز المناعة لديك.
ممارسة الرياضه بانتظام:
يساعدك أداء بعض أشكال التمارين البدنية على البقاء نشطًا، بينما قد لا تتمكن من أداء تمارين عالية الكثافة، يمكنك دائمًا اللجوء إلى التدريبات منخفضة الكثافة مثل السباحة والمشي والركض والعديد من التمارين الأخرى.
تناول طعامًا صحيًا:
مع تقدم العمر، من المهم أن تقوم أيضًا بتنظيم حياتك حمية، أضف المزيد من الفاكهة والخضراوات والبروتينات وتجنب الدهون واللحوم الحمراء، سيعطي هذا الجسم الفيتامينات ومضادات الأكسدة التي ستحافظ عليه في النهاية بصحة جيدة.
التقدّم في السن والصحة
حقائق رئيسية
تواجه جميع البلدان مشكلات كبيرة في ضمان تأهب نظمها الصحية والاجتماعية للاستفادة من هذا التحول الديمغرافي.
بين عامي 2015 و2050، ستزداد أعداد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما بقرابة الضعف من 12% إلى 22%.
أصبحت وتيرة تقدم السكان في السن أسرع من ذي قبل.
في عام 2020، تجاوز عدد الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة فأكثر عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
بين عامي 2020 و2030، ستزداد أعداد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما بنسبة 34%.
لمحة عامة
يعيش الأفراد في العالم اليوم أعمارا مديدة أكثر مما مضى. ويمكن أن يتوقع معظم الأفراد الآن، لأول مرة في التاريخ، أن يعيشوا حتى سن الستين أو أكثر. وتشهد جميع البلدان نموا في أعداد كبار السن والنسبة التي يمثلونها في تركيبة السكان.
وبحلول عام 2030، سيصل سدس سكان العالم إلى 60 عاما فما فوق. وفي الوقت الحالي، سيرتفع عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق من مليار نسمة في عام 2020 إلى 1.4 مليار نسمة. وبحلول عام 2050، سيتضاعف عدد سكان العالم البالغين 60 سنة فما فوق (2.1 مليار نسمة). ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 سنة فأكثر ثلاثة أضعاف بين عامي 2020 و2050 ليصل إلى 426 مليون نسمة.
ورغم أن هذا التحول في توزيع تركيبة السكان المتسم بتزايد أعداد كبار السن– أو ما يعرف بشيخوخة السكان – قد بدأ في البلدان المرتفعة الدخل (ففي اليابان مثلا، يمثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة نسبة 30% من السكان)، فقد غدت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تشهد الآن الجزء الأعظم من هذا التحول. وبحلول عام 2050، ستأوي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ثلثي سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق.
شرح مفهوم التقدم في السن (الشيخوخة)
من المنظور البيولوجي، يحدث التقدم في السن نتيجة تراكم طائفة واسعة من أوجه التلف في الجزيئات والخلايا مع مرور الزمن. وهذا ما يؤدي إلى تراجع تدريجي في القدرات البدنية والعقلية، وتزايد احتمال الإصابة بالأمراض والوفاة في النهاية. وهذه التغييرات ليست خطية وﻻ متسقة، وتكاد ﻻ ترتبط بعمر الشخص بحساب السنوات. والتنوع الملاحظ في التقدم في السن ليس عشوائيا. فإلى جانب التغيرات البيولوجية، غالبا ما يرتبط التقدم في السن بأحداث أخرى تطرأ في الحياة مثل التقاعد، والانتقال إلى مسكن أنسب، ووفاة الأصدقاء والشريك.
المشاكل الصحية الشائعة المرتبطة بالتقدم في السن
تشمل المشاكل الشائعة عند التقدم في السن فقدان السمع، وإعتام عدسة العين وأخطاء الانكسار، وآلام الظهر والرقبة، والتهاب العظام والمفاصل، وداء الانسداد الرئوي المزمن، والسكري، والاكتئاب، والخرف. ومع تقدم الأشخاص في السن، من الأرجح أن يواجهوا عدة مشاكل صحية في وقت واحد.
ويتميز التقدم في السن أيضا بظهور العديد من الحالات الصحية المعقدة التي يطلق عليها عادة متلازمات التقدم في السن. وغالبا ما تحدث نتيجة لعوامل كامنة متعددة وتشمل الوهن، وسلس البول، والسقوط، والهذيان وقرحة الضغط.
العوامل التي تؤثر على التقدم في السن مع التمتع بالعافية
يتيح العيش لعمر مديد فرصا لكبار السن وأسرهم، بل أيضا للمجتمعات بكاملها. وتتيح السنوات الإضافية الفرصة للقيام بأنشطة جديدة مثل مواصلة التعليم، أو بدء مهنة جديدة، أو إشباع شغف طال إهماله. ويساهم كبار السن أيضا في أسرهم ومجتمعاتهم بطرق عديدة. بيد أن مدى هذه الفرص والمساهمات يتوقف إلى حد كبير على عامل واحد، هو الصحة.
وتشير الأدلة إلى أن نسبة من يعيشون معافين ظلت مسقرة بوجه عام، وهذا يعني أن من يعيشون سنوات إضافية يعيشونها وهم في صحة سيئة. وإذا استطاع الأفراد أن يعيشوا هذه السنوات الإضافية من العمر وهم معافون وفي كنف بيئة داعمة، فإن قدرتهم على فعل الأمور التي تستهويهم لن تختلف كثيرا عن قدرة الشخص الأصغر سنا. وإذا قضى كبار السن معظم هذه السنوات الإضافية وهم يعانون من تراجع قدراتهم البدنية والعقلية، فإن الآثار المترتبة عليهم وعلى المجتمع تكون أشد وخامة.
ورغم أن بعض الاختلافات في صحة كبار السن وراثية، فإن معظمها يعزى إلى البيئات المادية والاجتماعية للأفراد ــ بما في ذلك منازلهم، وأحياؤهم، ومجتمعاتهم، فضلاً عن مواصفاتهم الشخصية ــ مثل نوعهم الاجتماعي، أو عرقهم، أو وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. وتؤثر البيئات التي يعيش فيها الأفراد وهم أطفال – أو حتى وهم أجنة – إلى جانب مواصفاتهم الشخصية، تأثيرا طويل الأجل على الكيفية التي يتقدمون بها في السن.
ويمكن أن تؤثر البيئات المادية والاجتماعية على الصحة مباشرة أو من خلال الحواجز أو الحوافز التي تؤثر على الفرص والقرارات والسلوك الصحي. فالحفاظ على السلوكيات الصحية طوال الحياة، ولا سيما تناول غذاء متوازن، والمواظبة على النشاط البدني، والامتناع عن تعاطي التبغ، كلها عوامل تساهم في الحد من خطر الأمراض غير السارية، وتحسين القدرة البدنية والعقلية، وتأخير الاعتماد على الرعاية.
وتمكّن البيئات المادية والاجتماعية الداعمة الأفراد من القيام بما يرونه مهما بالنسبة لهم، على الرغم من تراجع قدراتهم. ومن الأمثلة على البيئات الداعمة توافرُ مبان عامة ووسائل نقل مأمونة ويمكن الوصول إليها، وأماكن يسهل التجول فيها. ولدى وضع استجابة الصحة العامة للتقدم في السن، من المهم ألا يقتصر النظر على النهج الفردية والبيئية التي تخفف من الخسائر المرتبطة بالتقدم في السن، بل أن يشمل أيضا النهج التي قد تعزز التعافي والتكيف والنمو النفسي والاجتماعي.
التحديات التي تواجه الاستجابة لتقدم السكان في السن
لا توجد مواصفات موحدة عند كبار السن. فبعض الأشخاص البالغين 80 سنة يتمتعون بقدرات بدنية وعقلية مماثلة لقدرات العديد من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 30 سنة. وفي المقابل، يعاني أشخاص آخرون من تراجع كبير في القدرات في أعمار أصغر بكثير. ويجب أن تتناول الاستجابة الشاملة في مجال الصحة العامة هذا التنوع الواسع عند كبار السن واحتياجاتهم.
وهذا التنوع الملاحظ في التقدم في السن ليس عشوائيا. ويعزى في جزء كبير منه إلى البيئة المادية واﻻجتماعية للأفراد وتأثير هذه البيئة على فرصهم وسلوكهم الصحي. وتتأثر العلاقة التي تربطنا ببيئتنا بالمواصفات الشخصية مثل الأسرة التي ولدنا فيها، ونوعنا الاجتماعي وعرقنا، مما يؤدي إلى أوجه التفاوت في الصحة.
وكثيرا ما يفترض أن كبار السن ضعفاء أو أنهم عالة وعبء على المجتمع. ويتعين على المهنيين في مجال الصحة العامة، والمجتمع ككل، أن يتصدوا لهذه المواقف وغيرها من المواقف القدحية إزاء التقدم في السن، التي يمكن أن تؤدي إلى التمييز وأن تؤثر على الطريقة التي توضع بها السياسات والفرص المتاحة لكبار السن لكي يحيوا حياة صحية عند التقدم في السن.
وتؤثر العولمة والتطورات التكنولوجية (في مجالي النقل والاتصالات مثلا) والتوسع الحضري والهجرة والمعايير الجنسانية المتغيرة على حياة كبار السن بطرق مباشرة وغير مباشرة. ويجب أن تقف الاستجابة في مجال الصحة العامة على هذه الاتجاهات الحالية والمتوقعة وأن تضع السياسات وفقاً لذلك.
استجابة منظمة الصحة العالمية
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفترة 2021-2030 عقدا للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة وطلبت إلى منظمة الصحة العالمية أن تقود عملية التنفيذ. وعقد الشيخوخة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة هو تعاون عالمي يجمع بين الحكومات والمجتمع المدني والوكالات الدولية والمهنيين والأوساط الأكاديمية ووسائط الإعلام والقطاع الخاص لمدة 10 سنوات من العمل المتضافر والتحفيزي والتعاوني لتعزيز حياة أطول وأوفر صحة.
ويستند العقد إلى استراتيجية وخطة عمل المنظمة العالميتين وخطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة التي وضعتها الأمم المتحدة، ويدعم تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
ويسعى عقد الأمم المتحدة للنهوض بالصحة في مرحلة الشيخوخة (2021-2030) إلى الحد من أوجه عدم المساواة في الصحة وتحسين حياة كبار السن وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية من خلال إجراءات جماعية في أربعة مجالات: تغيير طريقة تفكيرنا وشعورنا وتعاملنا إزاء السن والتحيز ضد التقدم في السن؛ وتنمية المجتمعات بطرق تعزز قدرات كبار السن؛ وتقديم رعاية متكاملة وخدمات صحية أولية تركز على الأشخاص وتستجيب لاحتياجات كبار السن؛ وإتاحة رعاية جيدة طويلة الأجل لمن يحتاجونها من كبار السن.